القدس المحتلة:قال مسؤولون "اسرائيليون" يوم الجمعة ان "اسرائيل" ستعيد سفن المساعدات التركية التي قتلت القوات "الاسرائيلية" على متن واحدة منها تسعة نشطاء أتراك في مايو ايار في محاولة جديدة فيما يبدو لاصلاح العلاقات المتوترة مع حليفتها السابقة.وسحبت تركيا التي يغلب على سكانها المسلمون وكانت صديقة ل"اسرائيل" سفيرها وعلقت مناورات عسكرية مشتركة بعد الهجوم الذي وقع في 31 مايو على سفن تحمل مساعدات لغزة. كما طالبت أنقرة بالاعتذار وهو ما رفضته اسرائيل بحزم. وفي حين فقدت "اسرائيل" حليفا قويا بالمنطقة حشدت تركيا ايضا الدول العربية والاسلامية الغاضبة وبقيامها بهذا راهنت على سعيها الى لعب دور بارز في الشرق الاوسط في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية الذي له جذور في الاسلام السياسي. وتعطلت المحادثات لاعادة السفينة مرمرة والسفينتين الاخريين بسبب مطالبة اسرائيل بأن يوقع أصحابها تعهدات بعدم تسيير مهام مساعدات جديدة الى قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس). وقال مسؤول "اسرائيلي" "تم اتخاذ قرار امس للسماح للسفن بالرحيل دون مزيد من الشروط. تم ابلاغ تركيا. سترحل قريبا." وصرح مسؤول "اسرائيلي" اخر بأن السفارة التركية تتولى المناقشات بشأن كيفية استعادة السفن من مرفأي أسدود وحيفا لكن لم يصدر تعقيب من السفارة على الفور. وخففت "اسرائيل" من القيود على التجارة البرية مع غزة حيث يعتمد سكانها البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة على المساعدات. ودعت قوى مثل الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي الى المزيد من التخفيف للحصار. وقالت "اسرائيل" التي تتوقع وصول سفينتي مساعدات من لبنان يوم الخميس انها لها الحق في "استخدام كل الوسائل الضرورية" لمنعهما من الوصول الى غزة. ووصفت وسائل الاعلام الاسرائيلية مغادرة السفينتين مريم وناجي العلي بأنها وشيكة. لكن مصادر لبنانية قالت ان السفينة مريم تقطعت بها السبل بسبب مشكلات تتعلق بأوراق رسمية. واعترفت "اسرائيل" بارتكاب أخطاء في التخطيط لاعتراض السفينة مافي مرمرة في عرض البحر لكنها بررت قتل أفراد الكوماندوس "الاسرائيليين" للنشطاء قائلة ان قواتها تعرضت لهجمات بالهراوات والسكاكين بعد هبوطها من طائرات هليكوبتر. ويكذب نشطاء هذه الرواية. وقال الجنرال "الاسرائيلي" السابق جيورا ايلاند الذي ترأس التحقيق العسكري الداخلي في الواقعة ان اراقة الدماء كان من الممكن أن تكون أقل اذا أخلت القوات سطح السفينة مرمرة باستخدام خراطيم الضغط العالي أو برش المياه من الجو. وعلى الرغم من رفضها طلب تركيا اجراء تحقيق دولي اوسع نطاقا اقدمت اسرائيل على لفتات لاصلاح العلاقات. كما رفعت "اسرائيل" يوم الثلاثاء تحذيرا لمواطنيها من السفر الى تركيا مشيرة الى تراجع الاحتجاجات التي كان يمكن ان تعرضهم للخطر. وعبر وزير الدفاع "الاسرائيلي" ايهود باراك عن أمله في أن يحسن استئناف السياحة الاسرائيلية بتركيا العلاقات. ولدى سؤاله لماذا لم تعد "اسرائيل" تسعى الى ضمانات تركية رسمية بألا تبحر السفن الى غزة مجددا أشار مسؤول "اسرائيلي" الى رفض أنقرة للفكرة. وأضاف المسؤول أنه كانت هناك صعوبات قانونية في التفاوض على هذا الاتفاق مع منظمة (اي.اتش.اتش) وهي مؤسسة خيرية تركية استأجرت السفينة مرمرة وتصنفها "اسرائيل" كمنظمة ارهابية.