واشنطن:قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم الاحد ان موقع ويكيليكس Wikileaks مذنب على الاقل من الناحية الاخلاقية فيما يتعلق بتسريب وثائق أمريكية سرية عن الحرب في أفغانستان في الوقت الذي وسع فيه المحققون من نطاق تحقيقاتهم في عملية التسريب.ونشر الموقع عشرات الالاف من سجلات الحرب قبل اسبوع في خطوة قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) انها قد تكلف أشخاصا حياتهم وتلحق الضرر بثقة الحلفاء من خلال الكشف عن اساليب الولاياتالمتحدة في جمع معلومات المخابرات وأسماء الاشخاص الافغان الذين يتعاونون مع الامريكيين. وظهر جيتس والاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية في برامج تلفزيونية للتعبير مجددا عن قلقهما وسط مخاوف من ان موقع ويكيليكس قد ينشر المزيد من الوثائق. وقال جيتس لمحطة ايه بي سي "موقفي بشأن هذا هو ان هناك مجالين يستحقان توجيه اللوم. الاول قانوني. وهذا يعود الى وزارة العدل واخرين وهذا ليس ميدان تخصصي. "ولكن هناك ايضا جرم اخلاقي. وهذا ما اعتقد ان الحكم فيه هو (الادانة) لويكيليكس. لقد نشروا هذا دون اي اعتبار على الاطلاق للعواقب." وأثار نشر الوثائق السرية الشكوك بشأن استراتيجية الرئيس الامريكي باراك اوباما لتحويل مجرى الحرب التي لا تحظى بالتأييد. وكان شهر يوليو تموز هو اكثر الشهور دموية للقوات الامريكية منذ بدء الصراع في عام 2001. ووصف مولين في حديث لمحطة ان بي سي تسريب الوثائق بانه امر "لم يسبق له مثيل" في نطاقه وحجمه. ويقول مسؤولون أمريكيون ان التحقيق الامريكي يركز على برادلي مانينج الذي عمل كمحلل مخابرات للجيش في العراق. ومانينج رهن الاقامة الجبرية بالفعل ومتهم بتسريب تسجيل مصور سري يبين هجوما شنته طائرة هليكوبتر في عام 2007 وأدى الى مقتل 12 شخصا في العراق بينهم صحفيان من رويترز. وفي تصريحات لرويترز قال ادريان لامو -الذي أبلغ عن مانينج للسلطات هذا العام بعد ان تلقى منه ما بدا انها رسائل تتهمه بالضلوع في الجريمة -انه يعتقد أن المحققين الامريكيين يتحرون أيضا عن أشخاص مقربين من مانينيج وتربطهم علاقات بويكيليكس. وأضاف لامو في حديث عبر الهاتف انه ابلغ المحققين باعتقاده بان مانينج كان بحاجة الى مساعدة خارجية. وقال "لم أعتقد أنه كان يمتلك الخبرة..التكنولوجية للقيام بذلك بنفسه." ورفض المسؤولون الامريكيون التعليق على التحقيق. وقال جيتس الاسبوع الماضي انه أشرك مكتب التحقيقات الاتحادي حتى يذهب التحقيق "الى حيثما يحتاج ان يذهب". ولم يتم رسميا تسمية مانينج بانه مشتبه به في قضية التسريب. ويحتجز مانينج حاليا في مركز اعتقال في قاعدة كوانتيكو البحرية بولاية فرجينيا. وقال جوليان اسانجي مؤسس موقع ويكيليكس ان منظمته تحتفظ بنحو 15 ألف وثيقة لحماية أشخاص أبرياء من التعرض للاذى وتعكف على مراجعتها بمعدل ألف وثيقة يوميا. ولم يقل في حديث اجرته معه هيئة الاذاعة البريطانية الاسبوع الماضي ما اذا كان سيتم نشر هذه الوثائق أو موعد نشرها. والهدف المعلن للمنظمة هو كشف فساد الحكومة والشركات. واتهم اسانجي جيتس بمهاجمة ويكيليكس لصرف الانتباه عن مقتل المدنيين واراقة الدماء الاخرى في الصراع في أفغانستان.