القاهرة:أكد سياسيون وبرلمانيون مصريون أن تيار التغيير في مصر قادم لا محالة ولن تستطيع الحكومة مقاومته أو إيقافه، وأن هذا التيار سيكتسح في طريقه كل العقبات الهشة التي يسعى النظام عبرها إلى الاستمرار في القمع والاستبداد.جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته الثلاثاء الجمعية الوطنية للتغيير بمقر حزب الجبهة الديمقراطية في القاهرة, تنديدا باعتقال 15 ناشطا في الجمعية بمحافظة الإسكندرية، وأكد خلاله المجتمعون أن الحكومة تسعى لإحباط توحد الحركات والقوى الوطنية من خلال حملات الاعتقال. ونبهوا إلى أن المطالب السبعة تحولت من مطالب نخبوية إلى مطالب شعبية، في رسالة إلى الحكم بأن الشعب لم يعد يخشى الاعتقالات ولا يخاف الممارسات القمعية ويصر على تحقيق المطالب وفق أجندة وطنية واحدة. ضمير الشعب وأدان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير الدكتور حسن نافعة اعتقال النشطاء ال15، مطالبا بالإفراج فورا عن الشباب المعتقلين وانصياع الحكومة لمطالب التغيير، وإطلاق حرية القوة الوطنية في حشد الشعب لتحقيق مطلبهم ورغبتهم في الإصلاح والتغيير. واعتبر ممارسات الحكومة غير قانونية ودليلا على كذبها على الشعب كله؛ لمخالفتها ضوابط قانون الطوارئ الذي نصُّ على أن يقتصر تنفيذ القانون على جرائم الإرهاب وتجار المخدرات. وأكد أن تيار التغيير يتسارع رغم تجديد مشروع التوريث المتمثل في تدشين حملات وتعليق ملصقات تدعو لترشيح جمال مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدًا أن هذه الحملات غير شعبية ولا تُعبِّر عن إرادة الشعب، حيث تهدف الحكومة إلى تمرير مشروع التوريث بإرادة شعبية مزيفة. وشدد على أن نجاح مشروع التوريث مرهون بإخماد مشروع التغيير، وهو أمر مستحيل خاصة بعد أن قرر شباب مصر الخروج عن الصمت والمقاومة السلمية، وأظهر عدم رهبته من الاعتقال والممارسات الوحشية إلى أن يحقق إرادته. وأضاف نافعة أن الجمعية الوطنية تدرس حاليا إقامة دعوى قضائية ضد مخالفة الحكومة بتعليق ملصقات دعائية لترشيح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدًا أن حملة الملصقات غير شرعية قانونا بسبب عدم اجتماع الهيئة العليا للحزب الوطني لإعلان مرشحها للرئاسة. رسالة مرفوضة بدوره أكد الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب محمد البلتاجي أن فئات الشعب المختلفة على استعداد للتضحية من أجل مشروع التغيير، مشددا على أن الشباب المصري أصبح لا يهاب التهديدات، والدليل على ذلك -بحسب قوله- خروج المسيرات الشبابية الحاشدة ضد مواقف بعض النواب الذين طالبوا بإطلاق الرصاص على المعارضين للحكومة. وأبدى البلتاجي اندهاشه من سلوك قوات الأمن وشنها حملة اعتقالات ضد نشطاء المطالب السبعة للتغير، في الوقت الذي تمتلئ فيه شوارع وطرقات مصر بملصقات تدعو لانتخاب جمال مبارك رئيسا، والدعاية غير القانونية من قِبل مرشحي مجلس الشعب الطامحين للنزول على قوائم الحزب الوطني. وأشار مؤسس حزب الغد أيمن نور إلى أن القوى الوطنية للتغيير تعول على نزاهة النيابة العامة في إجراءاتها حيال النشطاء المعتقلين، وأكد أن الاعتقالات لشباب التغيير ستفرز مجتمعا وشعبا صاحب إرادة وفكر ومؤمنا بإرادته في التغيير ورافضا تغيير قناعاته، مشددا على أن النيابة تعلم أن الاعتقالات كيد سياسي وغير قانونية ولا دستورية. ودعا مسؤول الملف القانوني في الجمعية الوطنية للتغيير المستشار محمود الخضيري الشعب المصري إلى تبني مطالب التغيير، وتنظيم مظاهرات حاشدة يوم الجمعة المقبل تحت شعار "نعم للتغيير ولا للتوريث"، مؤكدا أن المارد الوطني الشعبي خرج من القمقم، ويستحيل إيقافه. ودعا الشعب إلى الوقوف مع المطالب السبعة وقفةَ رجل واحد "لينتصر التغيير ويسقط التوريث والفساد والاستبداد"، مشيرا إلى أن الأيام القادمة ستشهد حركة شعبية أشد وأقوى للمطالبة بالتغيير، على حد تعبيره.