وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية تحارب ارتقاء الجامعيين المادي والمعرفي أيضا؟؟؟ مراد رقية لقد راكمت وزارة التعليم العالي التونسية التجاوزات والانتهاكات المرتكبة في حق الجامعيين التونسيين على اختلاف رتبهم واختصاصاتهم فأرادت أن تترك بصماتها واضحة للعيان في ملف الخمسينية عبر فرض القانون التوجيهي،وعبر مقاطعة الحوار مع الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي وصولا الى احباط الجامعيين وانتهاك حقوقهم المادية والمعنوية حتى ترسم وتنقش هذه المناسبة المتميزة في أذهانهم بأحرف من ذهب؟؟؟
ولم تقتصر وزارة التعليم العالي على تكريس الاستعباد الاداري للجامعيين عبر منظومة راقية رائدة متميزة من فصول قانون العقوبات الجامعي رامية الى تحويلهم الى موظفين راضين بقلّهم وقليلهم،يقبّلون الأيادي ليلا ونهارا على ما يرفلون فيه من نعم لا تدخل تحت حصر،بل ارتقت هذه السنة،واستعدادا دائما للخمسيتية الى مستوى من الأداء في اغتيال الحقوق الأساسية والطبيعية للجامعي التونسي استحق تسجيله ضمن "موسوعةغينيس" للأرقام القياسية ؟؟؟
ولعل أحدث مظهر من مظاهر نكبة الجامعيين التونسيين في بداية الألفية الثالثة اضافة الى المظاهر السابقة المرتبطة بالتفقير المادي والتهميش الاجتماعي والتجهيل العلمي المبرمج لقلة ذات اليد ،والضحك على الذقون ،اضافة مكرمة أخرى من شأنها أن تضمن تحقيق الانسجام والوئام بين الجامعي وادارته في سنة الخمسينية ألا وهو اغتيال حق الجامعيين في الارتقاء العلمي والمهني؟؟؟ويتمثل هذا الانجاز المحبط للعقول والنفوس على السواء بأنه جرت العادة بأن يتقدم الزميل المقدم على اجتياز مناظرة التأهيل،أو على مناقشة أطروحة الدولة بطلب الى قسمه ينقل تباعا الى رئاسة الجامعة ثم الى الوزارة هدفه فتح خطة وظيفية هي "خطة أستاذ محاضر" في الاختصاص الذي يرتبط به ملف الزميل انتظارا لنجاحه ولتعزيزه صفوف"الفئةأ"المكون من الأساتذة والأساتذة المحاضرين ،وهو حق مشروع للجامعي الذي لا يصل عادة الى المطالبة ب هالا مع بلوغه الخمسين،أو حتى قبل سنة واحدة من حلول استحقاق التقاعد؟؟؟
فطلعت علينا سلطة الاشراف الاداري مؤخرا،وفي اطارحرصها على التعجيل بارساء دولة القانون والمؤسسات،وتعميم ثقافة حقوق الانسان،وبناء جمهورية الغد الموعودة المنشودة برفضها فتح واحداث تلك الخطط برغم تقدم الزملاء بمطالبهم في الآجال القانونية مما ينبأ باعلان وصول وتكريس مبدأ الأمر الواقع المستند الى سلطة القانون التي لا راد لقضاءها الا الله ؟؟؟والنتيجة المباشرة لكل ذلك هي أن الزملاء سوف يحكم عليهم حتى بعد اجتياز مناظرة التأهيل أو مناقشة أطروحاتهم،والنجاح فيها،واستحقاق الحصول على الرتبة العلمية الجديدة وهي رتبة"أستاذ محاضر"داخل قسمه وكليته،أو حتى خارجها ان لزم الأمر،سوف يحكم عليهم بالبقاء المؤبد في رتبة"أستاذ مساعد" لا لعد م رغبتهم في تجهيز ملفاتهم وأطروحاتهم،ولكن لعدم رغبة الادارة في ارتقائهم وبالتالي الحيلولة دون ارتقائهم المهني بعد حرمانهم من الارتقاء المادي؟؟؟
فهنيئا للجامعيين التونسيين بهذه الاحباطات والنكبات المتلاحقة بدعم سلطة القانون،وبتحقيق هذه المنظومة العقابية الشفافة الجديدة بغلاف علمي واداري من خلال احداث رتبة جديدة هي"أستاذ مساعد مدى الحياة "بتوصية من الادارة ضغطا عل تكاليف ونفقات ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟