قرأت مؤخرا مقالا في منبر القدس تحت عنوان منارة بن تاشفين وحسنات السياح يتطرق لمسألة تحول مدينة مراكش من قبلة للسياحة إلي قبلة لممارسة الجنس ، لكن أقول لكم من يعيش في المغرب فلا يستغرب شيئا كهذا، فتحت وطأة الفقر المدقع في هذا البلد صار المحظور مباحا بل مألوفا ، من ذلك مثلا أن السياحة الجنسية في المغرب باتت أمرا عاديا فما دامت تجلب العملة الصعبة للبلاد فلن يكثرت احد لهذا أو ذاك الأجنبي الذي يقدم علي مراكش أو غيرها من اجل ممارسة الجنس فالمهم هو اليورو والدولار... فلن يكتب في العملة أنها قدمت للمغرب من اجل غرض شريف أو غير شريف وإنما سيكتب عليها أنها تفي بالغرض وتقضي الحاجة مع لزوم الحاجة والخصاص، هكذا تفكر البطون الجائعة، وإذا سألت أحدا في المغرب لماذا يبيع فلان أو تبيع فلانة نفسها من اجل المال فسيقول لك قبح الله الفقر ويتناسي أنه عز وجل قد قبح الفساد الأخلاقي أكثر. ولن ينسي أي مغربي فضيحة البلجيكي الذي قدم لمدينة أغادير، وقام بما قام به من أفعال شنيعة مع فتيات مغربيات، ثم نشر علي الانترنت آخر ما جد من تقنيات في عالم ممارسة الجنس وبما أن المال صار همنا سخر العالم كله منا. والآن ظهرت قضية تزوج مثليين في مدينة القصر الكبير التي أثارت ضجة كبيرة والتي اعتبرها البعض مجرد إشاعة، وحتي وان كانت كذلك فلا يخفي علي مغربي أن مثل هذه الأحداث تصير في المغرب سواء أكان ذلك سرا أم علنا ، فالفقر في هذا البلد صنع كل المصائب فالهجرة السرية صنيعته، وإلا لماذا يغامر الشاب المغربي بحياته في قوارب خصصت للموت؟ أليس فرارا من وباء الفقر الذي صار ينتشر أكثر من الجراد في المغرب والذي صنع معه الجهل والأمية إذ انه إلي حد اليوم لا يزال ألاف الأطفال لا يدخلون للتمدرس ليس لان امكانيات آبائهم محدودة وإنما لأنها منعدمة تماما، فرب الأسرة قد لا يوفر قوت اليوم لأسرته، فكيف سيشتري الكتب وما غير ذلك من لوازم المدرسة لأبنائه؟ كما صار من المألوف في المغرب أن يزوج الأب بنته من الأجنبي غير المسلم، ليس طمعا في المال وإنما تخلصا علي الأقل من عبء مصروف نفر في الأسرة . وفي شمال المغرب صارت زراعة المخدرات والمتاجرة فيها رائجة ، إذ أن حقول البصل والعدس... تحولت إلي حقول لزراعة الحشيش والكيف ، ذلك أنها تجلب الأموال الكثيرة ويتم تناسي اللعنة الوفيرة التي تجلبها كذلك. فضلا عن تنامي ظاهرة السحر الشعوذة والخرافة في المغرب، إذ يتم إما امتهانها قصد تحسين الظروف المادية أو الالتجاء إليها كمسكن أو وصفة لحل أزمة الفقر. ايوب الكميري