تفاجأ محمد زايدي الفرنسي ذو الأصل المغربي، البالغ من العمر 39 سنة، باكتشاف أن شركة أورانج للهواتف والاتصال التي توفر له خدمات الإنترنيت قد اختارت له لفتح خطه علي الشبكة العنكبوتية كلمة السر العنصرية الآتية: أيها العربي القذر (Sale arabe). وبمجرد اطلاعه علي هذه الرسالة سارع إلي رفع دعوي قضائية ضد مؤسسة أورانج التي يقول عنها إنه عاجز عن فهم دوافع تصرفها الغريب إزاءه. في ردها علي اتهامات محمد زايدي، اعترفت أورانج بصدور الرسالة العنصرية عن مصالحها دون أن تحدد مصدرها بدقة حتي الآن، فيما وعدت بالتحقيق في الأمر وتحديد الجهة التي تقف وراء هذه العبارات العنصرية المنافية للقانون والأخلاق. كما وصفت هذه المؤسسة الهاتفية مضمون الرسالة بالمثير للصدمة ووعدت بمتابعة المسؤول عن هذا العمل العنصري ومعاقبته عقوبة قد تصل إلي حد طرده من العمل. من الناحية التقنية تؤكد مصادر من المؤسسة الفرنسية للهواتف والاتصال أن هذا النوع من الرسائل التي تسلم بمقتضاها كلمات السر للزبائن يتم بشكل آلي عبر الحواسيب الخاصة بمثل هذه المهام، لذلك عندما تصدر رسالة شاذة كتلك التي تلقاها محمد زايدي، فلا شك أنها من فعل فاعل ومقصودة وبعيدة كل البعد عن الصدف. لذلك سيجد محمد زايد أمام وضعية المستفيد من تعويض عن الأضرار في مواجهته القانونية مع الشركة الفرنسية ليقتص لنفسه من المسؤول عن هذا الاعتداء العنصري، أما المتابعة علي مستويات أخري أوسع فإنها تتوقف علي رغبته أو عدمها في ذلك. هذا ما تردده بعض القنوات التلفزيونية الفرنسية علي غرار فرانس 2 . في انتظار التطورات المستقبلية، لم تعلق السلطات الفرنسية علي هذا الأمر، لا محليا، في مقاطعة (جيروند) أين وقعت هذه الحادثة، ولا مركزيا في باريس وهي التي تعودت وعودت علي إقامة الدنيا علي رأسها عندما يتعلق الأمر بجاليات أو أديان أخري في فرنسا. لذلك، فالسؤال الذي يتردد في الأوساط العربية والإسلامية في فرنسا بعد ذيوع خبر هذه الرسالة التي صدرت في السابع من الشهر الجاري حسب مسؤولي مؤسسة أورانج هو كيف كانت فرنسا بشكل عام والسلطات الرسمية بشكل خاص ستتصرف لو كان مضمون الرسالة أيها اليهودي القذر وموجهاً إلي مواطن يهودي؟ هل يتوقف الأمر عند وعد أورانج بالتحقيق في الأمر والتهديد بطرد صاحب هذه الشتيمة العنصرية؟ يتساءل عبد الكريم، الفرنسي من أصل جزائري، الإطار السامي في مؤسسة خدمات فرنسية. ترد صحافية خليجية: طبعا لا، بل سيتحول الموضوع إلي حدث يحتل صدارة الأنباء علي جميع الوسائط الإعلامية . ويسترسل لطفي، فرنسي من أصل تونسي، لو لم يتعلق الأمر بمسلم لهبت الحكومة ومشيخة البلدية والمدينة للتنديد والتهديد ضد المسؤولين عن مثل هذا الفعل ولدعا بعضهم حتي إلي استصدار أقسي القوانين ليس لمعاقبة الفاعلين فقط بل حتي لسد المنافذ والردع بشدة لمنع تكرر هذه الأفعال .
عجائب وغرائب فرنسية. وتساؤلات عربية: لو كانت موجهة ليهودي ماذا سيحدث؟