حملة جديدة وبضاعة قديمة ومعيبة يعاد تصنيعها في مناسبات ومواسم صارت معلومة من السياسة المصرية بالضرورة في ظل منظومة الاستبداد والفساد والفشل القابضة على منصة الحكم منذ عقود ، بضاعة قديمة لنظام مفلس - لا يملك جديد ولا مفيد - يعاد تدويرها وبالتالي سيكون المنتج أكثر سوءً وتشوهاً ، حملة مصيرية يشارك فيها منظومة الحكم بجناحيها الحزبي والحكومي ، القيادة السياسية والوزارات السيادية ورجال المال والأعمال أصحاب المصلحة في بقاء هذا النظام الفاسد الفاشل فضلاً عن الإعلام الحكومي والموالي ، حملة جديدة لتحقيق أهداف ومقاصد غير مشروعة لكن التجارب تؤكد أن الفشل منظومة واحدة ، في التخطيط والتنفيذ حتى في الهجوم على الخصوم حين يفقد النظام شرعيته وشعبيته وهو يلعب في الوقت الضائع بل وخارج المستطيل الأخضر ، فشلت حملات التشويه وترويع الرأي العام المصري من الإخوان بالتزامن مع انتخابات مكتب الإرشاد حين راهن النظام على شق صف الجماعة لكن الرهان فشل وكان المزيد من الترابط والتماسك والوحدة رغم بعض الممارسات القاسية من البعض ، ثم كانت الحملة التالية بترويع المصريين من المرشد الجديد تلميذ سيد قطب والذي سيقود الجماعة للوراء بعيداً عن الوسطية والتدرج والاعتدال ، ومرة أخرى يفشل الرهان بالمزيد من انفتاح الجماعة على كل تيارات العمل العام في مصر بل تجاوزت الجماعة العديد من الإشكاليات التاريخية مع البعض حين تم التواصل مع غالبية الأحزاب رغم الخلاف في المرجعية والمشروع بل كانت النقلة النوعية في الشكل والوقت والمضمون حين دخلت الجماعة كل البيوت السياسية في فترة زمنية وجيزة لتصل الرسالة العملية شديدة اللهجة لكل من يراهن على وطنية الجماعة ، ثم كانت الحملة التالية متمثلة في مسلسل الجماعة باستخدام الدراما السينمائية لشعب عاطفي ، ومرة أخرى يتكرر الفشل بالمزيد من الرفض الشعبي والنخبوي لهذا النمط الرخيص في تشويه الخصوم بل الاستياء من إهدار المال العام في ظل وضع اقتصادي ومعيشي وخدمي منهار لكنه الغباء السياسي والإصرار على إدمان الفشل بتكرار تجربة برنامج حالة حوار في أجواء انتخابات 2005 ، ثم كانت الحملة التالية بهدف ترويع وتفزيع جموع الإخوان ونحن على أبواب انتخابات برلمانية جديدة حين خرجت التسريبات من هنا وهناك ترهب الإخوان بأن قوائم الاعتقالات قد تم تحديدها وكما هو متوقع فشل الرهان بالمزيد من حركة الجماعة قيادات وقواعد في الندوات والمؤتمرات والإفطارات والتواصل مع عموم المصريين لتصل الرسالة العملية بأنها قوائم الشرف والوطنية وأننا سنخوض الجولة القادمة بروح مقاومة الاستبداد والفساد والتزوير انطلاقاً من الفريضة الشرعية والمسئولية الوطنية وتجاوباً مع المطالب الشعبية وحفاظاً على الاستحقاقات التاريخية للجماعة الوطنية المصرية وفي القلب منها جماعة الإخوان ..... حفظك الله يا مصر .... محمد السروجي \\ مدير المركز المصري للدراسات والتنمية