img width="120" height="100" align="left" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/soufiyin_marocoo.jpg" style="" alt="الرباط:أكد مشاركون في ندوة فكرية بالرباط على ما سموه الدور الهام الذي تلعبه الصوفية في "تهذيب" النفوس وزرع قيم الجمال والخير والحق، ومحاولة الوصول للحقيقة واليقين.واعتبروا في الندوة التي ناقشت موضوع "آداب التصوف" أن الحديث عن الصوفية ب"إطلاقية" يبقى "غير ممكن" بسبب غنى حقلها المعرفي والفلسفي، وتعدد واجهاتها." /الرباط:أكد مشاركون في ندوة فكرية بالرباط على ما سموه الدور الهام الذي تلعبه الصوفية في "تهذيب" النفوس وزرع قيم الجمال والخير والحق، ومحاولة الوصول للحقيقة واليقين.واعتبروا في الندوة التي ناقشت موضوع "آداب التصوف" أن الحديث عن الصوفية ب"إطلاقية" يبقى "غير ممكن" بسبب غنى حقلها المعرفي والفلسفي، وتعدد واجهاتها. لكن تبقى أهم الأسئلة التي يمكن طرحها -حسب المتداخلين المتخصصين في موضوع التصوف- هي "حاجة المريد إلى الشيخ من عدمه" وإعطاء تعريف لغوي دقيق للصوفية، وتجلياتها. وحظيت الندوة الفكرية برعاية رسمية ودعم من وزارة الثقافة، وهو ما يؤكد حسب بعض المتابعين استمرار الدعم الرسمي للحركة الصوفية، ومحاولة إعادة الأدوار التاريخية التي لعبتها داخل المجتمع المغربي، ومواجهة "الجماعات الإسلامية" عبر دعم وتقوية التصوف. ويرى هؤلاء أن المغرب بدأ بتشكيل سياسة دينية جديدة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، تقوم على محاربة "التيار السلفي الوهابي" عبر دعم ما يعتبر هوية مغربية أصيلة تتشكل من العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف. وبدت السياسة الدينية الجديدة واضحة بتعيين وزير متصوف ينتمي للطريقة "البودشيشية" –أكبر الطرق الصوفية بالمغرب- على رأس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تعتبر المؤسسة الرسمية المهتمة بهيكلة الحقل الديني. كما تتأكد هذه السياسة في الدعم الملكي لأنشطة الزوايا الدينية وتقديم الهدايا لها باسم الملك بصفته أميرا للمؤمنين، وهو يعود إلى رغبة المغرب الذي يوصف ببلد "المائة ألف ولي صالح" بسبب احتضانه لعدد كبير من الأضرحة والمزارات والزوايا، في ترسيخ الصوفية "كتوجه ديني جديد". تراث صوفي وفي تصريح للجزيرة نت نفى وزير الثقافة بنسالم حميش أن يكون الهدف من الأنشطة التي تقام حول موضوع التصوف هو محاربة "الفكر السلفي الوهابي" معتبرا أن هذه الأنشطة لا تدخل في منطق "التضاد" كما أن الندوة أتت في سياق شهر رمضان الذي يتناسب مع كل ما هو "روحي" كما يقول. واعتبر حميش أن المغرب يحافظ على تراثه الصوفي الذي "يفتخر به" ويحاول تنميته في "الاتجاه الصحيح" لخدمة القيم الإنسانية، كالتسامح، والحق، والخير والجمال بعيدا عن أي حسابات أخرى. في المقابل اعتبر الباحث في التصوف أبو بكر الحراثي في تصريح للجزيرة نت، أن التصوف بالمغرب يشكل "لبنة أساسية" تدعم العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي، كما أنها تلعب دورا أساسيا في "تربية النفوس" و"تهذيبها" ومحاربة ما سماها الأفكار المتطرفة، والغلو في الدين. من جانبه اعتبر المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية محمد ضريف، أن تاريخ المغرب ارتبط بتاريخ التصوف والطرق والزوايا التي لعبت أدوارا كبيرة منذ القرن السادس عشر، وحتى الآن. وأشار ضريف في تصريح للجزيرة نت إلى أن أدوار الزوايا قبل استقلال المغرب كانت متداخلة، وتتوزع بين الأدوار السياسية والاجتماعية والدينية، لكن مع الاستقلال لم يعد يسمح للزوايا بممارسة أي دور سياسي، وتم اختزال دورها في القيام ببعض المهام الدينية والروحية. لكن مع "الظهور القوي" للتدين في العالم العربي، وظهور الجماعات الإسلامية، اضطرت الدولة المغربية –حسب ضريف- إلى البحث عن توازنات داخل الحقل الديني، وهو ما وجدته في الزوايا التي خلقت هذا التوازن بشكل "محدود". وأضاف ضريف أن الدولة المغربية تريد من خلال التصوف إضفاء مشروعية على سياستها الدينية عبر ما سماه ب"تهميش" الإسلاميين ومحاصرتهم، معتبرا أن الصوفية فشلت في القيام بهذا الدور حتى الآن بسبب غياب الاهتمام بالسياسة داخلها، وهو ما انتبهت له الطريقة البودشيشية التي غيرت من مواقفها وبدت أكثر اهتماما بالسياسة في الوقت الحالي، كما يقول.