المغرب:في أحدث تطور بتداعيات تصريحات وزيرة شيوعية مغربية طالبت بوقف آذان الفجر لإزعاجه السياح، ضم زعيم حزب أمازيغي صوته إلى صوت الوزيرة، معتبرا أن آذان الفجر يزعج السياح والأطفال وقائلا إن الأذان تحول ل"تهليل يشبه الغناء من قبل بعض المؤذنين"، وذلك رغم أن الوزيرة أصدرت بيانا قالت فيه إن وسائل الإعلام زورت كلامها. وكانت وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن نزهة الصقلي طالبت بمنع أذان صلاة الفجر في مساجد المملكة بدعوى تفادي تأثيره السلبي على السياحة، وهذا ما أثار سيلا من ردود الفعل الرافضة لكلامها.
حذف "التهليل" وضم احمد الدغرني، الامين العام للحزب الديمقراطي الامازيغي، صوته للوزيرة المغربية، وقال ل"العربية.نت" إن أذان الفجر بالمغرب "غير منظم ومختلط بالتهليل إذ يمتد لساعة من الزمن، وهو ما يخلف ازعاجا قويا ليس للسياح فقط بل للساكنة وخاصة الأطفال بالليل". وأضاف الزعيم الامازيغي أن لايصدر حكمه هذا على الأذان باعتباره مسلما، بل على الوسائل التقنية المتعلقة بالآلات الصوتية كالميكروفونات وغيرها، وأصوات بعض المؤدنين الذين لايعرف إن كانوا يؤذنون أم يسردون اغاني تستهويهم في إشارته إلى التهليل وما يصاحبه من ابتهالات. وأكد الدغرني أن هناك بعض التجمعات السكنية والأحياء الشعبية التي تضم أكثر من مسجد ولا يفصل بينها إلا مسافة قليلة، ومع ذلك تنطلق كلها بالأذان ويظهر فيها "التنافس الشرس بين المؤذنين". وطالب الناشط الامازيغى بمراجعة الأذان، قائلا إنه "عرف تحولات في شمال افريقيا منذ العهد الموحدي ومن الضروري مراجعته في العهد الديمقراطي وهذا ليس عيبا"، على حد قوله.
قضية انتهت ولم تنته وكانت مجموعة من الجرائد الوطنية وبعض المواقع الالكترونية قالت إن الدكتورة نزهة الصقلي أدلت في مجلس حكومي انعقد في 18 مارس الماضي بحديث يدعو لوقف أذان الفجر، وهو ما انكرته الصقلي جملة وتفصيلا من خلال بيان أصدرته أواخر الأسبوع الماضي حيث اتهمت الوزيرة الوسائل الإعلامية بتقديم معلومات مغلوطة. وفي اتصال العربية.نت بالوزيرة الصقلي من أجل التدقيق في بعض ماجاء في بيانها ومعرفة ملابسات الوقائع، اعتبرت الصقلي أن هذا الموضوع لايستدعي هدا النقاش العقيم، وأنها منشغلة بأشياء أكبر من ذلك بكثير تهم تنمية البلاد، مضيفة أن النقاش كان في جلسة مغلقة وليس لأي شخص دليل على ماتم تناوله، ورفضت الوزيرة تقديم أي إضافات. ومن جانبه اعتبر احمد توفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في حديث ل"العربية.نت" أن الموضوع انتهى وأن الوزيرة أصدرت بيانا في الموضوع، ورفض الوزير إعطاء أي توضيحات فيما إذا كان بالفعل الوزير الأول عباس الفاسي طالب بعدم تدوين ماجرى في محضر الاجتماع. وحول الاتهامات الموجهة اليه كونه هو من سرب ماتم تداوله في ذلك الاجتماع لدى الصحافة، رفض الوزير الإجابة.
عالم: أجراس الكنائس لاتزعجنا ومن جهته، اعتبر الفقيه عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية لفقه النوازل ان الاذان من ابرز معالم البلد المسلم، واذا كان يزعج السياح فهم يعلمون انهم قادمون الى بلد اسلامي ويعلمون ان للمسلمين اذانا لاداء فريضة الصلاة. وأضاف انه في المقابل "نعلم ان الكنائس اجراسها مزعجة اكثر من الادان، ففي بلاد اوربا وامريكا فيها اقليات مسلمة تسمع الاجراس في كل الاوقات ولايحتجون ولاحق لهم في الاحتجاج فهده معالم للديانة المسيحية". واستطرد الزمزمي انه عندما نتحدث عن الاذان فهو واجب ،اما التهليل والمقدمات التي تسبقها فيمكن ان تحذف وهذا لايضر فالاسلام دين الاعتدال والمسلم ادا ازعجه الاذان فلكي يقوم لاداء فريضة صلاة الفجر ،مشيرا الى ضرورة توفر المؤذن على صوت معتدل. في المقابل اعتبر مصطفى الخلفي، مدير النشر بيومية "التجديد" ذات التوجه الاسلامي، في تعليقه على بيان الوزيرة إن البيان اعاد الامور الى نصابها، فدعوة الوزيرة الى توحيد الاذان وليس منعه برر عدم معرفتها بالمقتضيات المنظمة للمساجد مما فتح تاويلات مستفزة للراي العام والى ان الموضوع اساء لصورة المغرب خارجيا . وبرر تناول الموضوع من طرف جريدته في كونه استند على توضيحات الوزيرة نفسها لمنابر اعلامية اخرى قبل اصدارها للبيان اخر الاسبوع، معتبرا بانه لايوجد مايربط وزارة التنمية الاجتماعية بقضايا السياحة. واضاف الخلفي بان الوزيرة لاتميز بين الاذان والتهليل المتعارف لدى المغاربة.