إسلام أون لاين - الفجر نيوز :يعيش مسلمو إسبانيا عيد الأضحى هذا العام على وقع إنجاز تاريخي، وتحطيم رقمين قياسيين جديدين؛ هما: زيادة عدد الحجاج الإسبان المتوجهين للأراضي المقدسة، وذبح أكبر عدد من الأضاحي بمناسبة العيد مقارنة بالأعياد الماضية، أما الإنجاز التاريخي فيتعلق بقرار الحكومة المحلية في كاتالونيا للمسلمين لأول مرة بذبح أضاحيهم بأنفسهم. وذكرت مصادر صحفية أن أكثر من 1500 حاج توجهوا من إسبانيا إلى الأراضي المقدسة لأداء الفريضة بزيادة طفيفة عن عدد حجاج إسبانيا العام الماضي. ووفق ما ذكرته مصادر من نقابة الجزارين الإسبان، فقد نحر أكثر من 350 ألف خروف هذا العام، بمناسبة احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك الذي بدأ في البلاد يوم الأربعاء الماضي. وقال المتحدث باسم النقابة مانويل جونزاليس: إن طريقة الذبح تمت على الطريقة الإسلامية، وبتنسيق تام مع مسئولي الهيئات الإسلامية في البلاد. ولنقابة الجزارين وحدها حق الذبح القانوني في البلاد، بما فيها ذبح أضاحي المسلمين. وأشار مسئولو النقابة إلى أن الأضاحي "تتوفر على كل شروط السلامة، إضافة إلى ذبحها بطريقة تتلاءم تماما مع الشعائر الإسلامية من جانب جزارين مسلمين". لا ذبح في المنازل غير أن المتحدث باسم نقابة الجزارين لفت إلى أن عددا كبيرا من المسلمين في البلاد يرغبون في تنفيذ عملية الذبح بأنفسهم، لكن هناك عوائق كثيرة تقف أمامهم، من بينها عدم وجود أماكن مناسبة لذلك في ظل وجود قوانين إسبانية صارمة تمنع تنفيذ عمليات الذبح في المنازل. "يجب أن تكون السلطات الإسبانية مرنة بشكل أكبر لتمكين المسلمين في البلاد من ذبح أضاحيهم بأنفسهم؛ لأن ذلك يدخل في صميم شعائرهم الدينية"، تقول إيسابيل روميرو المسئولة عن مؤسسة "حلال" المخول لها رسميا تسويق المنتجات الحلال الخاصة بالمسلمين داخل البلاد وخارجها. واعتبرت المسئولة أن مرونة الحكومة الإسبانية وتمكين المسلمين من ذبح أضاحيهم سيقضي على عمليات الذبح السري، كما أنه سيحظى برضا واسع من جانب المسلمين، وقالت: "أضحية العيد لدى المسلمين تعني التآزر الاجتماعي وتقاسم لحمها مع الأصدقاء والفقراء". إنجاز تاريخي وسمحت الحكومة المحلية في كاتالونيا -(شمال شرق البلاد) التي تتمتع بنظام حكم ذاتي واسع- للمسلمين بذبح الأضاحي بأنفسهم لأول مرة هذا العام، وذلك بعد إلحاح متواصل من جانب المسلمين المقيمين في المنطقة. ويعيش في كاتالونيا -وهي أكثر مناطق إسبانيا ازدهارا- أكثر من 300 ألف مسلم أغلبهم من شمال إفريقيا وباكستان، وأصبحوا يشكلون قوة اقتصادية وسكانية كبيرة في المنطقة. مفاجآت غير سارة وحمل العيد مفاجآت غير سارة لمسلمي إسبانيا تعلقت هذه المرة بظاهرة طبيعية مفاجئة حيث هبت رياح قوية على مضيق جبل طارق بضعة أيام قبل العيد ومنعت الآلاف من المهاجرين المغاربة في إسبانيا من قضاء أيام العيد مع أسرهم في موطنهم الأصلي. وتوقفت حركة الملاحة البحرية عبر مضيق جبل طارق الذي يفصل بين المغرب وإسبانيا ولا يزيد طوله عن 14 كيلومترا، مما دفع الكثير من المهاجرين إلى العودة أدراجهم نحو المدن الإسبانية التي جاءوا منها. وقدرت مصالح الجمارك الإسبانية عدد المغاربة الذين توجهوا نحو المغرب لقضاء أيام العيد بأكثر من 50 ألفا، بسبب تزامن أيام العيد مع عطل أعياد الميلاد المسيحية في إسبانيا. ويصل عدد المسلمين في إسبانيا حاليا إلى أزيد من مليون ونصف مليون، حسب إحصائيات شبه رسمية، في الوقت الذي تقدر فيه الحكومة الإسبانية عددهم بما بين 800 ألف ومليون