بقلم: الدكتور عواد أبو فريح الفجرنيوز أنا الأرض العربية الممتدة جنوبي رهط, عدة آلاف من الدونمات, أنا امتدادكم وبُعدكم وعمقكم الجغرافي أنا الماضي الحي أنا الحاضر المرابط أنا المستقبل, كنت قرية هادئة قبل 62 عاما, فاغتصبوني وقتلوا أولادي, وشردوا أهلي, فقسم من أولادي يعيشون الآن في الأردن وقسم في القرى العربية حولي وقسم ما زال يحتضنني بدفئه, كلهم يعاني: ذاك من شوق البعد يتمنى اللقاء وهذا من ظلم الهدم والتخريب الذي لما ينتهي منذ ذلك الحين! أنا أمكم أنا أختكم المغتصبة, أنا العراقيب! يا شباب ويا فتيات النقب, يا أولاد العرب! هل سمعتم صرخة العراقيب وهي تجلجل في سهول وأودية النقب؟ هل علمتم ما فعلوا ببيت الشيخ وصندوق المرأة والعاب الأطفال وكتيبات البنات وأحلام الشباب؟ هل عرفتم أنهم قلعوا شجر الزيتون المقدس وقتلوا الخروب المحبوب وافسدوا الثمر والحب؟ شجرهم معزز وممنوع قطعه وشجرنا مباح الحرمات فيا للعجب! هل وصلت إلى أسماعكم رسالات الحمام بعد تدمير بيوتها تستغيث العرب؟ هل جلجل صدى أصوات شبابهم آذانكم وهم يرقصون على الخراب "عاش إسرائيل عاش الشعب"؟ شبابهم على خراب بيوت أمهاتكم يلعب, وشبابنا مغيّبة في المقاهي تأكل وتدخن وتشرب! على من نغضب يا ترى وعلى من العتب؟ أخي الشاب يا ابن الأصايل ويا ابن العرب, إن كنت قد سمعت صرخة العراقيب ولم تغضب فقل لي يا ابن الأجواد متى ستغضب؟ أين انتم من رب الأرباب وما ذا عسى التاريخ يكتب؟ أفيقوا من سباتكم فانتم أحفاد العظماء, انتم البدو وانتم أصل العرب! يا رجال هذا الزمان يا أبناء هذه الأمة يا أصحاب النخوة والهمّة, لا نخالكم تصمتون وتسكتون لصرخة نساء العراقيب ولا استغاثة نساء أبو جرول. لا نعرف عنكم التنازل عن حق امرأة تستغيثكم ولا تتركون الداخل في حماكم حتى ينتصر! ها هي النساء قد صرخت وجلجلت في المدى, وها هي أطفالنا تتنادى وتتحدى, من يوقف عنا الهدم من يمنع عنا يد الظالم التي تتمادى وتتعدى؟ أليس من حقنا أن نعيش على أرضنا؟ أليس من حقنا أن نحلم بقرية زراعية تخلط بين التراث والحداثة؟ ونزرع ونحصد ونأكل بكرامة من عرقنا؟ أليس من حق عرب النقب عامة وأهالي رهط خاصة أن يكون لهم بعد زراعي يقوي اقتصادهم وينوع مصادر رزقهم؟ يا أهلنا في النقب ويا أهلنا في رهط إن هذا عهد علينا أن تكون العراقيب لمن يدافع عنها وليس فقط للعائلات التي تملكها! فهبوا بجموعكم وأجيبوا نداء الاستغاثة! الآن الآن وليس غدا!