إلى الذين يريدون أن يقيّدوا المقاطعة للكيان الصهيوني بالفاتح من اكتوبر, كلمة حقّ يتاجر بها البعض, ويتّخذها مّخلا لمكاسب دنيوية,لا تغني من جوع ولا تسمن ألاّ بالسّحت,وعاقبتها خسارا,وغنّما الأعمال بالنيّات ,ولكلّ امرئ ما نوى و حسابه على الله , نحن مع المقاطعة دائما ,ولا نريد تاريخا يقيّد المقاطعة بيوم محدود, بل نريد مقاطعة مفتوحة على مرّ الزّمن,حتّى يأتي شبه أو مثيل صلاح الدين الكردي, وقطز الأفغاني,و بيبرس الشركسي,او يأتينا عربي أبيّ تجود به الأرحام والأيام ,فيحمل هموم الأمّة , و يوحّد مغربها بمشرقها ولوثقافيا واقتصاديا و روحيّا, وأمّا اليوم ,فكلّنا جنود مرابطون من المحيط الى الخليج كلّ من مكانه, فالخطر يتهدّدنا من جميع الجهات, و قد اصبحت الأمم تتهافت علينا من كلّ جانب,و كما قال رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم والحديث عن ثوبان- قال :( توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها )، فقال أحدهم :" أومن قلةٍ نحن يومئذ ؟،فقال لهم :( بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنّ الله في قلوبكم الوهن ) قيل وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ).صدق الله ورسوله,وهذا ما نراه اليوم عيانا لا رواية . - فكيف نصدّق من يضع يده في يد من عزل أفراد الشعب عن بعضهم, وجعلهم شيعا لا يثق الأخ بأخيه و من حواليه, وسرى الخوف والرهبة ممّن يفترض ان يحميه ,مُلئت السّجون بمن يقول لا اله إلاّ الله, وتغلق المساجد بعد كلّ صلاة , ومن يرتاد المساجد يصبح مشتبها به, وهذا لا يخفى على أحد إلاّ من كابر, وإذا خالف الرئيس الدستور فكيف يحقّ له ولرجال أمنه أن يفرضوا احترام الدستور؟ وأمّا خطاب السابع من نوفمبر87فقد افرغ من مضمونه, و صار الوصوليّون يتحدّثون عن تمديد للرئاسة مدى الحياة, أم هو الملك العضوض يفرض على الشعب, أم خلافة ليلى لإيصالها لابنها عند البلوغ ؟ أمّا الصهاينة فإنّهم يسرحون ويمرحون في طول البلاد وعرضها, و أمّا طائرات العال فإنّها تأتي مباشرة من تلّ الرّبيع (تل أبيب) إلى مطار جربة الدولي , وفي كلّ سنة يعاني شعبنا التونسي الأمرّين من جرّاء ذلك ,لسيما أهل الجنوب, خلال شهر أفريل من كلّ سنة, فتبدأ الحواجز الأمنية من سعيدان بولاية قبلّي, حتّى خطّ العبور الى الجزيرة , وأمّا السّلع الآتية من الكيان, فقيل أنها تباع ببنزرت و نابل و كثير من المدن الأخرى,ولسنا في حاجة اليوم إلى شعارات, يا أبناء شعبنا لقد شبعنا منها واتخمنا ,إنّنا نريد أفعالا وتطبيقا للدستور,تونسدولة عربية دينها الاسلام ولغتها العربية أين نحن من هذه الفصول ؟ البعض يريد جرّنا الى فتنة اخمدت منذ عشرة قرون , ويقول أنّ تونس امازيغية وأنّ العرب مستعمرون ,ونحن اخوة ود بيننا الاسلام حتّى أنّ الجميع يقول انذتي عربي لايفرّق بين العروبة والاسلام , نحن نعلم أنّ الغرب والصهيونية يجتهدون لاثارة الفتنة ,ولكنّ العروبيّن لا نسمع لهم ركزا إلاّ شعارات جوفاء لا يتبعها ,لا يتبعها تنفيذ على أرض الواقع ,لانريد من هذا الحديث قطيعة بل النصيحة والدعوة لتوحيد الآراء ورصّ الصّفوف تطبيقا لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرّقوا ) وإلاّ فسنكون كالذين قال فيهم الله في كتابه العزيز. بسم الله الرحمن الرحيم قال سبحانه (يا أيّها الذين امنوا لما تقولون ما لا تفعلون ,كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون") أو قوله سبحانه ( أتأمُرون الناسَ بالبِرّ ِوتنسَوْن أنفُسَكم وأنتم تتلُون الكتابَ أفلا تعقِلون) . خذُوا حذركم اخوتنا في الله ,وابتعدوا عن الطاغوت الباغي كي يصدّقكم الشعب,إنّ شعبنا اليوم واع تماما بما يجري في تونس والعالم من حوله, و يقول مقالة الخليفة الفاروق رضي الله عنه (لست بالخبّ ولا للخبّ يخدعني)إنّ ما قام به العهد البورقيبي من تغريب ,قد غطّى عليه هذا العهد الشؤوم ,فباع مقدّرات الشعب التي انجزها مدى 30 عاما , ورهن البلاد لكلّ من هبّ ودبّ , ثمّ إنّ الأحفاد سوف يلعنونه في مستقبل الايام, لانّهم هم الذين سيدفعون الدّيون التي يحصل عليها شهريا تقريبا,إمّا تحت حماية أو إستعمار جديد ومباشر, فلا كان ولا حصل بإذن الله , ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله. كتبه أبوجعفر العويني في 21/09/2010