الجزائر: أشرف قادة الأجهزة الأمنية في دول الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر أمس الأربعاء على تنصيب مركز استخباراتي مشترك بالعاصمة الجزائرية وسط سرية وتكتم شديدين، إذ لم توجه الدعوة لوسائل الإعلام لحضور الحدث الذي يندرج في إطار ديناميكية أمنية تعرفها المنطقة على ضوء التطورات الأخيرة في الصحراء بين الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا.وقال مصدر حكومي ل'القدس العربي' ان السرية والتكتم اللذين طبعا تنصيب هذا المركز كانا مطلوبين بالنظر إلى حساسية الملف من جهة، ولكون قادة الأجهزة الأمنية يفضلون أن تكون لقاءاتهم واجتماعاتهم بعيدة عن أعين رجال الإعلام، مشيرا إلى أن الظرف الذي تعيشه منطقة الساحل 'يفرض على دول المنطقة التحرك بسرعة بعيدا عن الاجتماعات البروتوكولية والخطابات المنمقة'. وأضاف أن هذا المركز يأتي في إطار الاستراتيجية التي تسعى الجزائر وبقية دول الساحل إلى تنفيذها، والتي تجسد الشق الأول منها بإنشاء غرفة قيادة عمليات مصغرة مقرها ولاية تمنراست (1900 كيلومتر جنوب العاصمة) في نيسان/أبريل الماضي. وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن المركز الاستخباراتي سيكون مكملا لغرفة قيادة العمليات العسكرية، لأن القوات الميدانية لا يمكنها أن تتحرك بفعالية إلا بعد الحصول على معلومات دقيقة عن التحركات الإرهابية، خاصة وأن الطبيعة الجغرافية للمنطقة تزيد في صعوبة المهمة التي تواجهها دول الساحل في القضاء على الإرهاب والجريمة المنظمة، حسب قوله. وذكر أن وجود مركز استخباراتي فعال سيعطي الفرصة لغرفة قيادة العمليات العسكرية للقيام بالدور المنوط بها، ووضع حد للنشاط الإرهابي في منطقة الساحل، خاصة في ظل تفاقم ظاهرة اختطاف الرهائن الأجانب، وذلك قصد الحصول على فدى تحولت إلى المصل الذي يبقي على التنظيمات الإرهابية على قيد الحياة. وأكد المصدر ذاته أن نجاح مركز استخبارات دول الساحل يبقى مرهونا بمدى جدية الدول الأربع في الوفاء بالتزاماتها في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن الجزائر طالبت هذه الدول، أثناء اجتماع رؤساء أركان جيوش دول المنطقة الأحد الماضي، بتجديد التزامهم بالاستراتيجية المتفق عليها فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويل الجماعات المسلحة، وفي مقدمتها الالتزام بعدم دفع الفدية مقابل تحرير رهائن، ولا مقايضة إرهابيين مسجونين بالرهائن. 'القدس العربي' من كمال زايت