انتقد قيادي إسلامي جزائري استمرار الدول المغاربية في ترويج ما أسماه ب "وهم محاربة الإرهاب" في المنطقة، وأشار إلى أن سياسة مكافحة الإرهاب تحولت إلى شعار لضرب الهوية العربية والإسلامية لشعوب المغرب العربي وإدخال إسرائيل في نسيج المنطقة، حسب قوله. وقلل القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ عبد القادر بوخمخم في تصريحات خاصة ل "قدس برس" من أهمية اللقاء الأمني والعسكري الذي أنهى أعماله يوم الاربعاء (12/8) بولاية تمنراست الجزائرية لمواجهة التهديدات الإرهابية في صحراء الساحل بمشاركة مالي والنيجر وموريتانيا والجزائر، وقال: "الحديث عن مواجهة مظاهر الإرهاب في المنطقة الإفريقية والمغاربية موضوع قديم وقد تحول إلى شعار لضرب الإسلام، لأن الإرهاب الأصلي موجود في هذه الدول ذاتها وليس لدى الشعوب، ذلك أن هذه الدول هي التي تمارس الإرهاب فيما بينها أولا وضد شعوبها ثانيا، وبالتالي فالأولى بهذه الاجتماعات أن تبحث في مكافحة إرهاب الدولة، وترسي قواعد الحكم العادل والرشيد بدل الاستمرار في قهر الشعوب واستضعافها". وحذر بوخمخم من أن يكون الاجتماع الذي جمع قادة أركان جيوش الساحل في مدينة تمنراست الجزائرية جزءا من جهد متوسطي لإدخال إسرائيل في نسيج المنطقة عبر بوابة مكافحة الإرهاب. وقال: "خشيتي من أن يكون التنسيق لمكافحة الإرهاب الذي لا وجود له على الأرض إلا لدى الدولة كما قلت، إلى مدخل لإقحام إسرائيل في نسيج المنطقة باعتبارها أحد دول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي اقترحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وهذا هدف خطير رفضته الشعوب المغاربية والعربية والإسلامية جميعا". ودعا بوخمخم الدول المغاربية والإفريقية المجتمعة لمكافحة الإرهاب إلى وضع حد لسياسات الإقصاء واحتكار الحكم ثم التوحد فيما بينها لمواجهة الأطماع الأمريكية والإسرائيلية، وقال: "أعتقد أن المطلوب من الدول المغاربية والإفريقية والعربية أن تضع حدا لإرهاب الحكومات وتفتح الباب أمام حرية الرأي والتعبير ضمن الثوابت الوطنية التي لا تتغير بتغير الأشخاص كما أقرها إسلامنا الحنيف، وقتها ستعالج مسألة الإرهاب آليا"، على حد تعبيره. وكان قادة أركان جيوش الساحل، قد عقدوا الاربعاء (12/8) لقاء أمنياً في مقر قيادة الناحية العسكرية السادسة بولاية تمنراست ووافقوا على برنامج عمل قصير وآخر طويل الأمد للتعامل مع التهديدات الإرهابية في صحراء الساحل.