دمشق: عبرت السبت قافلة 'شريان الحياة الدولية' الى الاراضي السورية قادمة من دول اوروبا ومرورا بالاراضي التركية حيث لقيت ترحيبا شعبيا واسعا، واحتضنتها المؤسسة الخيرية (IHH) واشرفت على تنظيم عدد من الفعاليات الشعبية احتفاء بها شملت عدة لقاءات جماهيرية وصحافية وزيارات لقبور شهداء اسطول الحرية.وعبر ناشطون مؤيدون للفلسطينيين الحدود من تركيا إلى سورية السبت في طريقهم لتوصيل مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر. وتلقت مجموعة الناشطين التي تضم أشخاصا من أوروبا وأمريكا وآسيا استقبالا حارا لدى وصولهم الى الجانب السوري من الحدود في قافلة تضم أكثر من 40 سيارة. وستنضم المجموعة التي تضم 85 فردا الى القافلة الرئيسية التي ستدخل سورية من الاردن وقطر والمغرب ودول أخرى عديدة. وقالت ناشطة أمريكية تدعى رحمة انها تشعر ان من واجبها الاشتراك في هذا المسعى لكسر الحصار الاسرائيلي على غزة.وتحمل القافلة التي نظمها السياسي البريطاني جورج غالاوي امدادات طبية وسلعا اخرى الى قطاع غزة. وفي محاولة سابقة لنقل مساعدات الى غزة قتل افراد من قوات الكوماندوس الاسرائيلية تسعة ناشطين أتراك مؤيدين للفلسطينيين عندما صعدوا على متن سفينة ضمن قافلة سفن مساعدات. وقال الزعماء الاسرائيليون ان الجنود الذين صعدوا على متن السفينة مافي مرمرة التي كانت ترفع العلم التركي فتحوا النار للدفاع عن النفس بعد ان هاجمهم الناشطون بالهراوات والمدى. وقالت ناشطة بريطانية تدعى بيبا بارتولوتي ان الجميع في القافلة الحالية يعلم بالاخطار المحتملة التي قد يواجهونها. واضافت 'اتوقع ان تكون الامور صعبة ولكن كما تعرفون فانهم سيكونون حمقى اذا جعلوها صعبة لان الصحافة العالمية ستتابع واذا جعلوها صعبة فسيجعلون الامور افضل بالنسبة لغزة بطرق عديدة. بالنسبة لنفسي فانه لا يهمني ما سيحدث. أدرك المخاطر التي أقوم بها . وبعد (الهجوم على السفينة) مافي مرمرة فاننا جميعا ندرك الاخطار التي نقوم بها ولكن هذا لا يهم. انا شخص واحد والوضع في غزة هو ظلم عالمي كبير وهذا هو الشيء الاهم'. وقال زاهر بيراوي ان سورية ستكون هي المحطة الأخيرة فبل الإبحار إلى ميناء العريش، ومن هناك إلى قطاع غزة لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية التي تحملها إلى المحاصرين في القطاع. وأضاف بيراوي أن المحطة السورية ستعطي القافلة الإنسانية زخما هو الأول من نوعه منذ فرض الحصار على غزة، ويتمثل هذا الزخم حسب البيراوي ' بالدعم الكبير الذي تحظى به القافلة على المستويين الرسمي والشعبي وكذلك بحجم المشاركة العربية في القافلة الخامسة التي ينظمها السياسي البريطاني جورج غالاوي. حيث أفاد بيراوي بأنه بالإضافة إلى 45 حافلة قادمة من لندن وعواصم أوروبية أخرى فإن لجنة شريان الحياة الأردنية التابعة لمجلس النقابات المهنية واللجنة الجزائرية لكسر الحصار عن غزة ستشارك كل منها بما يزيد عن 40 حافلة'بينما تشارك مؤسسة تحيا فلسطين الخليجية بحوالي 15 حافلة.'وهناك مشاركات أخرى من كل من تركيا والمغرب وموريتانيا وإندونيسيا وغيرها من دول العالم. وأما عدد المرافقين للقافلة فقد بلغ حوالي 400 ناشط'وسياسي ومتضامن بينهم عدد من القيادات النقابية وعدد من ممثلي المؤسسات الخيرية والتضامنية والحقوقية من دول عديدة. من جهة أخرى أشار بيراوي إلى'أن 'جهودا تبذل لإقناع الأخوة المصريين بضرورة تسهيل مهمة القافلة الإنسانية وأن هناك مؤشرات إيجابية بأن القافلة ستنطلق على متن سفينة تحمل حافلات'المساعدات ومرافقيها إلى العريش خلال بضعة أيام، ومن ثم ستتحرك برعاية مصرية برا إلى معبر رفح الحدودي. كما نفى بيراوي الإشاعات حول عدم مشاركة هيئة الإغاثة التركية ( IHH ) خوفا من تكرار الانتقادات الإسرائيلية والدولية لها، وقال ان هناك مشاركة مادية ولوجستية ومعنوية كبيرة يدلل عليها حجم الفعاليات التي نظمتها للقافلة وكرم الضيافة الذي لقيه المرافقون خلال مرورها في الأراضي التركية، ويضاف إلى ذلك مساهمتهم بعدد من الحافلات المليئة بالمساعدات والتي تحمل أسماء شهداء أسطول الحرية الذين لقوا ربهم في مذبحة مرمرة التي نفذتها البحرية الإسرائيلية في نهاية ايار (مايو) الماضي. القدس العربي 2010-10-04