بتزامن مع انعقاد مؤتمر أمني في تونس أصدرت محكمة عسكرية في مصر أحكاما أقل ما يقال عنها إنها سياسية في حق قادة ''الإخوان المسلمون'' عقابا لهم على أنهم أبدوا نبتهم فقط في الترشح للانتخابات المحلية . ومن غريب الصدف كذلك تزامن صدور الأحكام المذكورة مع إعلان النتائج التي كرست الحزب الحاكم فائزا فيها بأزيد من اثنين وتسعين في المائة من المقاعد. من المآخذ التي يأخذها العديدون على جماعة الإخوان أنها مُغرقة في الاعتدال لدرجة تحمل استفزازات السلطة بصبر أيوبي قل نظيره؛ دل عليه هذه المرة تصريح أحد قادتها هو عصام العريان بأن الجماعة لن تنجر إلى أي مواجهة مع السلطة وستبقى على خطها السلمي المعتدل. تصريح العريان لم يختلف على ما دأبت عليه الجماعة في تعاملها مع ظلم السلطة في مصر. ولكن هذا الظلم هو الذي يؤكد أن أخطر عدو على المستبدين هو الاعتدال؛ لأنه يعري استبدادهم ويُحرج أي سند خارجي قد يأتي من حلفائهم الإمبرياليين.أما التطرف فيمنحهم مبررات السطوة والتغول الأمني. التجديد