عمان شاكر الجوهوري-الفجرنيوز:ذكرت مصادر دبلوماسية عربية موثوقة أن مصر أجرت اتصالات سريعة مع الولاياتالمتحدة في ضوء التهديدات التي اطلقتها حركة "حماس" باقتحام معبر رفح مجددا لفك الحصار المفروض على قطاع غزة بالقوة، والذي يشكل ظاهرة من ظواهر التشدد الرسمي المصري في تطبيق الحصار على قطاع غزة. وكشفت مصادر دبوماسية عرببية أن التشدد المصري الرسمي بلغ حد عدم الإستجابة لطلب الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بزيارة والدته الطاعنة في السن (أكثر من تسعين عاما)، والمريضة في رفح خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، ولو لبضع ساعات. وقالت المصادر إن اتصالات على أعلى مستوى جرت في الساعات الأخيرة بين القيادة المصرية والإدارة الأميركية لإيجاد حل لمشكلة الحصار بما يسمح بدخول امدادات الوقود والأغذية إلى القطاع. وحذرت القيادة المصرية في هذه الإتصالات من أن استمرار الوضع الحالي سوف يؤدي لا محالة الى محاولة الفلسطينيين اقتحام معبر رفح، وهو ما سوف يؤدي الى انعكاسات اقليمية خطيرة على الأمن المصري. وكشفت المصادر أن مشكلة معبر رفح سيطرت على المباحثات التي جرت مؤخرا بين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية والرئيس المصري حسني مبارك، مبينا أن الطرفين اتفقا على تكثيف الإتصالات مع الإدارة الأميركية لحل تلك المشكلة. وتبدي المصادر وجود مخاوف مصرية من وجود مخطط اسرائيلي للضغط على سكان قطاع غزة لدفعهم إلى النزوح إلى شبه جزيرة سيناء لتنفيذ مخطط التوطين الذي تسعى إليه اسرائيل، فضلا عن احتمال تسرب عناصر من تنظيم القاعدة أو بعض التنظيمات المتطرفة لتنفيذ مخططات تخريبية داخل مصر. وتسود منطقة الحدود الدولية بين مصر وقطاع غزة حالة من الهدوء الحذر بعد نحو خمسة ايام من التوتر نتيجة وجود تهديدات من جانب حركة المقاومة الاسلامية "حماس" باقتحام الحدود. وقالت مصادر امنية إن الإنتشار الأمني في محيط معبر رفح ومنطقة بوابة صلاح الدين قد تراجع يوم السبت بشكل ملحوظ، فيما تم الإبقاء علي عدد من قوات الأمن داخل الشاحنات التي تمركزت عند مداخل الطرق الترابية المؤدية إلي الحدود. وكانت مصر نشرت يوم الجمعة الماضية اعداد اضافية من قوات الأمن المركزي في محيط معبر رفح الحدودي، خوفا من أي محاولات لاقتحام المعبر من جانب متظاهرين فلسطينيين بعد دعوة "حماس" إلي تظاهرات داخل قطاع غزة للتنديد بالحصار. وتابعت المصادر إن الانتشار الأمني على بقية الحدود غير مكثف حيث تتمركز الشاحنات التي تقل قوات الأمن المركزي خلف الخط الحدودي. وقال انه طلب من قوات حرس الحدود المنتشرين على الحدود اليقظة فيما تم اغلاق طريق بري كان يؤدي الى شاطئ رفح، وذلك عند العلامة الدولية رقم واحد علي الحدود بين مصر وغزة. من ناحية أخرى قال مسؤول بمحافظة شمال سيناء إن جميع مرافق وخدمات المحافظة قد وضعت منذ تهديدات "حماس" في حالة تأهب واستعداد تام، خاصة المستشفيات ومرفق الإسعاف والكهرباء والمياه والتموين والتضامن الإجتماعي لمواجهة أي تطور قد يحدث في الأوضاع على الحدود. وكانت مصر منعت شاحنات كبيرة من نقل بضائع الى بلدة رفح الحدودية الخميس الماضي خشية أن تشكل البضائع حافزا للفلسطينيين لاختراق الحدود. ومنعت الشرطة مرور الشاحنات الضخمة المحملة بالبضائع عند نقاط التفتيش على الطرق الرئيسية المؤدية لرفح وبلدة العريش المجاورة، ولكنها سمحت بمرور الشاحنات الأصغر حجما والتي لا تحمل شحنات. وانصب التركيز على الشاحنات التي تحمل مواد غذائية ووقودا ودراجات نارية وهي امدادات اشترى الفلسطينيون منها كميات كبيرة بعد اختراقهم الحدود في المرة الأخيرة. وتعتمد الحركة التجارية برفح المصرية على الفلسطينيين المترددين على معبر رفح الحدودي. ويقول مسؤول بالغرفة التجارية بالعريش أن التجار في رفح اقاموا مشروعاتهم التجارية معتمدين علي الحركة النشطة لمرور الفلسطينيين عبر المعبر والتي كانت تصل الى نحو 150 الف فلسطيني شهريا. وأضاف أن معظم التجار اشتروا كميات كبيرة من البضائع بعد المكاسب الهائلة التي حققها البعض خلال فترة فتح الحدود مع غزة. وبلغ حجم المبالغ التي انفقها الفلسطينيون على شراء البضائع المصرية خلال فترة فتح الحدود بين مصر وغزة التي استمرت 12 يوما مليارا و 700 مليون جنيه مصري.