في بادرة إسلامية جديدة لتشجيع الحوار بين الأديان، وقع 138 عالمَ دين مسلمًا على رسالة تهنئة بأعياد الميلاد موجهة إلى رجال الدين المسيحي حول العالم، بما فيهم بابا الفاتيكان، بنديكت السادس عشر. "هذه هي المرة الأولى التي يهنئ فيها عدد كبير من علماء الدين الإسلامي عبر العالم جيرانهم المسيحيين"، هكذا يعلق أحد الموقعين على الرسالة (الدكتور عارف علي النايض مدير المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية التابع لمؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بالأردن) حسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" السبت 22-12-2007. وشدد د. العايض على أن المسلمين عبر التاريخ دائما ما يهنئون المسيحيين بحلول أعياد الميلاد، مضيفا أن وسائل الإعلام تركز كثيرا على الأصوات المتشددة، بينما تقلل من أهمية الطبيعية المعتدلة والمسالمة للدين. ويضيف د. النايض: "هذا (معالجة وسائل الإعلام) أدى إلى انحراف شديد، كما شوه صورة الإسلام". كما لفت إلى رسالة التهنئة بأعياد الميلاد قائلا: "إن التيار السائد في الإسلام استرد صوته مرة أخرى". وفي رسالتهم، تمنى علماء الدين الإسلامي لنظرائهم المسيحيين أعياد ميلاد مجيدة، كما وجهوا الشكر للقادة المسيحيين الذين ردوا بشكل إيجابي على رسالة مفتوحة بعثها علماء الدين ال 138 في أكتوبر الماضي إلى رجال الدين المسيحي حول العالم، بما فيهم بنديكت السادس عشر. وهدفت هذه الرسالة المفتوحة إلى جسر الهوة بين المسلمين والمسيحيين على خلفية محاضرة بابا الفاتيكان التي ألقاها في ألمانيا العام الماضي، وربط فيها بين الإسلام والعنف؛ وهو ما أغضب المسلمين بشدة، وأضر بالحوار بين الإسلام والمسيحية. وهذا الشهر بعث بنديكت السادس عشر برسالة إلى الأمير غازي بن محمد بن طلال، رئيس إدارة مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، دعا فيها وفدا من علماء الدين الموقعين على الرسالة المفتوحة إلى اجتماع في الفاتيكان من أجل الحوار. ولم تتضح الصورة بعد بشأن رد الأمير على هذه الدعوة. ترحيب مسيحي رسالة التهنئة بأعياد الميلاد لاقت ترحيبا واسعا من القادة المسيحيين ورجال اللاهوت، إذ نقلت "فاينانشيال تايمز" عن الكاردينال جان لوي توران، رئيس المجلس البابابوي للحوار بين الأديان، قوله تعليقا على هذه الرسالة: إن تقدما قد أحرز فيما يخص الحوار بين المسيحية والإسلام. وأضاف الكاردينال توران أن اجتماعا تحضيريا سوف يعقد في الربيع لمناقشة خطوات ملموسة لتشجيع الحوار بين الديانتين. فيما قال أستاذ اللاهوت ميروسلاف فولف، مؤسس ومدير مركز الإيمان والثقافة في جامعة "ييل" بالولايات المتحدة: إن المبادرة الإسلامية الجديدة "تتضمن كل تأكيد على حرمة كل حياة إنسانية". ومن بين الموقعين على الرسالة الجديدة كل من: الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، ومفتي مصر الشيخ علي جمعة، ومفتي القدسالمحتلة الشيخ عكرمة صبري، والداعية المصري عمرو خالد، والعالم الإسلامي الأمريكي حمزة يوسف.