أكدت مصادر جيدة الاطلاع، أمس الجمعة، أن فرناندو أندريو، قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، سيعلن اليوم السبت، عن قراره بصفة رسمية حول الوضعية القضائية لمحمد الطيب الوزاني، الملقب ب "النيني"، أحد أكبر مهربي المخدرات في العالم. الذي اعتقل، أول أمس الخميس، في سبتةالمحتلة، مضيفة أن القاضي أعرب عن اعتقاده بأن المعتقل سيجري تسليمه في أقرب الآجال إلى السلطات المغربية، بتهمة الفرار من السجن المركزي بالقنيطرة، حيث كان يقضي عقوبة بالحبس لمدة ثماني سنوات. من جهته، قال خينارو كارسيا-أريسيادو، مندوب الحكومة الإسبانية في سبتةالمحتلة، في تصريحات للصحافة، أمس الجمعة، إن "النيني" سلم إلى السلطات القضائية بالمحكمة الوطنية الإسبانية بمدريد، التي ستقرر، في ظرف 72 ساعة، مسألة ترحيله نحو المغرب للمحاكمة. وذكر أن الشرطة الإسبانية كانت "تراقب النيني عن كثب منذ فترة طويلة"، لاعتباره من أكبر مروجي المخدرات على المستوى العالمي، إلا أنها لم تكن تتوفر على أمر باعتقاله، لذلك لم يكن في إمكانها الإقدام على قرار إيقافه، إذ أنه كان متابعا لارتكابه جرائم في المغرب وليس في إسبانيا، ولم تتوصل بالأمر بالاعتقال إلا يوم الأربعاء. وأضاف مندوب الحكومة الإسبانية أن اعتقال "النيني" يعتبر "إنجازا مهما، خاصة بالنظر إلى التجاوزات التي ارتكبها في حق الصحة العمومية والعدالة والقانون"، مشيرا إلى أنه في البداية، كان لدى عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية "غموض حول "النيني"، لكنهم قاموا بواجبهم وحبسوه فور توصلهم بمذكرة الاعتقال الدولية، الصادرة عن المغرب وعن الأنتيربول". من جهتها، أكدت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، أمس الجمعة، استنادا إلى مصادر مقربة من التحقيق، أن السلطات الأمنية بسبتة سلمت، أول أمس الخميس، محمد الطيب الوزاني، الملقب ب "النيني، إلى السلطات القضائية بقصر العدالة بالمدينة نفسها، بعد أن أدلى بتصريحاته في مخفر شرطة المدينة، بعد اعتقاله من طرف عناصر الشرطة الوطنية بينما كان يتجول في "نافورة الفرس"، إحدى أشهر أزقة المدينة في سيارة تعود ملكيتها لأحد أشقائه. وأوضحت أن المحكمة الوطنية بمدريد، التي ستنظر في ملابسات قضية "النيني" بعد دراسة ملف تورطه في قضايا تهريب المخدرات والجريمة المنظمة، تملك صلاحية تقرير ما إذا كان سيرحل إلى المغرب أم سيحاكم في إسبانيا، علما أن وكيل الملك التابع للمحكمة الابتدائية بالقنيطرة أصدر أمرا دوليا باعتقاله، أكدته "الإنتيربول"، بهدف محاكمته بالمغرب، لاتهامه بجرائم عدة، منها الفرار من السجن المركزي بالقنيطرة، والتورط في قضايا تهريب المخدرات من المغرب نحو إسبانيا. وأشارت إلى أن نقل "النيني" إلى قصر العدالة جرى بعد أخذ بصمات أصابعه، للتأكد من صحة هويته، خاصة وأنه أدلى بوثائق مزورة وقت اعتقاله تحت اسم "محمد أوزماني"، أحد الأسماء المستعارة التي يستعملها، خاصة وأنه يتوفر على جنسية مزدوجة، واحدة مغربية والأخرى إسبانية، إذ أن اسمه المغربي "محمد الطيب الوزاني"، والإسباني "محمد الطيب أحمد". وأفادت أن "النيني"، الذي يعتبر أحد أكبر مهربي المخدرات الدوليين، معروف في أوساط قوات وعناصر الأمن الإسباني، منذ سن المراهقة بكونه عنصرا خطيرا، إذ أنه، وهو لم يتجاوز بعد 15 سنة، أبدى شغفه بولوج عالم التهريب والجريمة، لدرجة أن زعماء مافيا المخدرات كانوا ينادونه ب "طفل المخدرات المعجزة". كما أنه امتلك منذ سن مبكرة ثروة طائلة، قدرت حينها بقيمة 12 مليون أورو، وتجاوزت اليوم 30 مليون أورو.