واشنطن:قال مسؤولون اميركيون ان الولاياتالمتحدة عبرت لتونس عن قلقها من طريقة معالجتها للاضطرابات في تونس و"لما يبدو تدخلا من جانبها" في حق الافراد في استخدام الانترنت الا ان المسؤولين الاميركيين كانوا اكثر تحفظا حيال الصدامات في الجزائر.وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي للصحافيين ان الوزارة استدعت الخميس السفير التونسي في واشنطن محمد صلاح تقية لابلاغه بذلك. واضاف ان الخارجية الاميركية نقلت الى السفير التونسي "قلقها على قدرة شعب تونس على ممارسة حقوقه وحرية التعبير والتجمع". واكدت الخارجية في بيان صدر ليل الجمعة السبت "نحن قلقون بعد التظاهرات التي جرت في الاسابيع الاخيرة في تونس ونرى انها نتيجة اضطرابات اجتماعية واقتصادية". واضافت "نشجع كل الاطراف على ضبط النفس عندما يمارس المواطنون حقهم في التجمع العام". وشهدت الجزئر ايضا اضطرابات بسبب البطالة وقضايا اجتماعية اخرى. وصرح كراولي ان واشنطن عبرت عن قلقها ايضا من طريقة تعامل الحكومة التونسية مع الانترنت والهجمات التي يشنها ناشطون على المواقع الحكومية. وقال "ندعو الجميع من الحكومة الى الناشطين الى احترام حرية التعبير والاعلام. انه حق لكل فرد". واكد مسؤول كبير في الخارجية الاميركية للصحافيين طالبا عدم كشف هويته ان واشنطن "اثارت مسألة ما يبدو انه تدخل بالانترنت وخصوصا بحسابات موقع فيسبوك". وقال "نحن قلقون من ذلك ونبحث عن اكثر الطرق فاعلية للتصدي له وللحصول على النتيجة التي نحتاج اليها". واكد مسؤول اميركي كبير آخر طالبا عدم كشف هويته ان قضية فيسبوك نقلت الى الحكومة من قبل الموقع نفسه. وقال هذا المسؤول "تلقينا بعض المعلومات من فيسبوك تساعدنا في فهم ما يحدث". واضاف انها "قضية قرصنة معلوماتية للحسابات الفردية وسرقة كلمات المرور السرية ومنع الوصول الى الحسابات". وكانت مجموعة مجهولة ناشطة على الانترنت اتهمت تونس "بفرض رقابة مفرطة على الانترنت لا تقتصر على حجب مواقع مدونين منشقين بل تطال ايضا مواقع مثل فليكر او اي موقع اخباري يشير الى ويكيليكس". وتمكنت مجموعة "انونيموس" التي هاجمت مواقع وخدمات معارضة لويكيليكس من اغلاق الموقع الرسمي للحكومة التونسية وموقع سوق المال وغيرها. وتشهد تونس اضطرابات اجتماعية منذ 19 كانون الاول/ديسمبر. وقد اصيب خمسة متظاهرين بالرصاص خلال مواجهات عنيفة مع الشرطة اسفرت كذلك عن اصابة شرطي بجروح الجمعة في بلدة قريبة من مدينة سيدي بوزيد وسط غرب تونس، كما اكد شهود واقارب الجرحى. وبدا المسؤولون الاميركيون اكثر تحفظا حيال الاحداث في الجزائر التي تشهد اضطرابات اجتماعية منذ بداية الاسبوع اثر رفع اسعار المواد الغذائية. وتحدث احد المسؤولين الاميركيين عن "ازمة سكن حادة لم تتعامل معها الحكومة بشكل ملائم". وقال هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته "بصراحة من المبكر جدا ان نفهم تحديدا ما يحصل" في الجزائر. واضاف "نحاول ايضا تحديد الامور الاكثر فاعلية والحاحا التي يمكن ان نقولها ونقوم بها". وتحدث المتحدث باسم الخارجية الاميركية عن هذه المخاوف. وقال "في الجزائر نواصل متابعة الوضع (...) والتواصل مع الحكومة الجزائرية والحرص على امن رعايانا". وقد تجددت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن الجمعة في الجزائر وخصوصا في العاصمة ووهران، وامتدت نحو الشرق الى عنابة وتبسة، على رغم الدعوات التي اطلقتها السلطات وعدد من ائمة المساجد الى الهدوء.