قولوا لمن مكروا إنّا سننتصر فأدرِكوا الحقّ أو فِرّوا أو انتحروا ستبلُغ ما وراء العرش هّمتنا وتستجيب لها الأكوان والقدَرُ وننحت المجد من أشلاء مِحنتِنا فيُنشد الطير زهوا: نال من صبروا وسوف تسري حياة الحقّ من دمنا ذاك الذي سال ظُلْمًا يوم هم غدروا ومن مبادئنا نُرسي قواعدنا وجُنْدُنا أهلُنا، بل كلُّ من حضروا دموعنا.. وهي فَيْضٌ من جرائمهم سقَتْ سرائرنا صِدْقًا مضى عِبَرُ فليس يبقى من الأنّات أصعبُها وليس يؤلم ما قد فات والكدَر وليس يَقتُل ظلمٌ طال أو سهرٌ ولا افتراءٌ وإن دان له البشر وإنّما تَئِدُ المظلومَ همّتُه إذا دنت وتخلّت حطّها القدر وإن سَمَتْ وسعت للنّصر حازمة كان لها العزّ والتمكين والأثر نعم ظُلِمْنا ولكنّ إرادتنا علَتْ تُلامِس نجم الفجر تفتخر نعم تَدَمَّر حصن في قواعِدِنَا وسال منه الدّم والدّمع والعمُر لكن نهضتنا تمضي بلا كلل تُشيد في الأرض صرحا كاد يندثر ولا يضيرها وخزٌ مسّ جلدتها ولا صُراخُ جبانٍ كان يحتضر ظلّت سواعدُنا رغم مصائبُنا قويةً خاف منها اللّغم والحُفَرُ فإن قسَوْا صبرُنا يمتصّ غلظتهم ويُبْطِل ما أرادوه وما بذروا وإن أرادوا لنا جوعا و مسْغَبَة ففقرنا عِزّةٌ والحيّ يَعتبِر وإن أرادوه سِجنًا تلك قلعتُنا وقد أصابه من صولاتِنا السّهر كلّ المكائد أرست في موانئنا وما جنى صانعوها غير ما بذروا هي العقيدة تُحْيِينا وتَبْعثُنا فنحسب المَيْت منّا سَيّدا عطرُ ونحسب الحيّ ممّن عاش مِحنَتَنا خليفة لنا يرعاه لنا القدر فكيف تهزمنا أضغاثُ شرذمة يسرّها أن ترى النّيران تسْتعر؟ أتُوهِمُ الناس سُحْبٌ أو ضبابُ ضحًى بأنّ شمس السّماء حطّها الكِبَرُ؟ أيُوقِعُ الناسَ أعمى عقّ منْبَتَه في خندق الذلّ محفوفا بمن غدروا؟ بقاؤهم مستحيل لا مناص من التّغيير، معدنهم يبلى ويندثر كأنّه السُّحْتُ لا أوصال تجمعُه كأنه السِّحر يذوي كاسرا قذِرُ ألا استعدّوا ويومُ النصر موعدنا وأكْثِروا البذْر لا تخْشوْا ولا تذروا وعمِّقُوا الحرث إن الأرض مُنْهَكَة لما أصابها من مكْرٍ وما فجروا غدا هنا نلتقي فالنّصر موعدنا نُقِيمُ للعدل صرحا عمْرُه العُمُرُ وتُشرق الشّمس ملْء الكَوْن ساطعة تدكّ بالنّور ظلما كان يستتر وتنْتَشي أمّتي من بعد مِحْنتِها ويهتفُ بِعُلاها الغُصْن والحَجَرُ