تونس:رسالة شعب، "إذا الشعب يوما أراد الحياة"الى طاغية تونس كانت صاعقة وكشفت فشل بن علي في قراءة الرسالة التي كتبها بالنار على جسده شاب تونسي مسحوق بين ملايين من العاطلين عن العمل حين سلبوا منه وسيلة قوته الأخيرة، لتنطلق شرارة ثورة الحرية.كان سقوط طاغية تونس بن علي متوقعا فيما تتسابق الدول الأوروبية لاستقباله مع "ملياراته"، فيما يسري الرعب والتعيم الإعلامي (الرسمي) على أنباء ثورة الحرية في تونس في دول عربية كثيرة. يؤكد تعاطي الأنظمة القمعية مع شعوبها إنها لا تقرأ الرسائل ولو كتبت بحروف ضخمة، بل تخبئ رأسها كالنعامة بدلا من معالجة أزمات البطالة والفساد. كالعادة، ألقى بن علي باللوم على حاشيته ممن "خدعوه" طوال عشرات السنين من حكمه المديد، ولم يكن مدركا سوء حال شعبه! ورغم أن افتتح خطابه بأنه فهم التونسيين" أخيرا، صح النوم. قبل ذلك، كانت قوى الأمن التونسية ولا تزال، تنكل بالمتظاهرين كالذئاب المسعورة حين تمسك بأحد الشبان التونسيين الأبطال، فهل خاف التونسيون من التنكيل والدماء والرؤوس التي سحقت وخرج الدماغ منها؟ على العكس، زداد إصراراها على طلب الحرية، كمن يشاهد أجساد أولاده تمزقها الجوارح. فهؤلاء المسحوقين رفضوا أن يكونوا انتحاريين، وهتفوا "نموت نموت ويحيا الوطن" هذه الصيحة يسمعها شعوب الشرق الأوسط وستكون هذه السنة حبلى بقصائد أخرى.