القاهرة:قالت القوات المسلحة المصرية يوم الاربعاء للمحتجين المطالبين بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك الذي يمتد 30 عاما ان مطالبهم قد سمعت وان الوقت حان كي يساعدوا مصر في العودة الى الحياة الطبيعية. والبيان الذي تلاه المتحدث باسم الجيش عبر التلفزيون الحكومي دعوة واضحة للمحتجين لمغادرة الشوارع وينطوي على مواجهة محتملة ما لم يستجب المحتجون. جاء بيان الجيش فيما تتصاعد الضغوط الدولية على مبارك ليتنحى بعد ان أبلغته الولاياتالمتحدة أقرب حلفائه صراحة بان التغيير السياسي الذي يطالب به المصريون يجب ان يبدأ على الفور. وفي القاهرة تتجمع حشود في ميدان التحرير في اليوم التاسع من الاحتجاجات في محاولة لاجبار مبارك على الرحيل رافضين تعهده مساء الثلاثاء بعدم خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر أيلول. ومع احتدام الازمة بدا ان القوات المسلحة المؤسسة الوطنية القوية تمسك بمفتاح الحل. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة مخاطبا المحتجين "القوات المسلحة تناديكم... أنتم بدأتم الخروج للتعبير عن مطالبكم وانتم القادرون على اعادة الحياة الطبيعية لمصر." في الوقت نفسه امتد تأثير الانتفاضة المصرية الى أرجاء الشرق الاوسط وأعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الاربعاء أنه مستعد للتخلي عن السلطة عام 2013 حين تنتهي فترة رئاسته. وأجرى الرئيس الامريكي باراك أوباما مساء الثلاثاء مكالمة هاتفية استمرت نصف الساعة مع مبارك (82 عاما) بعد ان أعلن الرئيس المصري عزمه التنحي في سبتمبر. وقال أوباما عقب الاتصال "الامر الواضح - والذي أشرت اليه الليلة في حديثي مع الرئيس مبارك - هو اعتقادي ان الانتقال السلمي ينبغي ان يكون ملموسا وينبغي ان يكون سلميا وينبغي ان يبدأ الان." وذكر مسؤول أمريكي كبير في واشنطن ان الحديث كان صريحا ومباشرا ولم يترك مجالا للشك في ان "وقت انتقال السلطة قد حان ولا يمكن تأجيله." كما مارست تركيا ضغوطا. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان نية مبارك التنحي لم تستجب لتوقعات الشعب وان التغيير يجب ان يبدأ عاجلا وليس اجلا. كما دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى انتقال سريع للسلطة "دون تأخير". وانهار التأييد الدولي لمبارك الذي كان على مدار ثلاثة عقود راعيا للسياسة الغربية في الشرق الاوسط واعتبر حصنا ضد امتداد النفوذ الاسلامي فيما حاول مواجهة الازمة. وجاءت بعض الكلمات القليلة المشجعة له من المملكة العربية السعودية التي يعتبرها كثير من المحللين عرضة لاندلاع مشاعرة مماثلة من السخط. وكان عرض مبارك التنحي في سبتمبر أحدث مناورة في أزمة اندلعت الاسبوع الماضي بعد أن طفح الكيل بالاحباط الشعبي من الفساد والقمع والمشكلات الاقتصادية. من شيماء فايد وياسمين صالح