ترجمة / توفيق أبو شومر الفجرنيوز (*)جورسلم بوست 3/2/2011 كيف أصبحت ميزانية حماس في السنة 540 $ مليون ، بعد أن كانت فقط 40$ مليون؟ تحولت حماس منذ 2005 بعد انسحاب إسرائيل من غزة، من حركة صغيرة إلى مؤسسة كبيرة، فبدلا من أن تتأثر بالحصار والعقوبات الإسرائيلية، نجحت في إيجاد الطرق للتغلب على كل الصعوبات، فتغلبت على تأخير الرواتب، وانشأت مؤسسات حكومية فعّالة. وتمكنت من فرض ولائها، وتركتْ أعباء 1,6 مليون من سكان غزة على عاتق غيرها. ولسوء الحظ فإن حكومة رام الله والداعمين الأوروبيين ، ساهموا في تعزيز ميزانية حماس، وقدَّرَ صندوق النقد الدولي نسبة النمو في غزة 12% وهو رقم عالٍ. ووفق تقرير البنك الدولي فإن الدخل العام لغزة والضفة يقدر بسبعة بلايين دولار، ويبلغ إجمالي الدخل في غزة مليار وأربعمائة مليون، ويضاف إلى ذلك دخل أكثر من 800 نفق على الحدود المصرية، والتي يصل دخلها السنوي مابين 600- 850 مليون دولار من تجارة الإسمنت والوقود . تصل النقود من الأنفاق والبنوك المحلية من دول الخليج الفارسي وأوروبا وتبلغ 750$ مليون في العام معظم النقود تأتي عبر الأنفاق منذ عام 2008 ، وأيضا من البنوك . ووفق تقدير مسؤولي البنوك الفلسطينية ، فإن هناك مليارين من الدولارات تصل عبر البنوك الفلسطينية . منذ استيلاء حماس على السلطة عام 2007 ، تدفع السلطة الفلسطينية 1,2 مليار دولار تصل لبنوك غزة، كما أن وكالة الغوث الدولية تحول 200 مليون دولار نقدا لغزة بالإضافة إلى 250 مليون أخرى في صورة مواد تموينية . وكذلك فإن الجمعيات غير الحكومية وعددها 160 جمعية توفر الدعم والنقود لغزة وهي مدعومة من البنك الدولي ، وتقوم منظمات وهيئات حكومية أوروبية بدعم نقل البضائع عبر إسرائيل إلى غزة . ووفق المعطيات الاستخبارية للجيش الإسرائيلي ، فإن إيران تقدم لحماس معونة سنوية تقدر بمائة مليون، أي حوالي 20% من ميزانية حماس التي تقدر 540 مليون سنويا في عام 2010 ، وتصل المعونات الإيرانية مباشرة للمكتب السياسي لحماس في دمشق لتمويل شراء السلاح ونقله . يصل دخل حماس من الضرائب المحلية إلى 250 مليون دولار في السنة، وتمكنت حماس أيضا من الحصول على ضرائب من التراخيص الممنوحة للشركات والمؤسسات ، وهي تتقاضى ضرائب باهظة من الأنفاق ، على الرغم من تناقص الدخل بعد شهر يونيو 2010 عندما سمحت إسرائيل بإدخال الشاحنات والبضائع عبر المعابر التجارية. كانت حماس تملك من 4000- 7000 مؤسسة صغيرة عام 2005 تشمل جمعيات خيرية وتعليمية ، وفيما بين 2006-2010 تنامى دخلها من 40 مليون $ إلى 540 مليون، واستولت حماس على كل الوزارات والمجالس البلدية في غزة، بما في ذلك مؤسسات مدنية، وعلى كل المراكز الأمنية، وتدفع مرتبات لخمسة وثلاثين ألف موظف ، منهم عشرون ألفا من المسلحين. قامت أمريكا بتصنيف البنك الإسلامي، وبنك البريد التابع لحماس كمصارف مُعادية، ، غير أن هذا الإجراء لم تثبت فعاليته وأثره، وظل المصرفان يعملان بالأموال ويدفعان المال للأفراد، ويتلقى الموظفون رواتبهم بالدولارات، حتى أن البنك الإسلامي يمنح تسهيلات قروض إسكانية، وتابعت حماس أنشطتها الاستثمارية في المشاريع المختلفة. وبعد انتصار حماس عام 2006 واجهت صعوبات ، مما دفعها لتهريب ملايين الدولارات عبر مصر، ونجحت اليوم في توفير مصادر دخل ثابتة، واستغلت الميزانيات الضخمة الممنوحة للسلطة الفلسطينية، من المانحين كمساعدات. وليست هناك آلية للحيلولة دون استفادة حماس من هذه الأوضاع، لذا يجب وضع مقاييس صارمة لتحجيم قدرة حماس والحيولة دون توظيف الأموال لصالحها. (*)(( كتب البحث لمعهد سياسات الشرق الأوسط في واشنطن ، وينشر في الصحيفة بموافقة الباحثين في المركز: إيهود يائيري وإيال عوفر))