وأنا استعدّ للعودة إلى أرض الوطن بعد عشرين شداد عانيت فيها والكثير من إخواني وأهالينا الحرمان من دفئ الوطن وأحضانه الحانية يسبق الوجدان الزّمن ويرحل في الماضي والمستقبل يستذكر ويستشرف يألم ويأمل ويمنّي النّفس باستمرار ملحمة أصبح يفرضها أكثر من ذي قبل إنجاز ثورة الشّعب التّونسي العظيم وأمانة الحفاظ عليها وإبلاغها أسمى غاياتها، ملحمة ضدّ الفقر والإستبداد والتّمييز، ملحمة يلتقي فيها السّجين والمشرّد والمعدم والمعسر والميسور وكلّ أحرار الوطن من أجل من أجل تونس أفضل وللجميع ... تونس تسودها أخلاق الإيثار والتّعاون ويحكمها عدل عمري ... تونس الّتي أبحنا نشرف أكثر فأكثر بالإنتماء لها ويمشي الواحد منّا في شوارع أوروبا ورأسه في السّماء ولسان حاله يقول "أنا تونسي، أنا أنتسب إلى ذلك الشّعب العظيم الّذي أعطى أبلغ الدّروس إلى العالم كلّه..."، أترك العنان للفؤاد يتغنّى بالوطن الحبيب: ثقتي في الله زادي ورجائي واعتمادي لن يحوّلنيَ خبّ عن طريقي ومرادي فكتابي في يميني يهدني إلى الرّشاد و............. ................ سرت رغم الجرح قصدا صوب تحرير بلادي أعبر الأسلاك ركضا رغم حرّاس الحدود أمش فوق الجرح دون أن أبالي بالشّداد فانفروا أبرار قومي واسمعوا صوت المنادي ولتعدّوا ما استطعتم من رجال و......... وانزلوا من كلّ حدب واطلعوا من كلّ وادي أعلنوها ثورة هوجاء ضدّ الإضطهاد تقصم الظّلم وتُفني جنده في كلّ نادي قد مضى دهر أهنّا وأتى عهد ........ لك وجداني وقلبي لك حبّي يا بلادي عشقك يسري بروحي يملأ عنّي فؤادي دمت يا خضراء حصنا قاهرا كلّ الأعادي همت من أجلك شرقا ثمّ غربا في البعاد قدر الحرّ صعاب من كفاح وجهاد حين هزّ الشّوق قلبي صرت في الكون أنادي لا أبالي أن يقال عنّي "مجنون بلادي" فتراتيل صباحي ومسائي : "يا بلادي" و أهازيج قيامي وقعودي : "يا بلادي" و إذا كان افتخار ليس خير من بلادي و إذا خُيّرت يوما أأموت أم بلادي؟ قلت أقضي لا أبالي ولتعش دهرا بلادي العربي القاسمي / سويسرا 06.02.2011