باريس:استغل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مداخلته التلفزيونية الهادفة الى شرح سياسته ومحاولة اعادة كسب تأييد الرأي العام قبل الانتخابات الإقليمية في آذار (مارس) المقبل والرئاسية (ربيع 2012)، ليعلن عن «فشل تعددية» الأديان والأعراق في «أوروبا وفرنسا».ورأى ساركوزي الذي كان يرد على أسئلة عينة من تسعة أشخاص يمثلون شرائح مختلفة من المجتمع الفرنسي، خلال برنامج خاص أعدته القناة الأولى في التلفزيون الفرنسي، ان مرد هذا الفشل هو «ايلاء أهمية أكبر لهوية الوافد» فيما لم تحظ «هوية البلد المستقبل» بالأهمية الكافية. وقال ان «موضوع الإسلام بات مطروحاً في فرنسا» وان من غير الممكن «حل المشكلات برفض الحديث عنها»، منتقداً ضمنياً موقف اليسار الفرنسي الذي يتعمد الخبث «من خلال رفض النظر الى عدد من الحقائق في فرنسا»، وأيضاً موقف اليمين المتطرف الذي وصفه بأنه «يثير الخجل أحياناً». وبعد هذا النقد الذي يفترض أنه يضعه على مسافة واحدة من اليسار واليمين الذي باتت تتزعمه مارين لوبن، اضاف ساركوزي «اننا لا نريد في فرنسا في يصلي بطريقة ظاهرة في الطرقات»، معتبراً أنه «من الطبيعي ان تكون هناك مساجد» في فرنسا، وان يتمكن «مواطنونا المسلمون من ممارسة ديانتهم مثل سواهم من مواطنين». وكانت لوبن عبّرت قبل أسابيع معدودة عن استيائها لرؤية المصلين في شوارع عدد من المدن الفرنسية، في مواعيد الصلات، لكنها بخلاف ساركوزي لم تقر بضرورة اقامة مساجد. وأكد الرئيس الفرنسي ضرورة احترام الهوية الخاصة بالمجتمع الوطني، لأنه من غير الوارد «العدول عن هذا النموذج» ولا عن «المساواة بين المرأة والرجل» وان «اسلام فرنسا» لا يتلاءم مع المرأة المنقبة، ولا مع المظاهر والتعابير الدينية «العدائية». ويأتي موقف ساركوزي هذا غداة الخطاب الذي ألقاه خلال العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، أكد خلاله ان لفرنسا جذوراً يهودية مطابقة لجذورها المسيحية، وان «اليهودية جزء من جذور فرنسا» وان الداعي وراء قول ذلك «هو ان هذه هي الحقيقة». وشكلت هذه الإشارة الى الجذور اليهودية السابقة لرئيس فرنسي، اكتفى البعض بتفسيرها على انها محاولة لطمأنة الجالية اليهودية الفرنسية التي تتخوف من انعكاسات أحداث تونس ومصر على إسرائيل. الحياة آرليت خوري