01 بشير الحامدي تونس ماي 2008 الفجرنيوز:تعود الشغيلة التونسيون على الاحتفال بذكرى عيد العمال كل فاتح ماي بالتجمع في ساحة محمد علي بالمقر المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل والتعبير عن احتجاجهم على أوضاعهم المزرية ورفضهم للاستغلال والقمع وإظهار تمسكهم بمنظمتهم النقابية وبضرورة أن تكون مستقلة وديمقراطية ومناضلة وتنديدهم بهيمنة البيروقراطية النقابية عليها. إلاّ أن الوضع هذه السنة كان مختلفا فقد قررت بيروقراطية الإتحاد العام التونسي للشغل أن تقطع عنهم هذه العادة وأن تمنعهم حتى من الحضور في ساحة محمد علي. المتنفذون بقيادة عبد السلام جراد هذه السنة قرروا أن يكون الاحتفال بفاتح ماي في نزل أميلكار فأعدوا الحافلات لنقل من وقع استدعاؤهم من حرس البيروقراطية وملتقطي فتاتها والمستفيدين من نعمها الخسيسة نقابيو الخدمات والتابعون بكل ألوانهم. ولأنهم يعرفون أن هناك من النقابيين والعمال من سوف لن تغريهم موائدهم فلن يلتحقوا بها ولأنهم يعرفون أن وجهتهم لن تكون غير ساحة محمد علي ولمنعهم من التجمع فقد سلموا الساحة هذا اليوم للبوليس. طبعا البوليس ومنذ الصباح الباكر سدّ كل المنافذ التي تدخل لهذه الساحة ومنع المرور أصلا أمامها. وقد حاول بعض النقابيين كسر هذا المنع والدخول إلى الساحة إلا أنهم لم يتمكنوا ولم يكتف البوليس بمنعهم بل التحق بهم حتى في بعض المقاهي القريبة من المقر المركزي وبتعلة أنه ممنوع توزيع البيانات أخرجهم من هذه الأماكن العامة وطالبهم بالتفرق مهددا باستعمال القوة. هذا هو حال الإتحاد العام التونسي للشغل في ذكرى عيد العمال ! هذا هو حاله تحت هيمنة هذه العصابة الخائنة المشاركة وفي ظل تخلي مجموعات اليسار النقابي عن النضال باستقلال عنها. إن ما وقع اليوم هو مقدمة لمنع أي تحرك نضالي في المستقبل. فهل يكون هذا درسا لما تبقى من معارضة نقابية مناضلة ولكل النقابيين المستقلين عن هيمنة البيروقراطية. درس مفاده أنه آن الأوان لوقف مسار التسليم في الإتحاد والبدء في العمل من أجل تشكيل نواة لتلك المعارضة النقابية المنشودة معارضة نقابية مستقلة وديمقراطية ومناضلة فعلا. فهل يفهم الدرس. بشير الحامدي