عواصم الفجرنيوز وكالات: لم تشهد الصحافة العربية في يومها العالمي المصادف ليوم أمس أي تطور على صعيد الحريات ، بقدر ماشهدت المزيد من التضييق والاغتيالات خاصة في المناطق الواقعة تحت الاحتلال كالعراق وفلسطين. وفي هذا الاطار رصد مركز التنمية والحريات الإعلامية الفلسطينية "مدى" مقتل خمسة إعلاميين فلسطينيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وكذلك بسبب تصاعد الأحداث الداخلية الفلسطينية في مايو 2007. وقال المركز في بيان صحافي له إن الإعلام الفلسطيني شهد تراجعا كبيرا منذ الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة العام الماضي بسبب الانتهاكات الخطيرة التي حدثت خلاله، وخاصة مقتل أربعة من العاملين في الإعلام. وذكر مدى أن الإعلاميين القتلى كانوا: سليمان العشي، محمد عبدو من صحيفة فلسطين، وعصام الجوجو من موقع فلسطين مباشر الإخباري، على يد مجموعات فلسطينية مسلحة، ومصور رويترز فضل شناعة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي حاولت أيضا قتل المصور الصحفي عماد غانم بشكل متعمد مما أدى إلى بتر ساقيه. كما قتلت قوات الاحتلال في منتصف مارس الماضي المشرف الفني لشبكة فلسطين اليوم وإذاعة صوت القدس حسن شقورة، وذلك في قصف استهدف سيارة كانت تقله شمال قطاع غزة، ليرتفع عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال عام إلى خمسة. وفي تونس، طالب تقرير للنقابة التونسية للصحفيين السلطات التونسية برفع كل اشكال التضييق على الصحفيين وفتح مصادر الخبر أمامهم منتقدا تأخر البلاد في مجال حرية الصحافة مقارنة بجيرانها في شمال افريقيا. وقال التقرير "لم تتمكن الصحافة التونسية سواء المكتوبة او المسموعة او المرئية الى حد الان من تجاوز الخطاب التبريري الدعائي احادي الرؤية ورغم تعدد العناوين الصحفية الا انها لم ترتق الى تعددية فعلية". وحث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أول أمس الجمعة الصحفيين ووسائل الاعلام التونسية على السعي الى صحافة حرة وجريئة قائلا ان حرية التعبير هي حق أساسي. واشار تقرير النقابة الذي صدر امس بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الى ان الاعلام في المغرب والجزائر وموريتانيا تقدم بشكل افضل من تونس رغم عراقة تجربتها في هذا المجال. ويتزامن صدور التقرير مع دخول اضراب صحفيين اثنين بصحيفة معارضة عن الطعام يومه الثامن احتجاجا على ما يصفانه بخطة حكومية لخنق الوضع المالي لصحيفتهما ومنعها من التوزيع. وتنفي الحكومة اتهامات نجيب اللوز مدير تحرير صحيفة الموقف الاسبوعية ورشيد خشانة رئيس تحريرها. وانتقدت النقابة التي تدافع عن مصالح اكثر من 500 صحفي تونسي قانون الصحافة في البلاد مشيرة الى انه يتضمن لفظ "يعاقب" 30 مرة ولفظ "السجن" 17 مرة ولفظ "مخالف" 15 مرة بينما لا يرد لفظ "صحافي" سوى مرتين. وطالب التقرير برفع أجور الصحافيين وتحسين اوضاعهم الاجتماعية وتوفير الحصانة القانونية لهم. وفي الأردن، اعتبر التقرير السنوي لمركز "حماية وحرية الصحافيين" في الاردن وهو مركز مستقل ان الحريات الاعلامية في المملكة في عام 2007 ظلت تراوح مكانها ولم تشهد تقدما يذكر بل ان "بعض المعطيات تتقهقر بدلا من التقدم". وكشف التقرير الذي استند في استنتاجاته على آراء نحو خمسمائة صحافي وصحافية اردني يعملون في وسائل اعلام رسمية ومستقلة ان "94% من الصحافيين يخضعون انفسهم لرقابة ذاتية ما يحمل دلالة سلبية واضحة على واقع حرية الاعلام في الاردن". ووصف حوالى "47% من الصحافيين حالة الحريات العام الماضي بأنها متدنية ومقبولة ولم يصفها بأنها ممتازة سوى 3%". وتكاد تكون هذه الارقام مماثلة لنتائج تقرير الحريات لعام 2006. واكد الصحافيون الذين شملهم الاستطلاع ان "80% منهم يتجنبون انتقاد الاجهزة الامنية و75% يبتعدون عن انتقاد زعماء الدول العربية والاجنبية و57% يرون ان انتقاد الحكومة خط احمر فيما لايثير 56% المواضيع الجنسية خلال كتاباتهم". وقال "28.8% من الصحافيين انهم مايزالون يتعرضون للضغوط والمضايقات والتدخل بعملهم"،فيما اكد 5% من الاعلاميين انهم تعرضوا للاحتجاز الاداري والتوقيف ويبلغ عددهم 23 صحافيا في حين قال 8% ممن شاركوا في الاستطلاع (الذي اجري للفترة من 18-28 فبراير الماضي) انهم تعرضوا للمحاكمة في قضايا لها علاقة بالصحافة". وبحسب التقرير فإنه "ومنذ عودة الحياة البرلمانية عام 1989 وواقع العمل الاعلامي في الاردن لم يشهد استقرارا وظل الصحافيون يشتكون من القيود التشريعية احيانا ومن التدخلات والضغوط احيانا اخرى". ويعتبر اغلبية الصحافيين "46% ان حالة الحريات لم تتغير فيما رأى 28% انها تقدمت في حين رأى 25% انها تراجعت". وفي المغرب، دعا رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية خلال اجتماع تضامني السبت مع صحافي مسجون في الدارالبيضاء، الى الغاء عقوبة السجن في قضايا تتعلق بالحريات الصحافية. وقال يونس مجاهد "اننا ضد العقوبات السالبة للحرية، ونطالب بان تسحب من قانون الصحافة الحالي"، موضحا انه يجب سحب "كل الفصول التي تعاقب المس بالمقدسات، اي الاسلام والوحدة الترابية والملكية". وفي تقرير نشر السبت، قالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية انه "لا وجود لضمانات حقيقية لممارسة حرية الصحافة في المغرب، وذلك رغم وجود قوانين وخطاب رسمي تؤكد التمسك بحرية التعبير وحقوق الانسان". وطالب مجاهد بالافراج عن الصحافي المغربي مصطفى حرمة الله الذي يمضي عقوبة بالسجن لمدة سبعة اشهر بسبب نشره "وثائق سرية" في 2007 حول مكافحة الارهاب في المغرب في صحيفة "الوطن الآن". وشارك في الاجتماع عدد من الصحافيين المغاربة. وعقد الجمعة اجتماع مماثل بحث وضع الصحافة في المغرب. وندد الصحافي الجزائري محمد بن شيكو الذي امضى سنتين في السجن في بلاده بتهمة انتقاد النظام، بما اسماه "الاعتداء على حرية الصحافة في المغرب"، وقال لوكالة فرانس برس "في بلادنا، الصحافة الحرة تولد من رحم الاوجاع". ودعا نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان عبدالله بن عبدالسلام الى "اضفاء الديمقراطية على وسائل الاعلام العامة والغاء العقوبات بالسجن للصحافيين واعتماد قانون حول حق الحصول على المعلومات".