استمعت اليوم لحلقة بين مذيع لإذاعة الثقافية وصالح الزغيدي وكان الحديث مثال للمثل الشعبي " واحد يتحي وواحد يزكي" ، الموضوع تناول موضوع الحداثة وعبر فيه صالح الزغيدي عن خوفه الكبير من الاسلاميين واصفا إياهم بالأصوليين والماضوين متجنيا عليهم زورا وبهتانا ووقاحة بأن اتهمهم بمنع البنات من من الذهاب إلى المدرسة والمصيبة أنه استدل في اتهامه هذا بجده وأبيه الذي منع أخته من التمدرس على حد قوله وكأنه يريد أن يقول أن جده وأبوه كانا ينتميان لحزب اسلامي. كان حديث المذيع وصالح الزغيدي موجه للمستمع في إشارة واضحة إلى أن الحداثة مهددة ومستقبل تونس مهدد من شبح الأصولية وقد قال الزغيدي بالحرف الواحد" إذا كانت الأصولية حاضرة بقوة في المجلس التأسيسي فيا خيبة المسعى" سي صالح هذا نصب نفسه لا فقط وصيا على قرار الشعب المستقبلي بل يحكم من الآن وقبل وقوع الحدث على سوء أو حسن اختيار المواطن لممثليه بل أفهم من كلامه أن لو كان الأمر بيده وكانت السلطة ملكه لقضى على كل الإسلاميين وكل مظاهر التدين حتى لا يخيب مسعاه ولو استعمل القوة مثله مثل الملك الذي قال لقومه "لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد" وسي صالح الزغيدي عندما لم يعجبه سؤال يراوغ ويقول ما يريد ولا ما يتطلبه المنطق والمسؤولية فقد سأله المذيع عن موقفه لو مارس الشعب سلطته وأتت تلك السلطة عبر الديمقراطية بالاسلاميين أو ما يسميهم الأصوليين إلى الحكم فما كان من سي صالح إلا أن قال أن الشعب يجب أن يحكم فقط بقوانين يكون هو الواضع والمستنبط لها من خلال واقعه وفكره فقط ولا يحق له أن يرجع في ذلك إلى أي نص ديني وهنا سي صالح له ديمقراطيته الخاصة ونظرته الخاصة للحرية التي تقيد حرية الآخر وهذا عين الاستبداد باسم هوى نفسي أو قناعة مستوردة عجز الزغيدي على إقناع العامة بها طيلة نصف قرن من الزمن. أما عن الهوية فإجابة الزغيدي كانت كلاما أجوفا غير دقيق ولا بناءا بل تكلم ولم يقل ما هو نموذج الهوية التونسية وتعمد إفراغ الهوية من ثوابتها اللغة والدين بل تحدث عن الجانب السوسيولوجي والمالي واللباس وجعل الهوية متغيرة لا ثابت لها يعني كل يوم عندنا تونسي شكلا ولونا وثقافة مختلفا فيه عن اليوم الآخر، يعني كل الشعوب تعتز بانتمائها الجغرافي والتاريخي ونحن يريد منا سي صالح إلغاء تاريخنا الذي أنجب ابن خلدون وابن عرفة والإمام صحنون وأبي القاسم الشابي والفاضل والطاهر بن عاشور ومحرز ابن خلف وغيرهم كثيرون. أعود للإذاعة الثقافية وللمذيع وأتساءل كم مرة تناولت موضوع يخص هوية الشعب وتطرقت فيه إلى الاسلاميين ولكن لم تستدعي ولا اسلامي واحد ليتحدث ويناقش ضيوفك؟ لما تتحدث في مواضيع مع أعداء تلك المواضيع وتقصي الرأي المعني بالحديث؟؟ كفانا فزاعة.. وكفانا لعب بعقول العامة .. إذاعتكم يتم تمويلها من عرقنا وجهدنا فعلى الأقل لا تصادمونا في أعز ما نملك وهي حريتنا وهويتنا..أين كان سي صالح عندما كان بن علي في السلطة وكان الاسلاميون في السجون والمنافي وكان هو يصول ويجول في وسائل الاعلام.. لم نستكثر عليه معاوله التي غرسها في ظهرنا وهو اليوم بكل تجني يستكثر علينا نسمة الحرية هل سجل تونس في الملكية العقارية باسمه وباسم الآلاف التي تحدث عنها؟؟؟؟ فقط أقول له قول الله تعالى"أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" الحبيب ستهم مجند سابق وسجين سياسي مرتين ومحروم من التدريس منذ 1992 ومتمسك بحقه في المواطنة كاملة وأولها التمسك بالهوية العربية التونسية