تونس- لقي شاب تونسي اليوم الثلاثاء مصرعه متفحما إثر صعقه بالكهرباء وأصيب آخر بجروح بالغة خلال احتجاجات على البطالة في منطقة قفصةجنوب العاصمة تونس.وقال شهود عيان إن عاطلين عن العمل احتلوا محطة الكهرباء التي تزود مصنعًا تابعًا لشركة فوسفات قفصة، وقطعوا التيار الكهربائي عنه؛ مما اضطره إلى التوقف عن العمل. وأضاف الأهالي أن السلطات المحلية يتقدمهم المعتمد (أعلى سلطة محلية في المنطقة بعد المحافظ) ومعه رئيس فرقة الشرطة المحلية ومسئولون عن شركة الكهرباء والغاز، حاولوا إعادة التيار الكهربائي للعمل، لكن المحتجين، مدعومين بالأهالي، رفضوا السماح لهم بذلك، وهددوهم بأنهم لن يغادروا محطة الكهرباء مهما حصل. طالع: إضراب المعلمين يشل مدارس تونس
فما كان من الوفد الذي يمثل السلطات المحلية بالجهة إلا أن قرر إعادة التيار، مستخفا بتهديد المحتجين؛ مما نتج عنه تفحم هشام بن سعيد العلايني (25 سنة)، وإصابة شاب آخر يدعى توفيق الفجراوي بجروح خطيرة للغاية نقل على إثرها إلى المستشفى. وإثر انتشار الخبر تجمع الأهالي في المكان، ومنعوا قوات الأمن من نقل الجثة قبل حضور المحققين ورجال الإعلام. وبعد مواجهات عنيفة بين الطرفين انسحبت فرق الأمن لتتمركز في أماكن قريبة من موقع الحادث، مكتفية بمراقبة ما يجري، قبل أن تندلع مظاهرات ومسيرات احتجاجية لا تزال متواصلة في مختلف مدن منطقة الحوض "المنجمي". توتر مستمر وتشهد هذه المنطقة توترا مستمرا منذ اندلاع احتجاجات ضد البطالة في يناير الماضي بلغت أوجها في بداية أبريل الماضي حين اعتقلت السلطات أكثر من 100 محتج، على رأسهم 4 من القيادات العمالية في الجهة. وحينها داهمت قوات الأمن وفرق أمنية مختصة مدعومة بفرق "الأنياب" (الكلاب البوليسية) تم استقدامها من مختلف جهات الجمهورية، عددا من منازل منطقة "الرديف"، وشنت حملة اعتقالات في صفوف المواطنين. وقال المواطنون: إن قوات الأمن المدججة بخراطيم المياه حولت منطقة الحوض "المنجمي" إلى منطقة أمنية معزولة بالكامل لا يدخلها غير سكانها. وكان إضراب عام يوم 8 أبريل الماضي قد شل مختلف مناحي الحياة بالجهة، وشاركت فيه نقابات الأساتذة والمعلمين والصحة، وانضم إليهم التجار وأصحاب المخابز؛ احتجاجا على ارتفاع الأسعار. وأسفر هجوم قوات الأمن على المتظاهرين حينئذ عن إصابة 9 منهم بجروح بالغة وصفها أحد الأطباء الذين باشروا حالتهم بأنها "خطرة". وفي 19 أبريل الماضي عبرت عشرات العائلات التونسية القاطنة في منطقة "أم القصاب" بمحافظة قفصة على الحدود مع الجزائر؛ احتجاجا على تردي أوضاعهم الاجتماعية. ورفع المحتجون العلم الجزائري، وهتفوا بحياة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ونصبوا خياما على الجانب الجزائري من الحدود، مطالبين السلطات الجزائرية بمنحهم حق اللجوء. وبلغ عدد النازحين نحو 100، قبل أن تصد قوات الأمن بالقوة محاولات أخرى للجوء إلى الجزائر.