بيروت دمشق اعلن الوسطاء العرب امس الخميس التوصل الي اتفاق لانهاء اسوأ اقتتال داخلي منذ الحرب الاهلية بين الموالين للحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة والمعارضة التي يتقدمها حزب الله. ودعا رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني الذي اعلن الاتفاق في مؤتمر صحافي في بيروت الفرقاء المتنافسين الي حوار يعقد في الدوحة اليوم الجمعة لحل الازمة السياسية المستفحلة والتي شلت البلاد علي مدي 18 شهرا. وقال الشيخ حمد نعلن عن الاتفاق برعاية جامعة الدول العربية لمعالجة الازمة اللبنانية موضحا ان الاطراف المتنافسة تعهدت بالامتناع عن استخدام السلاح او العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية . وجاء في نص الاتفاق كما اذاعه الشيخ حمد يبدأ الحوار فور صدور هذا الاعلان وتنفيذ البند الاول وذلك في الدوحة يوم الجمعة برعاية الجامعة العربية علي ان يستمر بشكل متواصل ومكثف حتي الوصول الي اتفاق . واكد الشيخ حمد ان القيادات اللبنانية التي ستتوجه الجمعة الي الدوحة ستكون من الصف الاول. وعلم من مصدر عربي ان الشخصيات اللبنانية ستغادر الجمعة مع الشيخ حمد علي الطائرة نفسها، الا ان حزب الله سيتمثل برئيس كتلته النيابية محمد رعد بدلا من حسن نصرالله لاسباب امنية. وقال الشيخ حمد الموافقة علي استئناف الحوار الوطني علي مستوي القيادات والعمل علي بناء الثقة بين الفرقاء وذلك وفق جدول الاعمال التالي حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخابات الجديد علي ان يتوج الاتفاق بانهاء الاعتصام في وسط بيروت عشية انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية . وتوقع الشيخ حمد انتخاب رئيس جديد للبنان خلال الايام القليلة المقبلة واعلن أن سورية والسعودية تدعمان الاتفاق. وتم الاتفاق علي عودة الحياة الطبيعية وتولي الجيش مسؤولية الحفاظ علي الامن والسلم الاهلي وتأمين عمل المؤسسات العامة والخاصة. ورحبت لجنة الجامعة العربية بالغاء قرارات الحكومة ضد حزب الله ودعت الي الانهاء الفوري للمظاهر المسلحة بكافة صورها والسحب الكامل للمسلحين من الشوارع وفتح الطرقات والمنافذ البرية وكذلك مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت . وبينما كان الشيخ حمد يعلن الاتفاق كانت شاشات محطات التلفزيون المحلية تعرض بثا مباشرة لجرافات واليات ترفع السواتر الترابية من علي طريق المطار الذي اقفل الاسبوع الماضي في اطار حملة الاحتجاج التي قامت بها المعارضة ضد الحكومة. وقال النائب اللبناني المعارض علي حسن خليل ان المعارضة قررت انهاء حملة العصيان المدني وفتح كل الطرق الي مرفأ ومطار بيروت والمنافذ البرية. وبعد اقل من ساعة علي اعلان الاتفاق حطت طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط في مطار بيروت وهي اول رحلة تحط في المطار منذ اسبوع. ومن جهتها بدت سورية مرتاحة لما أنجزته اللجنة الوزارية العربية المنبثقة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة، وقالت مديرة إدارة الإعلام في وزارة الخارجية السورية بشري كنفاني ل القدس العربي ان سورية مرتاحة للاتفاق الذي تم التوصل اليه بفضل المساعي التي بذلتها اللجنة الوزارية العربية برئاسة دولة قطر. وأضافت كنفاني، ان سورية تأمل أن يتوج الجهد العربي المبذول بأن يحقق الحوار المرتقب في العاصمة القطرية ما يحتاج إليه لبنان ويحقق بالتالي مصالحه ومصالح الشعب اللبناني وقالت شركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية انها تتوقع تسيير اولي رحلاتها منذ اسبوع الي مطار بيروت الدولي ليل الخميس.