الدوحة (ا ف ب)الفجرنيوز:حققت قطر انتصارا دبلوماسيا عبر رعاية اتفاق شامل وضع حدا لازمة سياسية في لبنان بدت مستعصية لشهور طويلة ويرى محللون ومراقبون ان هذا النجاح يعود خصوصا الى مروحة العلاقات القطرية الاقليمية والدولية الواسعة والمتعددة الاتجاهات. وبعد حوالى 18 شهرا من التازم السياسي الذي انفجر في الاسبوع الاول من ايار/مايو بشكل دموي في لبنان في احداث متنقلة سرعان ما اخذت طابعا مذهبيا اعلن في قطر الاربعاء توصل الفرقاء اللبنانيين بعد خمسة ايام من الحوار الى اتفاق شامل. وفي حديث مع فرانس برس قال مساعد وزير الخارجية القطري محمد الرميحي ان هذا النجاح سببه "الديناميكية والحياد الايجابي واستقلالية القرار الذي تتمتع به قطر" مشيرا الى ان النجاح هو "عربي ايضا" اذ انه ياتي تحت مظلة الجامعة العربية. من جانبه يعتقد وزير العدل القطري السابق المحامي نجيب النعيمي ان "انفتاح الدبلوماسية القطرية ونجاح توازناتها الاقليمية والدولية امور ساعدت كثيرا على احراز هذا الاتفاق الذي عجزت الدول الكبرى في انجازه". اما المحلل السياسي محمد المسفر فقال ان "قطر استوعبت في دبلوماسيتها التناقضات الاقليمية المؤثرة ما بات يؤهلها لان تصبح قبلة لحل النزاعات العربية". ويجمع المراقبون على البعد الاقليمي الكبير للازمة اللبنانية خصوصا مع دعم ايران وسوريا القوي للمعارضة ودفاع الغرب والسعودية المتين عن شرعية الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة. وقطر التي تؤكد تفهمها لموقف ايران في ملفها النووي وتسعى دائما باتجاه تقريب ايران من مجلس التعاون الخليجي والتي تتمتع بعلاقات جيدة جدا مع سوريا تعتبر في الوقت نفسه حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة وتؤوي على ارضها مقرا للقيادة العسكرية الاميركية الوسطى. وكانت مساعي الدوحة اثارت تساؤلات حول مدى تناغمها مع السعودية التي سبق ان سعت الى رعاية حل للازمة اللبنانية الحالية الا ان علاقاتها السيئة مع سوريا ودعمها للاكثرية منعتها في نظر المعارضة المدعومة من دمشق وطهران من لعب دور الوسيط. الا ان قطر حققت نجاحها الدبلوماسي بعد مصالحة مع السعودية اعقبت سنوات من التوتر. وقال النعيمي في هذا السياق "اعتقد ان جزءا كبيرا من الحل جاء بفضل الاتصالات والتنسيق القطري السعودي طيلة ايام الحوار الوطني اللبناني في الدوحة". واكد مساعد وزير الخارجية القطري انه "كان هناك تنسيق طيلة الايام الاخيرة داخل الحوار و خارجه" في اشارة الى اتصالات جرت مع عواصم اقليمية مؤثرة في الملف اللبناني لا سيما دمشق وطهران والرياض. وكان رئيس الوزراء القطري اكد ان "السعودية تدعم الحوار وهي طرف مهم في الوصول الى نتائج ايجابية في لبنان وهي حريصة على الحل". واظهرت قطر الغنية جدا بالغاز خلال الحوار وحتى اعلان الاتفاق ثقة كبيرة بقدرتها على الدفع باتجاه التوصل الى اتفاق وانما من دون افراط قد يزعج اللاعبين الاقليميين الكبار لا سيما السعودية. وقال امير البلاد الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني في افتتاح حوار الدوحة ان "قطر بلد يعرف حدوده وهو لا يسعى الى دور يفوق طاقته لكن يطمح ان يكون ساحة لقاء للنوايا الحسنة تفتح الابواب لحوار مفيد". ثم عاد واكد في جلسة الاعلان عن الاتفاق "لم يكن يخالجنا شك حين دعونا الى هذا الحوار اللبناني اللبناني في الدوحة انه واصل بمشيئة الله الى نجاح". ويعتقد المسفر ان نجاح قطر "اكسبها ثقلا اقليميا ودوليا" يخولها لعب دور في نزاعات اقليمية اخرى. وسبق لقطر البلد الصغير جغرافيا ان قامت بوساطات في نزاعات اقليمية ودولية مستخدمة ثقلها الاقتصادي وعلاقاتها الدبلوماسية الواسعة والمتناقضة احيانا. وقادت قطر منذ سنوات وساطة ناجحة بين السودان واريتريا كما حاولت جمع الفرقاء الفلسطينيين في اكثر من مرة وما زالت تبذل جهودا لتطبيق اتفاق سلام رعته بين الحكومة اليمنية والمتمردين الزيديين في شمال اليمن. لكن مراقبين ما زالوا ينتظرون نتائج اتفاق الدوحة وانعكاساته على الارض. ويقول المسفر "الامور بخواتيمها ويجب ان ننتظر قليلا لنرى الى اي مدى سيصمد اتفاق الدوحة على الارض اللبنانية". ويرى النعيمي من جهته ان "نجاح الاتفاق اصبح مرهونا الان بالتوجه الاقليمي". واعلن في الدوحة الاربعاء اتفاق شامل ينص خصوصا على انتخاب رئيس جديد للبنان في غضون 24 ساعة على ان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع بها المعارضة باكثر من ثلث الوزراء اي النسبة التي تضمن لها عدم اتخاذ الحكومة اي قرار اساسي لا توافق عليه. وفيما تحتفظ الغالبية النيابية بالاكثرية داخل مجلس الوزراء تم الاتفاق على قانون للانتخابات النيابية يعيد تقسيم الدوائر الانتخابية في بيروت على اسس جديدة.