الفجرنيوز:حذر الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان اموم أمس من أن بلاده تقف على شفا حرب أهلية جديدة بين الشمال والجنوب، مشيرا إلى أن الاشتباكات وقعت بالفعل واتهم حكومة الشمال بتعزيز مواقع قواتها.وجاء تحذير اموم بعد أيام من المعارك الضارية التي كان مسرحها مدينة أبيي الغنية بالنفط والتي تتنازع كل من الخرطوم والحكومة الجنوبية السيادة عليها، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات بالإضافة إلى تشريد عشرات الآلاف من سكان المدينة. ويدور الخلاف حول خط انابيب نفطي قريب ومنشآت تنتج حوالي نصف الانتاج اليومي للسودان من النفط والبالغ 500 ألف برميل ومساحات رعي وأراض يشتهيها الشماليون والجنوبيون. وقال اموم: "انا متأكد من أن الذي يحدث في أبيي يستدعي ردا من الجيش الشعبي لتحرير السودان". لكنه أضاف إن الجيش الشعبي لتحرير السودان والجناح المسلح للحركة الشعبية لتحرير السودان وهو الآن جيش حكومة الجنوب المتمتع بحكم شبه ذاتي يفعل ما بوسعه لتجنب الحرب. وزعم أموم إن المؤتمر الوطني الحاكم يقف وراء أعمال العنف والتطهير العرقي التي اجتاحت منطقة أبيي الغنية بالنفط الأسبوع الماضي، والتي تسببت في مقتل العشرات ونزوح حوالي 100 ألف شخص. وتابع: " الحرب ليست خيارا بالنسبة لنا. تحريك قوات خارج المنطقة هو أهم خطوة الآن". وطالب اموم القوات الشمالية بمغادرة بلدة ابيي ودعا إلى تشكيل قوات مشتركة من الشمال والجنوب او نشر كامل لقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في منطقة منزوعة السلاح في حال عدم حدوث ذلك. واتهم أموم قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بالسعي إلى القضاء على قبائل الدينكا في هذه المنطقة التي تحوي ما يوازي نصف مليار دولار من النفط بغرض السيطرة عليها. الحكومة ترد في غضون ذلك، حمل الجيش الحكومي الحركة الشعبية المسئولية عن تردي الوضع في المنطقة، واتهمها بما وصفه ب"التمادي في خرق بنود بروتوكول أبيي." وقال الدرديري محمد أحمد، المسئول السوداني المعني بملف "أبيي" في حزب المؤتمر الحاكم، ل "سي ان ان"، إن "الحركة الشعبية" قامت بعدة خروقات أخلت بالتوازن الدقيق أسفرت عن تفجر الأوضاع هناك. وعدد أحمد منها دخول إدوارد لينو، عضو المكتب السياسي في الحركة الشعبية لتحرير السودان والمسئول السياسي عن "أبيي"، على رأس قوة مسلحة إلى المنطقة في 15 من الشهر الجاري، مما أدى لاندلاع اشتباكات مع اللواء 31 مشاة المتمركز هناك. بالإضافة إلى عبور قوة أخرى من "الحركة الشعبية" لبحر العرب في 19 من مايو/ أيار الجاري، اندلعت على إثرها مواجهات عنيفة سقط خلالها 24 جندياً. ويرى مراقبون أن فشل الجانبين حتى الآن في الاتفاق على ترسيم الحدود وحسم تبعية أبيي أصبح من أهم جوانب الخلاف بين شريكي الحكم، وهما المؤتمر الوطني و "الحركة الشعبية." وتقول تقارير صحفية إن اتفاق السلام الذي تم توقيعه عام 2005 لإنهاء 20 عاما من الحرب الأهلية بين حكومة الخرطوم والمتمردين في الجنوب، وهو النزاع الذي أسفر عن مقتل مليوني شخص، بات مهددا بالانهيار. تدمير أبيي وكان السودان شهد في الأسابيع الاخيرة قتالا متقطعا وضاريا احيانا في منطقة أبيي والتي تتنازع كل من الخرطوم والحكومة الجنوبية السيادة عليها. وقتل 21 من جنود الجيش السوداني الشمالي وعدد غير معلوم من القوات الجنوبية الاسبوع الماضي في قتال في ابيي أعقب أسابيع من المناوشات التي أطلق شرارتها نزاع محلي، وتسببت الاشتباكات في نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص من منازلهم. وذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية إن مدينة إبيي، الواقعة في قلب السودان، ويقطنها 30 ألف شخص كان بها مدرسة ومستشفى وسوق ولكنها لم تعد موجودة على الخريطة الآن. وقالت: إن كل شيئ في المدينة سوي بالأرض تماما حيث تم إحراقه وصار أثرا بعد عين، فبعد أيام من القتال الذي اندلع بها مازال الدخان يتصاعد في سماء المدينة المحترقة. وأضافت الصحيفة: إنه وفي كل أنحاء المدينة يمكن مشاهدة البيوت المحترقة التي تتناثر محتوياتها والإطارات وملابس الأطفال والموائد المقلوبة فيما تفوح رائحة هذه المواد المحروقة في الهواء. ويخشى المراقبون أن يؤدي محو إبيي من على الخريطة إلى انهيار اتفاق السلام. ويحذر المحللون من تجدد الحرب الأهلية بشكل يدمر فرص السلام في دارفور. وكان معظم سكان إبيي قد عادوا إليها خلال العامين الماضيين حيث عاشوا تحت حماية الأممالمتحدة. وكان يتمركز هناك نحو 300 من القوات الدولية لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام بين الشمال والجنوب. وقالت الصحيفة إن الحزب الحاكم في السودان الذي يضع نصب عينيه الاحتياطيات البترولية الكبيرة في هذه المنطقة يرفض قبول قرار لجنة مستقلة باعطاء سكان المنطقة حق اختيار الالتحاق بالجنوب. وذكرت الاندبندنت إن سكان إبيي ربما يكونوا فروا من القتال غير أنها لم تصبح مدينة أشباح بعد، فبعض الرجال الذين قاموا باحراقها يجوبون المنطقة بحثا عما ينهبونه.