الجزائر(ا ف ب)-الفجرنيوز:دعا رئيس الكنيسة البروتستانية في الجزائر مصطفى كريم في حديث مع وكالة فرانس برس الى الغاء قانون شباط/فبراير 2006 الذي قال انه يفرض قيودا على ممارسة الدين المسيحي في الجزائر. وفي رد على ارجاء محكمة الجنايات في تيارت الثلاثاء حكمها في قضية الجزائرية حبيبة قويدر التي اعتنقت المسيحية قال مصطفى كريم "نأمل الغاء قانون 2006 حول ممارسة دين غير الاسلام ونريد التمتع بكامل حقوقنا الدينية على غرار كافة الجزائريين". واوضح القس كريم (57 سنة) وهو من مواليد بجاية وقد اعتنق المسيحية "يبدو لنا ان معدي قانون 2006 حول ممارسة الدين يريدون التخلص منا في حين تخضع كل نشاطاتنا للقوانين الجزائرية. اننا نتحمل تبعات ذلك القانون وليس لنا من خيار اخر. اننا نتحمل ذلك بصعوبة. كل واحد منا ينتظر دوره ليتم اعتقاله او ملاحقته امام القضاء. ان السلطات لا تحبنا". واغلقت السلطات التي قال القس كريم انها لم تمنح اي رخصة لفتح امكان عبادة مسيحية منذ خمس سنوات اخيرا 26 مكان عبادة تعود للمجموعات الانجيلية. لكن لم يغلق اي مكان عبادة كاثوليكي. من جهة اخرى اعلن رئيس الكنيسة البروتستانتية الذي يتطلع الى معرفة الحكم في حق حبيبة قويدر "في اقرب وقت" اعتقال 15 شخصا اعتنقوا الدين المسيحي خلال الاشهر الستة الماضية. ودعا المدعي العام في تيارت الى انزال عقوبة السجن سنتين مع النفاذ وفرض غرامة قدرها 500 الف دينار (خمسة الاف يورو) في حق كل ستة شبان جزائريين اخرين بتهمة ممارسة دين غير الاسلام. ورفض القس كريم اتهام السلطات الدينية الجزائرية خلال الاشهر القليلة الماضية الكنيسة البروتستانية "بالتبشير" وقال "اننا لا نمارس اي نشاط تبشيري بين المسلمين وكل نشاطاتنا مطابقة للقانون". وينص الدستور الجزائري على حرية المعتقد لكن قانون جديد صدر في شباط/فبراير 2006 يفرض على كل الاديان عدا الاسلام حصول مكان العبادة المسؤول عنه على رخصة. ويعتبر المسيحيون انهم مستهدفون بشكل خاص بالشروط الجديدة التي اعتبروها "مقيدة". وقال القس كريم ان الكنائس الانجيلية في الجزائر تعد نحو خمسين الف فرد والعديد منهم اعتنقوا الدين في الفترة الاخيرة وهم يخضعون لمراقبة شديدة من اجهزة الامن كما قال. ويترددون على 32 مكان عبادة مرخص لها وعشرين غير مرخصة. من جانبها تقول وزارة الشؤون الدينية ان الجزائر تعد فقط 11 الف مسيحي بكافة انتماءاتهم معظمهم من الكاثوليك في بلد يعد 36 مليون نسمة. ووصف وزير الشؤون الدينية ابو عبد الله غلام الله اخيرا الانجيليين بانهم "خارجون عن القانون" مؤكدا ان هدفهم هو تشكيل "اقلية (مسيحية) لدعم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية". ورفضت السلطات تجديد رخصة اقامة سلف كريم القس الاميركي هيو جونسن (74 سنة) الذي كان متقاعدا منذ 2006. واضطرته الى مغادرة الجزائر في اذار/مارس الماضي. وانتقدت صحف جزائرية وجمعيات المجتمع المدني الحملة الرسمية التي تستهدف المسيحيين وقارنوها بعهد "محاكم التفتيش". ووقع مئات المثقفين "نداء الى التسامح واحترام الحريات (...) لا سيما ازاء المسيحيين الذين يتعرضون لمضايقات بتهمة ممارسة الصلاة" كما يقولون.