الرباط دق حقوقيون مغاربة ناقوس الخطر بسبب ما أسموه "تصاعد انتهاكات الأجهزة الأمنية والسجنية لحقوق المعتقلين وأهليهم"، وبسبب ما قالوا إنها "اختطافات جديدة تعرض لها أشخاص لم يعرف مصيرهم بعد". وكشف منتدى الكرامة لحقوق الإنسان (هيئة غير حكومية) عما قال إنها "اعتقالات جديدة" تعرض لها ثلاثة أفراد من مدن تطوان والعرائش شمالا، وتاوجطات وسط المغرب، مطالبا بالكشف عن أماكن احتجازهم وبتقديمهم للمحاكمة إن كانوا ارتكبوا ما يخالف القانون. إضراب عن الطعام ويواصل المعتقلون الإسلاميون المحكومون بقانون مكافحة الإرهاب على خلفية أحداث 16 مايو/أيار 2003، إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ الأسبوع الأخير من الشهر الماضي.وبلغ عدد المضربين في 14 سجنا بالمدن المغربية 267 فردا منهم 56 في حالات حرجة، حسب بلاغ من منتدى الكرامة لحقوق الإنسان وبيان من المعتقلين الإسلاميين. وقال بيان المعتقلين -الذي وصلت الجزيرة نت نسخة منه- إن إضرابهم "رد فعل على سياسة العقاب الجماعي"، وتذكير "بضرورة إيجاد حل جذري لملف ما يسمى بالسلفية الجهادية لما شابه من خروقات واختطافات وتعذيب وتلفيق المحاضر والمحاكمات الجائرة والأحكام القاسية". انتهاك القانون وانتقد البيان "الأسلوب الأمني" في التعاطي مع ملفهم، داعيا المسؤولين إلى تغليب "الحكمة والتعقل وفتح باب الحوار".واتهم رئيس منتدى الكرامة المحامي خليل الإدريسي إدارة السجون بالفشل في تدبير أزمة المعتقلين الإسلاميين، كما اتهم السلطات المغربية بالتصعيد وانتهاك القانون، وحملها مسؤولية ما يجري. ووجه الإدريسي اللوم -في ندوة صحفية يوم أمس الخميس بمقر هيئة المحامين بالرباط- إلى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان (هيئة حقوقية حكومية) متهما إياه بالتراجع عن عمله والتباطؤ في التواصل. وطالب الإدريسي بإلغاء قانون الإرهاب الذي "يترك للسلطات الأمنية كامل الحرية لتفعل ما تشاء" على حد قوله. اعتداءات ومن جهته قال رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين عبد الرحيم مهتاد إن ضابطا في الشرطة "اعتدى بالضرب على امرأة وعلى طفلها" أثناء وقفة احتجاجية نظمها أهالي المعتقلين الأسبوع الماضي لمساندة ذويهم في إضرابهم والمطالبة بتحسين أوضاعهم. وقد نشرت صور "الاعتداء" في صحف مغربية وطالبت عدة هيئات بمعاقبة الضابط ورصدت بعض المواقع التي توصف بأنها "جهادية" مكافأة مالية لمن "ينتقم منه". وأكد الإدريسي أن هناك اعتداءات أخرى تقع عند الزيارات التي يقوم بها أفراد عائلات المعتقلين تصل إلى حد الاستفزاز وتلفيق التهم للحرمان من الزيارة.