المهدية: الوحدات البحرية تنتشل 9 جثث لفظها البحر...التفاصيل    وزيرة الاقتصاد: تونس منصة استراتيجية للاستثمار ولتوسيع الأعمال نحو الفضاءات المجاورة    احتضنتها القرية السياحية بالشفار ... «دورة أوكسيجين» تصنع الحدث    قبلي: «نفزاوة سيتي» في المعهد العالي للدراسات التكنولوجية    بعدد من المدارس بقفصة .. زيارات ميدانية لمتابعة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخصوصية    بدعم من البنك الألماني للتنمية...تجهيز كلية العلوم بقفصة بالطاقة الشمسية    فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية    صدر حديثا للأستاذ فخري الصميطي ...ليبيا التيارات السياسية والفكرية    "معركة بالأسلحة النارية" تودي بحياة 4 ضباط أميركيين    «شروق» على الجهات رابطة الهواة 1 (الجولة العاشرة إيابا) ..مقرين ومنزل بورقيبة يتعادلان والقصرين تضرب بقوة    أخبار الملعب التونسي ...استياء من التحكيم وانتقادات لاذعة للجويني    التوقعات الجوية اليوم الثلاثاء..أمطار منتظرة..    متابعة/ الجبابلي يفجرها ويكشف سبب اخلاء عمارة بصفاقس من الأفارقة بالقوة العامة..#خبر_عاجل    في «الباك سبور» بمعهد أوتيك: أجواء احتفالية بحضور وجوه تربوية وإعلامية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    توزر...الملتقى الجهوي للمسرح بالمدارس الاعدادية والمعاهد    «تراثي الرقمي في مدرستي»...تظاهرة ثقافية تربوية... تستهدف 5 مدارس ريفية    وزير خارجية نيوزيلندا.. لا سلام في فلسطين دون إنهاء الاحتلال    مبابي يصمد أمام "ابتزاز" ومضايقات إدارة باريس    الاحتفاظ بالمهاجرة غير النظامية كلارا فووي    أخبار باختصار    تونس تشارك في الدورة الأولى من الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التعاون الشامل والنمو والطاقة بالرياض    عاجل/ سعيّد: الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام من يحاول المساس بأمنها    وزارة التجارة تنفي توريد البطاطا    النادي الافريقي: 25 ألف مشجّع في الكلاسيكو ضد النادي الصفاقسي    خالد بن ساسي مدربا جديدا للنجم الساحلي؟    العاصمة: مئات الطلبة يتظاهرون نصرة لفلسطين    درة زروق تهيمن بأناقتها على فندق ''ديزني لاند باريس''    نائبة بالبرلمان: ''تمّ تحرير العمارة...شكرا للأمن''    الجامعة التونسية المشتركة للسياحة : ضرورة الإهتمام بالسياحة البديلة    تعرّض سائق تاكسي إلى الاعتداء: معطيات جديدة تفنّد روايته    بن عروس : تفكيك وفاق إجرامي مختص في سرقة المواشي    السنغال تعتمد العربية لغة رسمية بدل الفرنسية    المجر ترفع في المنح الدراسية لطلبة تونس إلى 250 منحة    بطولة الرابطة المحترفة الاولة (مرحلة تفادي النزول): برنامج مباريات الجولة التاسعة    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان المغربي يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    سليانة: 4 إصابات في اصطدام بين سيارتين    نقطة ساخنة لاستقبال المهاجرين في تونس ؟ : إيطاليا توضح    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    تصل إلى 2000 ملّيم: زيادة في أسعار هذه الادوية    ما حقيقة انتشار "الاسهال" في تونس..؟    تونس : ديون الصيدلية المركزية تبلغ 700 مليار    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب هذه المنطقة..    يوميا : التونسيون يهدرون 100 مليار سنويا    دكتور مختصّ: ربع التونسيين يُعانون من ''السمنة''    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    معز السوسي: "تونس ضمن القائمة السوداء لصندوق النقد الدولي.."    خط جديد يربط تونس البحرية بمطار تونس قرطاج    طقس الاثنين: تقلبات جوية خلال الساعات القادمة    عملية تجميل تنتهي بكارثة.. وتتسبب بإصابة 3 سيدات بالإيدز    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفجرنيوزتحاورالرجل الثاني في حماس:الدكتور موسى أبو مرزوق: حاوره : شاكر الجوهري
نشر في الفجر نيوز يوم 09 - 06 - 2008

الفجرنيوز" تحاور الرجل الثاني في "حماس" على عتبات مرحلة جديدة من التجاذبات الفلسطينية
أبو مرزوق: نرحب بدعوة عباس للحوار ونأمل اقفال باب التدخلات الخارجية
توجد أطماع باجتياح القطاع بموجب تصور اوروبي عبر اقتطاع معابر رفح وصوفا وكرم أبو سالم وتسليمها لحرس عباس
حوار حمساوي فتحاوي يبدأ بالسنغال مطلع الأسبوع..الوساطة القطرية لم تبدأ بعد وأفكارها لم تنقل لنا حتى اللحظة
المصريون تراجعوا عن فتح معبر رفح إن رفضت اسرائيل التهدئة ولا يفكرون في اجتياح غزة خشية التورط بمسؤليتها
من حق الأردن أن يقلق جراء عدم قيام دولة فلسطينية ولم يجر اتصالات معنا في خضم الحديث عن استراتيجية جديدة
لم نفاجأ بالكشف عن المفاوضات السورية الإسرائيلية..لا نتوقع نتائج لها وهدفها محاولة عزل دمشق عن حلفائها
لا خلافات بيننا وبين السعودية وجلعاد شاليط لم يكتب رسالته لذويه حتى الآن..هذا ما تبقى من نتائج زيارة كارتر
حاوره في دمشق: شاكر الجوهري
ربط الدكتور موسى أبو مرزوق، الرجل الثاني في حركة "حماس" بين الدعوة المفاجئة التي اطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحوار مع حركة المقاومة الإسلامية بعد فقط اسبوع واحد من اتخاذ المجلس الثوري لحركة "فتح" قرارا سريا ب "تشكيل فريق عمل بمستوى رفيع لوضع استراتيجية عملية لاستعادة قطاع غزة إلى الشرعية"، وخطة اوروبية كشف عنها في هذا اللقاء تقضي باقتطاع بؤر من الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة في معابر رفح وصوفا وكرم أبو سالم وتسليمها لحرس الرئيس عباس، بعد تزويدهم بالدبابات بهدف اندفاعهم عبرها لاجتياح قطاع غزة..واصفا قرار حركة "فتح" باجتياح غزة بالقرار "العبثي"..!
لكن أبو مرزوق كشف في ذات الوقت عن حوار يفترض أن يكون بدأ فعلا بين وفدين من الحركتين في دكار بدعوة من الرئيس السنغالي عبد الله واد، بصفته رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته الحالية..نافيا أن تكون الوساطة القطرية قد بدأت بين الحركتين، أو أن تكون افكارها طرحت على "حماس".
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إن المصريين تراجعوا عن وعد سابق قطعوه يقضي بفتح معبر رفح من جانب واحد في حال رفضت اسرائيل عرض التهدئة..مبديا أن القاهرة تخشى من أن تورطها اسرائيل بتحميلها مسؤولية قطاع غزة كاملة بدلا من دولة الإحتلال. وفيما قال إن "حماس" لم تفاجأ بالكشف عن مفاوضات سرية جرت بين سوريا واسرائيل، أبدى أنه من حق الأردن أن يقلق على أمنه جراء عدم قيام دولة فلسطينية، نافيا أن تكون جرت اتصالات بين حركته والأردن في خضم الحديث عن استراتيجية اردنية جديدة، سربت معلومات تفيد أنها تقضي باستعادة العلاقة مع "حماس". كما نفى وجود خلافات بين "حماس" والسعودية.
هنا نص الحوار الذي بداه أبو مرزوق بكشف وجود وساطة سنغالية بين حركته وحركة "فتح":
• لم يتم الحوار بين حركتي "حماس" و"فتح" في السنغال، وليس في عاصمة عربية..؟
لأن السنغال هي الآن رئيسة المؤتمر الإسلامي، وعليه فإن الرئيس عبد الله واد الرئيس السنغالي تعامل مع الحوار الفلسطيني الفلسطيني باعتباره أحد الملفات التي يجب أن يعمل على حل ازماتها، وإعادة اللحمة الفلسطينية. ولذا، فقد بادر واد إلى العمل على جمع وفدين من حركتي "حماس" و"فتح" بداية الأسبوع المقبل (الحالي)، ووفدنا برئاسة المهندس عماد العلمي، وعضوية محمد نصر وصل إلى العاصمة السنغالية. أما وفد "فتح" فسيكون برئاسة حكمت زيد وقد سبقه في الوصول .
• ما هو مضمون مبادرة الرئيس السنغالي..؟
لم نطلع على مضمون المبادرة حتى الآن، أما عنوانها فهو حوار بين الحركتين بهدف اعادة الوحدة الفجرنيوزية الفلسطينية.
سبق أن كان هذا هو عنوان المبادرة اليمنية، ثم فوجئ المراقبون بإعلان رئيس السلطة أنه يقبل بتطبيق المبادرة دون حوار..؟
في الفترة السابقة لم تكن هناك فقط هذه المبادرة، وإنما كان هناك عدد من المبادرات. وكان رفض الرئيس عباس للحوار أفشل جميع المبادرات، حيث كان هناك فيتو اميركي اسرائيلي على أي حوار فلسطيني فلسطيني. وبسبب ذلك كانوا يعلنون احيانا قبولهم مبدأ الحوار، لكنهم كانوا يضعون أمام الحوار ما يفشله .
هذا ما حدث بالنسبة للمبادرة اليمنية، التي تحمل عنوان "مبادرة يمنية لإستئناف الحوار بين حركتي فتح وحماس"، وعليه فإن القول أن هذه المبادرة هي للتنفيذ دون حوار، يعني أنك تطرح شيئا تعجيزياًُ وغير منطقي، لعدم امكانية طرح أو فهم تنفيذ أمر ما دون حوار حول كيفية تنفيذه.
• هل هنالك ما يدعو للتفاؤل بشأن مبادرة السنغال..؟
أتصور أن كل الأسئلة المتعلقة بالتفاؤل والتشاؤم سواء أكانت تتعلق بالخطاب الأخير للرئيس أبو مازن، أو المبادرة اليمنية، أو السنغالية، كلها مبنية على قضية اساسية هي هل هناك قرار عند الرئيس محمود عباس بإجراء حوار أم لا، وهل لديه ارادة لفعل ذلك..؟
إذا كان لديه قرار وارادة، أتصور أنه يمكن الإجابة على السؤال المتعلق بالتفاؤل أو التشاؤم.
دعوة عباس لحوار
• ما هي قراءتكم لخطاب عباس، وخطوته الجديدة نحو الحوار..؟ هل تعتقدون أن تعديلا طرأ على سياساته ومواقفه..؟
لا ليس هناك تغيراً في السياسية لكن هناك تغيراً في الروح وأجواء الخطابة .
هل عباس في وارد إدارة ظهره للفيتو الأمريكي في الوقت الحالي..؟
أعتقد أننا نمر الآن في مرحلة غاية في الدقة، خاصة فيما يتعلق برهانات الأخ أبو مازن. لو كان لدى "حماس" انتهازية سياسية لأبقت خطابها السابق كما هو، لكن "حماس" تتحدث بمسؤولية عالية لمصلحة الشعب الفلسطيني.
أبو مازن راهن كثيرا على الموقف الأميركي ورؤية بوش. وبشّر وعمل ما لم يعمل في هذا الإطار، وفي النهاية وجد أن كل ما لدى بوش من رؤية هو مجرد سراب. وأنه ليس هناك من رؤية لدى بوش في الإتجاه الفلسطيني، وإنما لديه عمى الوان. وهناك رؤية واضحة لدى بوش فيما يتعلق بالموضوع الإسرائيلي. وبذا، تبخر رهان الرئيس عباس على اميركا. وقد كان هناك ما يزيد عن 55 لقاءا بين عباس، أو من مثله، واولمرت أو من مثل اسرائيل ضمن الطاقم المفاوض. ولدى كل لقاء كانت تقدم "هدية" كبيرة للوفد الفلسطيني، من قبيل الإهانات التي تلحق برؤساء الوفود الفلسطينية المفاوضة من تفتيش يصل حد الإذلال، وهو ما تعرض له الأخ أحمد قريع عدة مرات، واتخاذ قرارات بالتوسع في الإستيطان، وكان آخرها الإعلان عن بناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنة جبل أبو غنيم (هارحوما) لدي اللقاء الأخير الذي جمع عباس واولمرت، ومع ذلك ذهب عباس لهذا اللقاء.
كان عباس يأمل من خلال هذه اللقاءات والمفاوضات، مع أن شرط نجاح المفاوضات إسرائيلياً هو قبول الموقف الإسرائيلي من قبل الجانب الفلسطيني. الموقف الإسرائيلي واضح، والمشكلة هي الموقف الفلسطيني. هذان الرهانان فشلا فشلا كبيرا، خاصة وأن اولمرت يعمل الآن على جمع اوراقه، ولم يبق له غير كتابة مذكراته. انتهى المطاف باولمرت إلى قضية فساد.
الخيار الثالث، أو الرهان الثالث لأبي مازن كان يتمثل في المراهنة على فشل "حماس" بعد مؤامرة توريطها في غزة عن طريق تمرد عسكري عليها، والذي اتضحت معالمه الآن في كل الصحف..يريد اغراق "حماس" في غزة عن طريق الحصار والعقاب والتحالفات الظالمة، وتغطية العدوان على غزة. وهذا الرهان فشل لأن الشعب الفلسطيني لم يثر في وجه "حماس"، ولم تستطع اسرائيل قلب المعادلة في قطاع غزة أو لم تريد خوض تجربة آخرى بعد معركة جباليا، والحصار لم يفت في عضد وصبر وقوة احتمال الشعب الفلسطيني و"حماس".
وبالتالي أيضا هذا الرهان لم ينجح. فشل هذه الرهانات يمثل مناخا جديدا لدى أبو مازن.
الوساطة القطرية
• لماذا الإستجابة للوساطة السنغالية وليس للوساطة القطرية من قبل رئاسة السلطة..؟
هذا عائد لهم. نحن لم نرفض أي وساطة، وقد تعاونا وتعاملنا مع كل الوساطات، بغض النظر عن مواقعها الرسمية، أو الإعتبارية. السنغال قوة اعتبارية كبيرة بحكم أنها تشغل الآن رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي، ولم نرفض الوساطة القطرية بل نحن نرحب بها وخاصة بعد الإنجاز الذي حققته الدبلوماسية القطرية في لبنان .
• هل يمكن اعتبار أن ملف الوساطة القطرية قد أغلق الآن، أم أنه يوجد تداخل أو تقاطع بين الوساطتين..؟
الوساطة القطرية لم تبدأ حتى يغلق ملفها. هناك أفكار لدى القيادة القطرية تقضي بالتحرك، لكن هذه الأفكار لم تنطلق حتى الآن.
قرارات المجلس الثوري
• المجلس الثوري لحركة "فتح"، ضمن قرارت سرية اتخذها الإربعاء قبل الماضي، قرر "تشكيل فريق عمل بمستوى رفيع لوضع استراتيجية عملية لاستعادة قطاع غزة إلى الشرعية". كيف ينسجم هذا النص مع دعوة الرئيس عباس للحوار بعد فقط اسبوع واحد من اتخاذ ذلك القرار..؟
على كل حال، يظهر أن القرار هو عودة "فتح" إلى سدة القرار الفلسطيني، بلا شراكة وطنية. بعد 14 حزيران/يونيو 2007 جرت محاولات لإخراج "حماس" من دائرة القرار السياسي الفلسطيني إما بواسطة اجتياح اسرائيلي، وإما بضغط شعبي وحصار اقتصادي فرض على قطاع غزة. كلا الأمرين لم ينجحا. وهناك لدى القيادة الإسرائيلية تردد كبير بشأن الإقدام على اجتياح قطاع غزة، بسبب حجم الخسائر التي سيدفعها الطرفان من ناحية، ومن ناحية أخرى لعدم امتلاك الجانب الإسرائيلي تصورا سياسيا لما بعد الإجتياح. وبالتالي القضيتان تشكلان مشكلة حقيقية لصانع القرار الإسرائيلي فيما يتعلق بموضوع الإجتياح.
القضية الثاني هي أنه مضى عام كامل دون أن يستطيعوا كسر إرادة "حماس"، أو اخضاع قطاع غزة. وبالتالي، أتصور أنه يوجد قرار عبثي ثالث يتمثل في قرار اجتياح قطاع غزة فلسطينياً..! ولكن يبقى السؤال كيف وعن أي الطرق..؟
كيف يمكن تشكيل القيادة العسكرية العتيدة، ومن أين ستقوم باجتياح قطاع غزة، عبر الأراضي المصرية، أم عبر اسرائيل..؟ لابد من الإجابة على هذا السؤال.
أعتقد اطماعهم بذلك تكمن في التصور الأوروبي الجديد لاجتياح قطاعه غزة، وهو مبني على تصور يقضي باقتطاع منطقة صغيرة من اراضي قطاع غزة، تشمل معبر ومطار رفح، وصوفا وكرم أبو سالم، واخضاع هذه المنطقة لحرس الرئاسة الفلسطينية. قد يكون هذا اغراء لهم بالإتيان بدبابات ومدرعات إلى هذه المنطقة ليجتاحو القطاع من خلالها.
لا اجتياح مصريا للقطاع
• في أنا بوليس كان هناك توافق بين عباس واولمرت، وفقا لما نشرته الصحف الإسرائيلية في حينه، على حدوث اجتياح اسرائيلي لمواقع داخل قطاع غزة، بهدف تسليمها للحرس الرئاسي. الآن هناك حديث آخر عن احتمال حدوث اجتياح مصري لقطاع غزة. وهذا نسب مؤخرا لرئيس دولة عربية مجاورة، أبدى مخاوفه من أن تؤدي هكذا خطوة مصرية إلى دفع الأردن رغما عنه، كما يقال، للإقدام على خطوة مماثلة في الضفة الغربية، مع تأكيد الأردن على أنه يرفض فكرة الكونفدرالية مع الأراضي الفلسطينية قبل قيام دولة فلسطينية، وخاصة حين تكون مع شعب بدون أرض..؟
هل لديكم معلومات بشأن امكانية حدوث اجتياح مصري للقطاع..؟ ما هو تقديركم لمثل هذه الخطوة..؟
أنا لا أعتقد أن اجتياحا مصريا لقطاع غزة وارد، وذلك لجملة أسباب ابرزها أن اتفاقات كامب ديفيد تقيد حجم وجود القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء بفقط 750 جنديا. وهذا العدد من الجنود لا يكفي للقيام بمهمة حراسة الحدود، عوضا عن القيام باجتياح القطاع. القضية الثانية هي أن هناك ارادة وسياسة مصرية بعدم العودة لإدارة قطاع غزة..بل هناك اصرار مصري على ذلك. وليس هناك من تفسير حقيقي لامتناع مصر عن فتح معبر رفح غير خشية المصريين من احتمال توريط مصر في قطاع غزة مجددا، عن طريق اضطرار مصر لإمداد القطاع بالمياه والكهرباء والوقود وكل ما يحتاجه، بدلا من اسرائيل. وبالتالي تصبح مسؤولية قطاع غزة مسؤولية مصرية وليست اسرائيلية كقوة احتلال .
• كيف تقرأ إذا الحديث عن قابلية مصرية لاجتياح القطاع..؟
أنا غير مقتنع بوجود مثل هذه القابلية لدى مصر، أو مجرد تفكير مصري باجتياح القطاع.
• لماذا هناك إذا من يتحدث عن مثل هذا الإحتمال..؟
فسرت لك ذلك سابقا. قد يكون هناك تفكير سخيف من خلال الإقتراح الأوروبي الخاص باقتطاع بؤرة أرض صغيرة من قطاع غزة، وتسليمها لحرس الرئاسة الفلسطينية في أقصى رفح، والتي تحتوي معبر صوفا ومعبر كرم أو سالم، ومنطقة المطار والمعبر .
أزمة اولمرت تؤجل الرد الإسرائيلي
• أبديتم سابقا تفاؤلا بأن فشل الجهود المصرية من أجل تحقيق التهدئة من شأنه أن يدفع مصر لفتح معبر رفح من جانب واحد. هل ما زلتم متفائلين بذلك..؟
نحن لم نقل ما قلناه من قبيل التفاؤل. هذا كان موقفا مصريا تم ابلاغه لنا وأعلنه بعض المسؤلين المصريين. والأخوة المصريون هم الذين حملوا اقتراح التهدئة إلى "حماس" والفصائل الفلسطينية، وتحدثوا بشأنها مع أبو مازن. وحينما تم الحديث عن معبر رفح، كان الحديث معنا واضحا بأن معبر رفح سيتم فتحه بموافقة الإسرائيليين على التهدئة، أو بعدم موافقتهم. ولكن الذي أود قوله هو أن الجهود المصرية باتجاه تحقيق التهدئة وفتح المعبر لم تصل بعد حد الفشل. لا تزال تنتظر الرد الإسرائيلي، ومن المبكر الحكم عليها بالفشل.
• ألا يوجد رد اسرائيلي حتى الآن، والمثل يقول إن عدم الرد هو في حد ذاته ردا..؟
الأزمة التي حدثت في الحكم داخل اسرائيل، وقضايا الفساد التي أثيرت ضد اولمرت، والتنافس الشديد على خلافته في رئاسة الحكومة بين تسيبي ليفني وايهود باراك ورغبة بنيامين نتنياهو في انتخابات جديدة، أوجد عدم قدرة على حسم هذا الأمر في الإجتماع الأخير لمجلس الوزراء الإسرائيلي، ما دعا إلى تأجيل اتخاذ القرار.
• هل هذا ما ابلغكم به المصريون..؟
لا. هذا موجود في صحف اسرائيلية رسمية وغير رسمية، لم نتبلغه من المصريين. لقد كان مقررا أن يصل عاموس جلعاد المنسق الأمني والسياسي في الحكومة الإسرالئيلية لمصر الأحد الماضي، لكنه أجل موعد الزيارة لمدة اسبوع. وهذا يعطي مصداقية للأنباء التي أشرت لها قبل قليل.
• وهذا يشمل كذلك صفقة تبادل الأسرى، مع أنهم طرحوا خلال زيارة عمر سليمان الأخيرة لإسرائيل أنهم يريدون اطلاق سراح الأسير جلعاد شاليط "فوق البيعة"، بدون مقابل..؟
لا. شاليط ليس مطروحا اطلاق سراحه في إطار عملية التهدئة..
• من الجانب الحمساوي..؟
ولا من قبل الجانب الإسرائيلي. هناك مسار تفاوضي خاص بتبادل الأسرى، قطع شوطا ولا زال أمامه الكثير. ليس وردا اطلاق سراح شاليط دون اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين نطالب بهم.
• في ضوء كل ما سبق، كيف تفسر وتقرأ اقدام المصريين على تكثيف تواجد القوات المصرية على حدود القطاع، مقابل المعابر، وإن يتم ذلك ضمن حدود ال 750 جنديا الذين تسمح معاهدة كامب ديفيد بتواجدهم في شبه جزيرة سيناء..؟
ال 750 جنديا ليس بالعدد الكثيف.
• كان عدد الجنود المتواجد مقابل المعابر أقل، وتمت زيادته..؟
لا شك أن هناك خشية مصرية من فوران شعبي فلسطيني في القطاع جراء الحصار والضغط الشعبي من أن يحدث اجتياح آخر للحدود مع مصر، وهذا يدفع المصريين للإقدام على اتخاذ اجراءات احترازية مقبلة، سواء على صعيد قوات البوليس الموجودة، وهي محدودة العدد والعدة، أو على على صعيد مواصلة العمل على بناء الجدار العازل بين مصر والقطاع، والذي يقسم رفح إلى قسمين، في سابقة تاريخية مؤسفة لم تحدث من قبل.
رفح بالمناسبة هي مدينة واحدة فلسطينية مصرية، تقطنها عائلات واحدة، وتقيم على اراضي مشتركة، ولم يحدث تاريخيا أن تم الفصل بين أبناء المدينة الواحدة سوى خط حدود وهمي.
تراجع مصري عن فتح معبر رفح
• هل ناقشتم المصريين بهذا الشأن..؟ أنت كنت في القاهرة مؤخرا..
لم يكن موضوع الجدار موضع حوار مع الإخوة المصريين. موضوع الجدار هو موضوع مصري بحت، أقيم بقرار مصري بحت، داخل الأراضي المصرية، وليس على الحدود وإن كنا نأسف كثيراً لبنائه.
• هل تراجع المصريون عن فتح معبر رفح في حالة عدم موافقة اسرائيل على مقترح التهدئة..؟
أخبرنا المصريون بأن قضية المعبر منفصلة عن قضية التهدئة، ونحن رفضنا ذلك.
• متى اخبروكم بهذا..؟
خلال اللقاء الأخير.
• ما سبب هذا التراجع من قبل الجانب المصري..؟
كان عمر سليمان وزير المخابرات المصرية صرح علنا بأن مصر ستفتح المعبر من جانب واحد في حالة عدم موافقة اسرائيل على التهدئة، وفي اعتقادي أن سبب التراجع المصري عن ذلك هو الموقف الإسرائيلي.
• الإسرائيلي، أم الأميركي الإسرائيلي..؟
للأسف الشديد أن الموقف الأميركي أصبح مماهياً مع الموقف الإسرائيلي وأحياناً يشكل غطاء للمواقف الإسرائيلية. وأحياناً تغضب اميركا لكل ما لا يعجب إسرائيل .
قلق الأردن مشروع
• لنأت الآن إلى ما دار مؤخرا من حديث عن استراتيجية اردنية جديدة تتضمن استعادة علاقات الأردن مع حركة "حماس"..ما هو تقديركم لهذا الحديث، وقراءتكم له..خاصة في ضوء ما علم من أن اسماعيل هنية أجرى اتصالا غير مباشر مع الأردن عبر قناة فلسطينية لم تسفر عن شيئ..؟
لا معلومات لدي بهذا الخصوص.بل أستغرب المعلومة التي يتضمنها السؤال.
• هل ترتب شيئ على الحديث الأردني عن استراتيجية جديدة تقضي باستعادة العلاقة مع "حماس"..؟ هل حدثت اتصالات بينكم وبين الأردن..؟
لم تجر أية اتصالات.
• ما هي قراءتك لحديث الإستراتيجية الجديدة..؟
لم أطلع على تفاصيل أن هناك إستراتيجية جديدة، ولا أستطيع التعليق على أقوال صحف مبنية على تحليلات..يصعب بناء موقف سياسي على تحليل فقط. لكني أقول أن الحديث عن تجاوز قيام كيان فلسطيني مستقل هو حديث تجاوزه الزمن. لا بد من وجود كيان فلسطيني، هذا مطروح في السياسة الدولية، وفي استراتيجيات دول الإقليم.
• هنالك حديث الآن على مستوى الملك عبد الله الثاني حيث ينسب له القول أن الأردن جاهز لأن يقاتل ويتصدى لمشروع الكونفدرالية لأنه مدخل لحل فلسطيني في الأردن، وعلى حساب الأردن..؟
هل ترون في الأفق حلا فلسطينيا في الأردن وعلى حسابه..؟ هل ترون هنالك مخططا اميركيا في هذا الإتجاه..؟
إذا لم يتم انسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية، ولم يقم كيان فلسطيني مستقل في الضفة والقطاع، والتفكير الإسرائيلي في ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية بدون سكان، يجعل الأردن المتضرر الأكبر بعد الفلسطينين من ذلك. في النهاية، مثل هذا التفكير الإسرائيلي يعني عمليا طرد غير مباشر لسكان من الضفة الغربية باتجاه الأردن. ومن هنا نقول إن المصلحة العربية العليا، تكمن في محاولة تقويض ومواجهة المخطط الإسرائيلي للإستيطان في الضفة الغربية، بما في ذلك جدار العزل الإسرائيلي، ومحاولة منع استمرار هذا المخطط.
اسرائيل لا يمكن أن تضم الأرض بسكانها، لأن في هذا خطر كبير على وجود الكيان الإسرائيلي، فالمعادلة الديموغرافية حاكمة، وبالتالي التخوفات واردة والمهم كيفية التصدي لها ووقفها
لذا، أكرر أنه لا بد الوقوف فلسطينيا، وعربيا بقوة ضد الإستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، والإستمرار في نزع الأراضي وبناء الجدار، وسياسات العزل بها بين مدن الضفة الغربية. ومن هنا أقول إذا كانت هناك معاناة معيشية وغير ذلك في قطاع غزة، فإنه توجد في الضفة الغربية معاناة حقيقية للمشروع الفجرنيوزي الفلسطيني الراهن بالإضافة التي تتعامل السلطة بها في الضفة الغربية من تنسيق أمني ومواجهة المقاومة وإغلاق المؤسسات والبنى التحتية الإجتماعية الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني، المهدد بالتبخر، سواء بسبب السياسات المعمول بها من قبل اسرائيل.
اسرائيل تعمل باتجاه نزع الأراضي وضمها للقدس الكبرى والتوسع في الإستيطان والتهويد والإستمرار في بناء الجدار والإكثار من الحواجز بين التجمعات السكانية الفلسطينية بهدف صيرورة خمسة كانتونات فلسطينية موزعة في الضفة الغربية، وسياسات السلطة ممثلة في إدارة سلام فياض للسلطة في الضفة الغربية، كما لو كان يدير شركة. وهذه الشركة تحتاج إلى استقرار وأمن ومواصفات معينة من الموظفين..هو يتعامل مع السلطة الفلسطينية كأنه يدير شركة، وبالتالي هو يتحدث عن الإستقرار كأنه يحكم في اوروبا، وعن الإستثمار كأنه موجود في دولة مستقلة، وعن الأمن كأنه ليس على أرض محتلة، ويأتي بمواصفات معينة لرجل الأمن ليس لها علاقة بالمسالة الفجرنيوزية والخلفية التاريخية والنضالية، بل لها علاقة بأشياء آخرى ويعطي تدريبه للآخر .
وبالتالي هناك خطر كبير على المشروع الفجرنيوزي الفلسطيني، ومن حق الأردن أن يقلق جراء ذلك. ولكن الغريب سياسته السلبية اتجاه حماس وقبوله بكل إجراءات السلطة .
المفاوضات السورية الإسرائيلية
• هل فوجئتم بالإعلان عن مفاوضات سرية بين سوريا واسرائيل على مدى عام أو أكثر..؟
لا. لم نفاجأ.
• هل كان لديكم علم بها..؟
أعتقد أننا كنا نعلم بأن هناك مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية، حيث كان الأتراك يتنقلون بين الطرفين.
• ألم يلتقي السوريين مع الإسرائيليين في استنبول..؟
اللقاء تم مؤخرا.ولم يكن مباشراً
• هل تم ابلاغكم من قبل السوريين أم أنكم كنتم تقدرون وجود مفاوضات..؟
علاقتنا جيدة مع الطرفين السوري والتركي، وهذا سؤال غير ضروري .
• هل تم تحقيق تقدم على المسار التفاوضي السوري..؟
أنا لا أتصور أن المفاوضات غير المباشرة الجارية سيكون من ورائها أية نتائج، من حيث المحتوى. ولكن في تحليلي أن هناك فوائد غير مباشرة للطرفين من وراء هذه المفاوضات.
• مثل..؟
ايهود اولمرت يريد أن يشتغل في كل المسارات..
• بهدف تعويم حكومته..؟
بهدف تعويم نفسه وحكومته، بما في ذلك المسار السوري، وهو يعلم تماما أن نسبة 87 بالمئة من المقترعين الإسرائيليين ضد اعادة الجولان لسوريا. فكيف يمكن أن يقدم رسالة بشأن اعادة الجولان ولديه مثل هذه النسبة الكبيرة تعارض ذلك، وفي ظل حكومة ائتلاف تعاني ضعفا..؟
• المفاوضات السورية الإسرائيلية كيف تنعكس على المسار التفاوضي الفلسطيني، سواء في حال فشلها، أو في حال نجاحها..؟
ابتداء هذه المفاوضات في تحليلنا هي بدون نتائج. ثم نحن مطمئنون للموقف الفجرنيوزي والقومي السوري، وبأنه لن يمس الحقوق الفلسطينية، كما أنه لن يمس كذلك التواجد الفلسطيني في سوريا.
• وبالتالي، لا مردود للإشتراطات الإسرائيلية على سوريا بإبعادكم (قادة حماس) من اراضيها..؟
لا..أحد أهداف التفاوض من قبل الجانب الإسرائيلي محاولة عزل سوريا عن تحالفاتها وصداقاتها وعن تعاونها مع الإطار المقاوم، ولكني أعتقد أن هذا مفهوم ومقروء.
لا خلاف مع السعودية
• الخلاف الحالي بينكم وبين السعودية، ما هي اسبابه..؟ هل هو مبني على علاقاتكم الجيدة مع ايران وسوريا..؟
ابتداء ليس بيننا وبين السعودية خلاف. علاقتنا مع السعودية جيدة، وليس هناك من موضوع خلافي بيننا..
• السعودية لم تدافع عن اتفاق مكة..؟
هذا موضوع اقليمي ودولي أكثر منه موضوعا خاصا بالعلاقة بيننا وبين السعودية فقط. ونحن لا نزال نؤيد اتفاق مكة. ونؤكد في أي برنامج مصالحة على اتفاق مكة. وأعتقد أن اتفاق مكة أخرج الوضع الفلسطيني من أزمة مبكرة، ولو تم الإلتزام بهذا الإتفاق، ونفذ كاملا، لما حدث بعد ذلك ما حدث.
• هل ستطالبون في السنغال بتطبيق اتفاق مكة..؟
ليس فقط في السنغال. في الموضوع السياسي،سواء في الإطار الفجرنيوزي الفلسطيني الجامع، أو الإطار الثنائي بيننا وبين "فتح"، نحن نرى ضرورة الإلتزام بثلاث وثائق تتضمن تفاهمات على كل القضايا ذات البعد السياسي، سواء أكان ذلك في وثيقة الوفاق الفجرنيوزي، أو في اتفاق مكة، أو قبل ذلك في تفاهمات القاهرة. هذه الوثائق الثلاث تشكل الإطار السياسي المتفاهم عليه بين مختلف الفصائل الفلسطينية. ومع أن اتفاق مكة أبرم بين "فتح" و"حماس"، إلا أنه حينما تم تشكيل حكومة وحدة وطنية شاركت فيها معظم الفصائل الفلسطينية، أصبح هذا الإتفاق وانعكاساته ضمن المشروع السياسي الفجرنيوزي. على الرغم من إدعاءات البعض بالمحاصصة .
الوثائق الثلاث تقدم اجابات على كل الأسئلة السياسية، سواء فيما يتعلق بموقفنا من المبادرة العربية، و البعد العربي، أو البعد الدولي، أو موقفنا مما يسمى بالشرعية الدولية، أو موقفنا في علاقاتنا الداخلية، أو حيال الإنتخابات، أو المقاومة أو التفاوض..إلخ. كل هذه القضايا مجاب عليها في هذه الوثائق. ولهذا نقول إن الملف السياسي مغلق.
• إذا لا خلاف بينكم وبين السعودية، وإن كان هناك فتور واضح في العلاقة بينكم وبينها..الرياض تبدو منحازة تماما الآن إلى جانب الرئيس عباس..؟
هناك عدم رغبة في تحرك سعودي في الموضوع الفلسطيني، وهذا يقرأ من خلال ملاحظة وجود فتور، وسكوت عما يجري، لكنه لا يعني وجود خلاف بيننا وبين السعودية.
• هل تدعوهم للحراك..؟
طبعا الحديث بيننا دائم، وذلك لما للسعودية من ثقل.
التحالف الديمقراطي الفلسطيني
• اللقاء الذي عقد مؤخرا بينكم وبين وفد من الجبهة الشعبية برئاسة عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام، اتفق فيه على إجراء لقاء آخر، بعد أن وجه خالد مشعل انتقادات لمواقف الجبهة..
لم يتم اللقاء الآخر.
• لماذا..؟
لا أعرف. التقيت بهم في القاهرة مؤخرا، وسألتهم عن سبب عدم اجراء اللقاء الثاني، فأرجعوا السبب إلى إنشغالهم في لقاءات داخلية .
• شهدت دمشق مؤخرا لقاءات ضمت وفودا قيادية من الجبهتين الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب الفلسطيني بهدف تشكيل تحالف ديمقراطي يشكل تيارا ثالثا إلى جانب حركتي "فتح"، و"حماس". كيف تنظرون لهذا التفكير..؟
نحن نرحب بأن يجتمع كل اليسار الفلسطيني في سلة واحدة، لأن البعثرة ضارة.
• حينا كنت في صنعاء مؤخراً للمشاركة في المؤتمر القومي العربي ، هل بحثت مع مسؤولين يمنيين مآلات اعلان صنعاء..؟
لا، لأن وقت انعقاد المؤتمر القومي كان قصيرا، وقد مكثت في صنعاء يومين ونصف اليوم. ثم إن وزير الخارجية اليمني كان في القاهرة مشغولا بأزمة لبنان، التي كانت الشغل الشاغل للدبلوماسية العربية. وبالتالي كان معظم الجهد العربي منصب على الموضوع اللبناني.
• الحل أو الإتفاق اللبناني كيف يمكن أن ينعكس عليكم..؟
بالتأكيد أن المصالحة اللبنانية فيها مصلحة فلسطينية، لأنه حين يكون هناك اختلاف في الساحة اللبنانية، يصبح الفلسطينيون موضع تجاذب. وعندما يحدث تجاذب في أي ساحة يتواجد فيها فلسطينيون، يكونوا هم الخاسر الأكبر. هذه مسألة واضحة تاريخيا.
لذلك، حدوث التصالح في لبنان قبل أن يتطور التجاذب سلبا، هو مصلحة فلسطينية. وعليه، المصالحة بين الأفرقاء اللبنانيين خدمت شعبنا الفلسطيني.
• قدمت نوذجا يحتذى..؟
هذا صحيح بالنسبة للموضوع الفجرنيوزي الفلسطيني، وقبل ذلك كنت أشير إلى الفلسطينيين في لبنان.
زيارة كارتر وولاية عباس
• اللقاء الذي تم مؤخرا بينكم وبين الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، هل اقتصرت نتائجه على فقط حدوث اللقاء، أم أنكم لا زلتم تأملون شيئا منه..؟
كارتر هو الذي طلب لقاءنا، وكان ذلك في إطارأوسع، ثم انتهى الأمر إلى أن يكون هناك زيارة خاصة به، وهو بما له من موقع أدبي، وكونه كان شاهدا على مرحلة، خاصة في الإطار الفلسطيني، سجل شهادته في كتاب تضمن بعض الإنصاف للشعب الفلسطيني، وشبه فيه الوضع الفلسطيني بالوضع في جنوب افريقيا في زمن الفصل العنصري. وكذلك كونه كان شاهدا على الإنتخابات التشريعية الفلسطينية، وقد كانت شهادته أمام اللجنة الرباعية في نيويورك واضحة برفضه عزل "حماس" ونصيحته بالتعامل مع نتائج الإنتخابات.
لقد استجبنا لطلب كارتر في ضوء هذه المواقف، وإن كنا نعلم مسبقا أنه لن يكون للقاء نتائج على الأرض. ما بقي من الزيارة هو رسالة سيكتبها الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط لذويه، بناء على طلب كارتر.
• هذه هي المحصلة النهائية للزيارة واللقاء.. ألم يكتب شاليط الرسالة بعد..؟
لا. لم يكتبها بعد.
• اقتراب موعد انتهاء ولاية الرئيس عباس في التاسع من كانون ثاني/يناير المقبل، وما يمكن أن يجره من مأزق سياسي كبير يشرّع الإنقسام الفلسطيني، ويكرسه جغرافيا، هل يلعب دورا في دعوته للحوار، أم تراه يريد من مبادرته الآن تحميلكم مسؤولية تفشيل جديد للحوار..؟
الحوار لم يبدأ حتى يفشل، وعباس يعلم، كما يعلم الجميع أن سبب تعطيل الحوار هو موقف خارجي يتمثل في الفيتو الأميركي الإسرائيلي..وإذا توقف التدخل الخارجي سيكون هناك حوار. وفي الحوار مصلحة لأبي مازن قبل غيره، سيكون هناك قدرة في الساحة الفلسطينية للحديث عن شرعيات تنتهي مدتها القانونية، خاصة شرعية الرئاسة. إذا مر شهر كانون أول/ديسمبر بدون اجراء انتخابات رئاسية، أو تجديد أو تثبيت أو ايجاد بديل، علما أن اجراء الإنتخابات مستحيل في ظل هذا الإنقسام، فإن المأزق الفلسطيني سيتفاقم. ولذا لا بد من معالجة الموقف قبل تفاقمه، وحتى لا يضطر أبو مازن إلى التمديد لنفسه، مضيفا مساوئ جديدة إلى الوضع الفلسطيني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.