تونس - رشيد خشانة:قضت محكمة تونسية فجر أمس بإعدام صابر الراقوبي وعماد بن عامر، لادانتهما بالمشاركة في معارك دارت مطلع العام الماضي في منطقة سليمان (30 كيلومترا جنوب العاصمة تونس) بين قوات الجيش والأمن وعناصر تنظيم مسلح يُعرف باسم «جُند أسد بن الفرات». وأفاد محامون من هيئة الدفاع «الحياة» أن المحكمة قضت ايضا على ثمانية متهمين آخرين بالسجن المؤبد، وعلى عشرين متهما آخرين بالسجن مددا تراوح بين خمس سنوات وثلاثين سنة. وقُتل في المواجهات التي جرت مع قوات الجيش، بعد نزول عناصر المجموعة من معسكر أقاموه في جبل عين طبرنق القريب من سليمان، «أمير» التنظيم أسعد ساسي وهو كادر سابق في قوات الأمن استقال لينضم إلى «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية التي أعلنت العام الماضي ولاءها لتنظيم «القاعدة». وقال أعضاء هيئة الدفاع أن المحكمة لم تُفسح في المجال أمامهم للترافع عن المتهمين بسبب ضيق الوقت المتاح. وذكر منذر الشارني محامي الدفاع عن جوهر سلامة الذي قضت المحكمة عليه بالسجن خمس سنوات إن جلسة المحاكمة استمرت منذ التاسعة والنصف من مساء السبت وخصصت لاستنطاق المتهمين. وأضاف أن هيئة الدفاع طلبت من القاضي، في حضور نقيب المحامين بشير الصيد ورئيس فرع النقابة في العاصمة عبد الرزاق الكيلاني، إرجاء الجلسة إلى أن يُراجع المحامون تقاريرهم في ضوء إفادات المتهمين، إلا أن القاضي رفض وأصر على الترافع فورا. وزاد «اضطُرت هيئة الدفاع بعد ثماني ساعات من جلسة ماراثونية للإنسحاب لأن الوضع لم يكن يسمح لها القيام بدورها، وبخاصة إزاء تُهم خطرة من الحجم الذي وُجه الى المتهمين». ورأى محامون آخرون أن المحكمة العسكرية كانت أحرى بالبت في الملاحقة القضائية كون أحد القتلى في المواجهات ضابط في الجيش. وكان وزير الداخلية رفيق حاج قاسم أعلن في اجتماع حزبي في وقت سابق من العام الجاري أن المواجهات أدت إلى مقتل اثنين من قوات الأمن وجرح ثلاثة آخرين من دون تحديد ما إذا كانوا من الجيش أو من قوات الدرك التي شاركت بكثافة في الإشتباكات مع المجموعة المسلحة. وطبقا للحصيلة الرسمية أسفرت المعارك عن مقتل 12 عنصرا مسلحا من أفراد المجموعة الذين جاء ستة منهم من الجزائر، بينهم موريتاني لم تُسلم جثته إلى بلده حتى الآن، واعتقال 15 آخرين. وكانت جمعيات حقوقية أشارت إلى اعتقال عشرات من مدينة سليمان للإشتباه بكونهم ساعدوا أفراد المجموعة وبينهم أصدقاء لربيع الباشا الذي قيل إنه كان نائب «أمير» الجماعة. وجرت أعنف المعارك بين عناصر المجموعة المسلحة في محلتين منفصلتين من مدينة سليمان في الثالث من كانون الثاني (يناير) العام الجاري وأدت إلى مقتل الباشا إضافة إلى أسعد ساسي. وشكلت تلك العملية أول ظهور لجماعات أصولية مسلحة في تونس بعدما كانت تعتبر في منأى عن دوائر نشاط التنظيمات المسلحة التي تنشط في الجزائر المجاورة منذ مطلع تسعينات القرن الماضي.