جوهانسبرج - شدّد فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم") على حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، مشيرًا إلى أن الألفة والمحبّة بين الناس من أهم ضرورات الإسلام. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها فضيلته في مؤتمر جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، والذي توافد عليه أعداد هائلة من المسلمين هناك يتقدمهم مسلمو الجالية الصومالية، حيث أراد الشيخ أن ينقل إليهم تجربة الإسلام في التعايش مع الآخر بعيدًا عن أي قتال خاصة في ظل الحروب الدائرة هناك. وطالب الشيخ سلمان بضرورة الوقوف عند حرمة دم المسلم التي اعتبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أعزّ من حرمة الكعبة المشرفة نفسها، مشددًا على ضرورة ألا نظن بهم ظن السوء؛ لأن المؤمن لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا حيث قال الله تعالى: { أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}. وتحدث الشيخ سلمان عن ضرورة الألفة والمحبة بين الناس وأن الخلاف قد يقع لكنه لا يجب أن يصل إلى حدّ الفرقة أو القطيعة بل إن وحدة الأمة هي ضمان وجودها. وأكّد على أهمية المساواة في الإسلام وأنه لا طبقية ولا فضل لأحد فيه على آخر إلا بتقوى الله حيث إن الرعيل الأول كان فيهم كل طبقات المجتمع، وقد كان لهذه النقطة الأثر البالغ في نفوس الحاضرين لما سمعوا عنه- بل وعايشه بعضهم- من التمييز العنصري الذي كان سائدًا في جنوب إفريقيا في وقت سابق. ودعا الشيخ إلى ضرورة الحكمة في الدعوة والتي تقتضي الرفق بالمَدْعُوّ ومعرفة حاله لقول الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: { وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وذكر أيضًا في هذا المجال ما كان يفعله النبي من صَرْف نظر الفضل بن العباس عن الجارية التي جاءت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل تحجّ عن أبيها. الجدير بالذكر أن الشيخ سلمان العودة ألقى هذه المحاضرة في جوهانسبرج بعد قدومه من مدينة ديربون الساحلية والتي نظم فيها عدة محاضرات ونشاطات دعوية. وقد شهدت محاضرة الشيخ سلمان بجوهانسبرج حضور عدد كبير من مختلف الأجناس والأعراق وإن كان أغلبهم من الجالية الصومالية والذين بدءوا الهجرة إلى جنوب إفريقيا قبل عقدين من الزمن تقريبًا وإليهم يعود الفضل في تأسيس المسجد الجامع الذي أقيمت فيه المحاضرة. وسبقت المحاضرة زيارةٌ قام بها الشيخ إلى مركز الجالية الصومالية أو ما يفضلون تسميته مجلس البيان الإسلامي حيث رحّب به القائمون على المركز وعبروا عن مدى سرورهم وتقديرهم لزيارة الشيخ سلمان. وخلال المحاضرة أشاد الشيخ العودة بتجربة الأقلية الإسلامية عمومًا وبالجالية الصومالية على وجه الخصوص في جنوب إفريقيا، حيث أشار إلى ما حققوه بجهودهم الذاتية من قفزة نوعية في مجال الاقتصاد أضيفت إلى جهود إخوتهم من المسلمين مكونين بذالك رقمًا يصعب تجاهله في هذا المجال، كما أشاد بجهودهم في مجال الدعوة إلى الله تعالى.