القاهرة - حذر خبراء وأكاديميون ومتخصصون من تعرض الهوية العربية والإسلامية لخطر الضياع, ونبه المشاركون في ندوة أقيمت الثلاثاء في العاصمة القاهرة بعنوان (الإنسانيات والهوية الثقافية) برعاية المجلس الأعلى للثقافة, إلى ضرورة اتخاذ الوسائل الكفيلة بحماية الهوية والثقافة واللغة العربية.
شخصنة الفرد ونظام الحكم" حجي: يوجد إقصاء وتهميش لمادتي الدين والتاريخ في المقررات المدرسية بمصر, وكتب التاريخ تتمحور حول شخصيات فردية, ترسب في وعي التلاميذ فكرة القائد الفرد" وقد انتقد أستاذ التربية المقارنة بجامعة حلوان ومقرر الندوة أحمد حجي إهمال وإقصاء وتهميش الدين والتاريخ في المقررات المدرسية بمصر, وتمحور كتب التاريخ حول شخصيات فردية, ترسب في وعي التلاميذ فكرة القائد الفرد, مهملة التاريخ ذاته. كما انتقد مقررات العلوم السياسية والاقتصاد وقال إنها تحقق الانتماء لنظم الحكم وليس المجتمع. وتساءل: ما هي المنهجية والأيديولوجية التي تقف وراء طرق ونظم تدريس العلوم الإنسانية؟ وناقش أستاذ أصول التربية بجامعة حلوان عبد اللطيف محمود دور التعليم في الصراع العربي الإسرائيلي, منبها إلى أن الدولة الصهيونية قبل تأسيسها اهتمت اهتماما شديدا بتدريس التاريخ لأبناء الجماعات اليهودية في الخارج. وأضاف محمود: لما تأسست الحركة والدولة الصهيونية كان لديهم وعي بالتاريخ. ودعا المحاضر إلى بناء مشروع تعليمي تنويري ينهض بالأمة.
مقارنة وفي حديثه للجزيرة نت استنكر محمود ادعاء أميركا أن مناهج الدول العربية تزرع الإرهاب وتدعو له قائلا "أتحدى أي باحث أميركي أن يحلل مضمون كتب الأزهر الشريف, والكتب في أى مدرسة إسرائيلية دينية أو حتى علمانية والتي سيخلص منها إلى أنها مكتظة باستبعاد وتهميش الآخر بكم وكيف يبلغ أضعاف محتوى أي منهج عربي". وأعرب عن أسفه لسعي الحكومات العربية إلى تطبيق ما تمليه أميركا لتغيير المناهج العربية خاصة بعد 11 من سبتمبر/ أيلول, مما يفرغ الإنسان العربي من ماهيته خاصة في ظل فضائيات عربية أكثر من 80% منها غربي الهوى والإنتاج." نادية جمال الدين: تعلق الأجيال الشابة بالثقافات الأجنبية في كل شيء حتى في الملبس والمأكل ومفردات الكلام, وهو ما يعني إهمال اللغة العربية ومكونات شخصيتهم القومية مما أثر على تصور العربي لذاته" من جهتها حذرت الأستاذ بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة نادية جمال الدين في حديثها مع الجزيرة نت من تعلق الأجيال الشابة بالثقافات الأجنبية في كل شيء حتى في الملبس والمأكل ومفردات الكلام, وهو ما يعني إهمال اللغة العربية, ومكونات شخصيتهم القومية ومنها الأدب والشعر، مما أثر على تصور العربي لذاته. ودعا رشدي طعيمة في ورقته البحثية لخطة تمكين اللغة العربية التي يعني فقدانها ضياع بل "وأد هوية الأجيال القادمة". ونبه لظاهرة استعلاء من يدرسون بالأقسام الأجنبية على طلاب القسم العربي, مشيرا إلى أن الهوية عملية بناء طويلة خاصة في مجتمعات متخلفة وتابعة تعاني من الهيمنة.
التوتر النفسي ونبه الباحث محمد الطيب إلى أن غياب الصحة النفسية ينتج عنه غياب الهوية والعكس, لافتا إلى أن مصر من الدول التي يحظى الأفراد فيها بدرجة عالية من التوتر النفسي والعصبي. وفي بحثها حول الجغرافيا والمواطنة دعت فارعة حسن إلى ضرورة الاهتمام الحقيقي بتدريس التاريخ والجغرافيا والتربية القومية, لأنها تكسب المتعلم قيم التفاهم والتعاون والتقدم والاستقرار والحفاظ على ثروات البيئة. ويرى الباحث سامي نصار أن المجتمعات التي تقوم على حرية المشاركة هي الأكثر تقدما وتماسكا في بنيتها الثقافية, على عكس تلك التي تعاني من الاستبداد الفردي أو النخبوي الرافضة للمشاركة.