تمكن فلسطيني غاضب من قتل ثلاثة إسرائيليين وجرح العشرات في هجوم بجرافة كان يقودها في القدس، قبل أن يقتله حارس أمن إسرائيلي، في عملية هي الثانية من نوعها في المدينة في أكثر من أربعة أشهر. وفي الحصيلة النهائية للهجوم، قالت الشرطة الإسرائيلية إن القتلى هم امرأتان ورجل، وإن عدد الجرحى ناهز الأربعين في الهجوم الذي لا زال الأمن الإسرائيلي يتحرى دوافعه رغم إعلان مجموعة غير معروفة من قبل وهي كتائب أحرار الجليل بفلسطين المسؤولية عنه. وأوضح بيان للتنظيم وصلت الجزيرة نت نسخة منه أن الهجوم نفذه أحد أعضاء التنظيم دون تحديد هويته.وأضاف البيان أن هذه العملية تأتي نتيجة "للهجمات المستمرة على أبناء الشعب الفلسطيني خاصة عمليات الاغتيال الصهيونية المستمرة بالضفة". وقاد فلسطيني وهو عامل بناء من قرية صور باهر في القدسالشرقية ويدعى حسام دويات (30 عاما) الجرافة التي تزن 20 طنا مسافة 500 متر في شارع يافا بالقدس ليقلب سيارات ويسحق بعض ركابها ويصطدم بحافلة مزدحمة من الخط رقم 13 ويقلبها على جانبها. وفي لقطات تلفزيونية لاحقة ظهر رجل بلباس مدني يعتلي الجرافة ويطلق عدة عيارات نارية من مسدسه عن قرب على سائق الجرافة الذي لم يكن مسلحا، وتبعه شرطي يرتدي خوذة وسترة واقية أطلق نيران بندقيته الآلية. وقال الشرطي في وقت لاحق إنه أطلق النار مرتين على السائق الجريح للتأكد من أنه لم يعد يشكل تهديدا. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الرجل الذي اعتلى الجرافة وهو حارس أمني وعضو سابق في وحدة الإرهاب أطلق النار على السائق أكثر من مرتين.أما عن منفذ العملية، فقد قال جيران وأقارب بينهم عم لدويات إن عامل البناء سبق أن طلق زوجته وهي إسرائيلية. وفيما ذكر أصدقاء له أنه مسلم متدين، قالت الشرطة إن له تاريخا في تعاطي المخدرات لكن ليس له انتماء سياسي معروف. وعن خلفيات العملية، كان منزل دويات الذي بناه بكلفة تصل إلى 50 ألف دولار موضوعا على لائحة الهدم من قبل السلطات الإسرائيلية تحت حجة البناء من دون ترخيص، وهي الذريعة التي تتحجج بها إسرائيل للتضييق على الوجود الفلسطيني في المدينة. وطالب متشددون إسرائيليون بهدم منزل منفذ العملية وطرد عائلته من القدس.وهذا هو أول هجوم يشنه فلسطيني في القدسالغربية منذ قتل مسلح ثمانية إسرائيليين يوم السادس من مارس/ آذار في معهد ديني تلمودي بشارع يافا. مواقف وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الهجوم هو نتيجة طبيعية "للعدوان" الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربيةوالقدس، لكن الحركة قالت إنه ليس لديها معلومات عن دوافع الهجوم.وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن العملية هي "نتيجة طبيعية لاستمرار العدوان والجرائم ضد أهلنا في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة". وبدورها استبعدت حركة الجهاد الإسلامي أن تكون لعملية القدس أي انعكاسات على التهدئة بين فصائل المقاومة وإسرائيل في غزة.من جانبه أدان رئيس دائرة شؤون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الهجوم واستهداف المدنيين من الجانبين. وأدانت إسرائيل الهجوم، وصرح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف بأن "الهجوم الإرهابي في القدس هو عمل قتل عنيف مجنون، ومن يرفضون إدانته يكشفون حقيقتهم". ردود فعل وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يقوم بجولة آسيوية العملية ووصفها بالاعتداء.كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش أجرى مكالمة هاتفية الأربعاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، وعبر له عن تعازيه في "ضحايا الهجوم الإرهابي الذي أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الأشخاص". ووصف وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند الهجوم من جهته بأنه "عمل مريع"، وعبر عن تعاطفه العميق مع "أسر الضحايا الذين نقدم لهم التعازي ونشاطرهم صدمتهم".ودان وزيرا خارجية فرنسا بيرنار كوشنير وإيطاليا فرانكو فراتيني الهجوم بشدة.