هكذا هي سيرة المرأة الفلسطينية على الدوام ، سيل لا ينضب ولا ينقطع من العطاء والتميز والانتماء للوطن . فبجهود كل اللجان المشكلة في إطار العمل الفتحاوي الفلسطيني لإقليم وسط الخليل وبحضور نائب أمين سر المنطقة ومنسق المناطق لأفي غيث وممثل لجنة العضوية عزالدين العطاونة وممثل لجنة التدريب وإعداد الكادر الحركي أيمن الشعراوي وممثل لجنة الأسرى محمود خمايسة وفاطمة المحتسب عن لجنة المرأة ولجنة الأشبال والزهرات وفوزيه ابو سنينه عن اللجنة الدينية و تم اختتام دورة تمكين الكادر النسوي التي بنتيجتها تم تخريج عدد من الأخوات المؤهلات لممارسة العمل الدؤوب على أكمل وجه ووفق ما تتطلبه المرحلة القادمة . وقد ركز المتحدثون على ضرورة وأهمية النهوض بالعمل الوطني وإحترام حقوق الإنسان وحق المرأة في المجتمع الفلسطيني والتذكير بدورها المميز في مسيرة النضال الوطني والاجتماعي ، وذكروا بفخر واعتزاز بكل المناضلات والمناضلين الأحرار الذين واكبوا مسيرة التضحيات والبذل والعطاء بالروح والعمل والانتماء . كما ذكروا بمن كانت دوماً رمزاً ومثالاً للتضحية والعطاء وبمن هي خالدة في ذاكرة التاريخ ويسجل لها كل يوم ألف تحية منذ أكثر من ثلاثة عقود إبنة فتح وقائدة مجموعة الشهيد كمال عدوان الشهيدة الخالدة دلال المغربي ، التي لا تغيب عن عقول وقلوب الفتحاويات والفتحاويين وحتى جميع الفلسطينيين في الوطن والشتات وفي حلهم وترحالهم . فما تزال وصية البطلة الفذة دلال المغربي عروس عملية الساحل الفلسطيني المولودة في عام 1958 والتي شكلت رمزاً مشرفاً وخالداً لنضالات المرأة الفتحاوية الفلسطينية أكان ذلك لجهة الانتماء والهوية أو العمل الوطني والاجتماعي "المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني" تلك كانت وصيتها وحتى اللحظة الراهنة تهزنا هزاً وتدفعنا دفعاً لمتابعة المسيرة حتى تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف . وهل بمقدور من يذكّر بالشهيدة دلال المغربي وقافلة الشهيدات والشهداء من بنات وأبناء فتح أن يغيب عن باله القائد الرمز الفذ وصمام أمان النضال الفتحاوي المسلح شيخ المجاهدين وأمير الشهداء خليل الوزير ؟! لا والله ، فما غاب أبو جهاد عن بالنا جميعاً لحظة واحدة . العملية الفدائية لمجموعة الشهيد كمال عدوان التي حدثت عبر البحر الأبيض المتوسط بتاريخ 11/3/1978 والتي خطط لها شيخ المجاهدين وقادتها دلال واستشهدت فيها هي ورفاق أعزاء وأبرار لها ما تزال أحد أهم عناوين النضال الوطني الفلسطيني بشكل عام والنسوي بشكل خاص . وما زال جثمان القائدة الطاهر ينتظر أن يحتضنه ثرى الوطن الذي تاقت دوما للعيش في كنفه خلال عقدين مثلا عمرها النضالي وزهرة ربيعها على أمل أن يأتي ذلك اليوم الذي يتحقق فيه حلمها وتُزف عروساً إلى بيت زوجها . فها هو جثمانها ينتظر أن يزف ليوارى الثرى في الأرض الطاهرة التي قضت من أجلها وهي في ريعان شبابها ، وليظل عنواناً لديمومة وحرية الوطن على مدار مسيرة التحرير . وهل كان ممكناً أفضل مما كان في حفل الاختتام ؟!! وهل كان ممكناً أن يكون أفضل من أن توزع شهادات التأهل من عضوات إقليم حركة فتح إقليم وسط الخليل في أجواء استذكار شهيداتنا الكبيرات وشهدائنا الكبار ، تغمدهن وتغمدهم الله بواسع رحمته ؟ وقفة وكلمة لجهود تستحق الشكر والعرفان ، وقفة لجهود باتت ضرورية وملحة . فبمشاركة مركز المرأة للأرشاد القانوني والإجتماعي ممثلاً بمديرته مها أبو دية وبتنسيق مع الأخت المدربة أمل الجعبة والمحامية سلوى بنورة تم إختتام دورة بواقع 20 ساعة تدريبية بعنوان "حقوق مرأة...حقوق إنسان من أجل تمكين كادر نسوي" وتم توزيع الشهادات على 29 أخت مشاركة لتمكينهن من المشاركة الفاعلة في النهوض بمستوى المرأة الفلسطينية ، بهدف بناء مجتمع قوي ومتماسك قائم على العدل والإنصاف ويحفظ لكل حقه بالمشاركة دون تمييز لضمان الحفاظ على النسيج الاجتماعي الفلسطيني العام والتوفيق ما بين قوانين أردنية أو مصرية أو فلسطينية سائدة هي بالأصل مستمدة من القانونين الفرنسي والبريطاني . قوانين وُضعت قبل عقود وعفا عليها الزمن ولم تزل تُطبق بالرغم من الضرورة الملحة لتغييرها أو تعديلها في الحدود الدنيا ، لتستجيب نسبياً للمتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية وتنسجم مع سيادة القانون وتتناغم مع الاستراتيجيات التي تحفظ للمواطن الفلسطيني كرامته وحريته العامة والشخصية دون إجحاف أو تمييز . ما حدث يمثل شمعة أو شعاع نور جديد في مسيرة نضال متقدة ملؤها العطاء الذي تمازج فيه عطاء المرأة مع عطاء الرجل المرأة الفلسطينية على مدار المراحل الصعبة والمعقدة من تاريخ الشعب الفلسطيني لما بعد النكبة الكبرى التي مثلت زلزالاً ما بعده زلزال للفلسطينيين والعرب عامة . شمعة أو شعاع أمل يستدعي ضرورة حفظ التوازن الحياتي والاجتماعي في ظل قوانين مفروضة علينا بقوة الإجبار من قبل سلطة الاحتلال البغيضة ، تستدعي هي الأخرى ضرورة تغييرها أو القفز فوقها أو تعديلها بشكل جذري يضمن لنا الحقوق التي كفلتها المعاهدات والاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان ويضمن لنا ممارسة الحرية وتحقيق النماء والتقدم والازدهار في ظل سيادة قانون نحن اخترناه وارتضيناه لأنفسنا بحكمة وطول أناة وتمحيص وتدقيق خالصين . وهنا تنبري المرأة الفلسطينية بكل عزم وإصرار للمطالبة العاجلة بالحصول عل حقوقها المشروعة التي كفلها لها القانون الدولي كإنسان يفي بواجباته والتزاماته كاملة مثلها مثل الرجل تماماً . وهي في ذات الوقت تضم صوتها إلى صوت الرجل في المطالبة بإنهاء الاحتلال الغاشم الجاثم في الأرض الفلسطينية الطاهرة منذ ما يزيد عن ستة عقود وإرساء الحق والعدل في أرض الحق والعدل السماويين . وفي هذا المجال لن يغيب عن بالي قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات وعلى وجه الخصوص المادة 340 الخاصة بارتكاب الزنا والمواد الخاصة بالاغتصاب، اللتين أرى ضرورة إخضاعهما لدراسة عاجلة والتركيز بأخص الخصوص على اعتبار الولي حتى الدرجه الرابعة الشخص المخول برفع وتحريك الشكوى ولنا مع كل هذه وقفات تسترعي مزيدا ًمن قوانين أشمل وأوضح . وهناك بحالة سفاح القربى تفتقر المؤسسات من قانون يقر لها تحريك الشكوى ضد المعتدي فهنا يطرح السؤال ؟سفاح القربى من الذي يحرك الشكوى .؟لذلك تنادي المظلومة ألجأ إلى القانون لكي يحميني . الخروقات في قانون العقوبات وبالنسبة للأضرار النفسية التي تقع على المرأة لم يعترف بها القانون مع أن العنف النفسي اشد من أي ضرر آخر. وقد تم التوصيات من قبل الأخوات المشاركات بالدورة بضرورة دورات مشتركة للطرفين الرجل والمرأة تعمل على توعية كلا الطرفين قبل الزواج وبعد الزواج لما لها من دور وقائي وبنائي وعلاجي وأن تنطلق من قواعدنا الإسلامية وأصولنا الشرعية السمحة التي تنبذ الظلم والتطرف والمغالاة . ووجوب توعية الأمهات والآباء والأطفال .وبضرورة توعية المعلمين والمرشدين وتأهيلهم ومن خلال مشاركة الجميع بورش عمل حول المشكلات الإجتماعية الشائعة وبمتابعة لجان إجتماعية خاصة مؤهلة . المصدر بريد الفجرنيوز