حذّرت سيما سمر ، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بوضع حقوق الإنسان في السودان السبت (11/7) من أنّ القوات الحكومية والجماعات المسلحة "تواصل ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم دارفور بغرب السودان، بينما يعاني السكان في جنوب البلاد من العنف". وأدانت سمر، التي أنهت لتوها زيارة استغرقت أسبوعين للسودان، الهجوم الذي استهدف قوات حفظ السلام في دارفور والذي أسفر عن مقتل سبعة جنود وإصابة تسعة عشر آخرين. وقالت سمر "إنني أدين بشدة اعتداء يوم الثلاثاء، وأنا حزينة للغاية بسبب فقدان الأرواح، وأود أن أعرب عن تعازي الحارة لعائلات الضحايا والمصابين في هذا الاعتداء غير المقبول"، وفق تعبيرها. ورحّبت سمر بما اعتبرتها "بعض الخطوات الإيجابية"، التي قالت إنّ الحكومة السودانية قامت بها في دارفور، مثل نشر المزيد من قوات الشرطة، وتزايد أنشطة لجان الولاية في مكافحة العنف المبني على الجنس، ومعاقبة عدد من أفراد القوات النظامية المتهمين في قضايا الاغتصاب. وقالت المقررة الخاصة "إنه وعلى الرغم من هذه الإيجابيات؛ فإنّ وضع حقوق الإنسان على الأرض ما زال مروِّعاً"، مشيرة إلى أنّ بلدة طويلة قد خلت تماماً من السكان بعد هجوم من قوات الشرطة المركزية، حسب روايتها. وأضافت المقررة الحقوقية أنّ سكان دارفور ما زالوا يعانون من العنف المرتكب من قبل الجماعات المسلحة المختلفة، بما في ذلك تدمير القرى وحرق الممتلكات وقتل وإصابة المدنيين. كما أشارت إلى سرقة 135 سيارة تابعة للمنظمات الإنسانية العاملة في الإقليم، ما أرغم برنامج الأغذية العالمي على الحد من مساعداته إلى النصف. وتابعت سمر "إنّ الحكومة مسؤولة عن حماية حقوق الإنسان، وأدعو الجماعات المسلحة إلى الالتزام بتعهداتهما بموجب القانون الدولي واتخاذ كل الخطوات اللازمة لحماية المدنيين"، كما قالت. وبالإشارة إلى الهجوم الذي وقع على أم درمان من قبل حركة العدل والمساواة، أدانت سمر الهجوم بشدة، وأشارت إلى استخدام جنود أطفال في الهجوم، مرحبة بقرار الحكومة السماح لمراقبين مستقلين بمقابلة المحاربين الأطفال وحثت السلطات السودانية على المساعدة في تسريحهم وإعادة إدماجهم. وذكرت سمر أنّ 34 مدنياً قتلوا في هجوم أم درمان، حسب التقديرات الحكومية، وقالت "يبدو أنّ عدداً من الوفيات كانت ناتجة عن عنف متعمد واستخدام القوة المفرطة"، ودعت إلى إجراء تحقيق رسمي في هذه المزاعم. وأضافت المقررة الحقوقية أنها قلقة إزاء رد فعل الحكومة السودانية بعد هذا الهجوم، حيث تم اعتقال عدد من الأشخاص ولم تستطع الأممالمتحدة مقابلتهم، لذا فمن الصعب تحديد العدد، مشيرة إلى أنها سمعت عن "وقوع تعذيب وسوء معاملة في مراكز الاعتقال، على الرغم من تأكيد الحكومة عدم استخدام وسائل التعذيب". كما زارت المقررة الخاصة منطقة أبيي السودانية الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الشمال والجنوب، والتي شهدت دماراً واسعاً بعد ال