غزة لم تقتصر الفرحة الغامرة بالإفراج عن عميد الأسرى اللبنانيين في إسرائيل سمير القنطار على بيته وأهله في لبنان بل امتدت إلى فلسطين لتملأ زوايا بيت الحاجة الفلسطينية أم جبر وشاح، بالقرب من مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، التي تعتبر القنطار بمثابة ابنها.
الحاجة السبعينية كانت ترقبُ بحذر عودة القنطار مع رفاقه من داخل بيتها عبر شاشات التلفاز بحضور عشرات النسوة الفلسطينيات، ولم يطمئن قلبها إلا عندما حط بقدميه على الأرض اللبنانية.
وفور تأكدها من وصوله للبنان أطلقت الزغاريد ابتهاجا بحريته، وضجت الفرحة في بيتها ووزعت الحلوى والعصائر على عشرات المهنئين الذين توافدوا تباعا على بيتها لمشاركتها الفرحة بهذه المناسبة السعيدة على قلبها.
أجمل اللحظات وتقول الحاجة أم جبر التي وصفت تلك اللحظات بأنها أجمل لحظات حياتها "كنت آمل قبل استقبال المهنئين بعودة ابني سمير الأسير الفلسطيني اللبناني في بيتي بغزة، أن استقبله وأعانقه وأشارك أهله في فرحتهم بالإفراج عنه في لبنان".
وتضيف "لم أنس الكلمات التي واجه بها سمير ضابط الاحتلال قبل عشر سنوات وذلك عندما قال له لن يستطيع أحد أن يخرجك من السجن، فرد عليه سمير قائلاً إن إرادة الله فقط هي التي ستخرجني من السجن".
ومضت تقول "ها هو قيد سمير قد انكسر بعد ثلاثين عاماً من الأسر في سجون الاحتلال وتحققت مقولته وذاق طعم الحرية رغم أنف الاحتلال، ولم يبق لضابط الاحتلال من مقولته إلا الخزي والعار".
وأشارت إلى أن سمير كان يتمتع أثناء الأسر بعزيمة قوية وإرادة صلبة وظل على قناعة راسخة بالطريق الذي اختاره ودفع من أجله سني عمره على الرغم من محاولات الاحتلال النيل من صموده.
وفاء للتضحيات وأوضحت أم سمير الفلسطينية، أنها تعرفت على سمير عام 1985 أثناء زيارتها لابنها الأسير المحرر جبر وشاح في سجن نفحة الصحراوي، واعتبرته منذ ذلك اللقاء ابنها الأول وداومت بعدها على زيارته وفاءً له ولما بذله من تضحيات من أجل القضية الفلسطينية.
وقالت إنها ظلت تزوره بشكل مستمر مدة 15 عاما،ً إلا أن الاحتلال منعها من زيارته بعد خروج ابنها جبر من السجن، لكنها أصرت على زيارته.
ولم تيأس من محاولاتها زيارة سمير بعد أن أصرت سلطات الاحتلال على منعها من زيارته عام 1999، واستمرت في محاولاتها إلى أن نجحت في زيارته عام 2000 بعد تقديمها شكوى للمحكمة الإسرائيلية وتكليفها محامين للدفاع عن القضية.
وأبدت الحاجة أسفها على إغلاق معبر رفح الذي حال دون خروجها من قطاع غزة إلى لبنان بعدما أكملت استعداداتها للسفر، لمعانقة سمير واستقباله مع أمه وأهله والشعب اللبناني.
واعتبرت أم جبر أن حبها الكبير لسمير ورفاقه لا يوفيهم شيئا من حقهم، موضحة أن من واجب كل إنسان شريف أن يقوم بواجبه تجاه فلسطين ويسلك طريق سمير ورفاقه الذين أغاظوا العدو الإسرائيلي وقهروا السجن والسجان.
وأعربت عن عزمها مواصلة الدفاع عن أبنائها الأسرى وبناتها الأسيرات والتضامن معهم لأن معاناتهم تدمي قلبها، لافتةً إلى أنه لن يهدأ لها بال إلى أن يخرج جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون، الإسرائيلية لأن لوعة ذوي الأسرى لا يضاهيها لوعة على الإطلاق.