في ذكرى النصر والتحرير للعدوان الصهيوني الغاشم على لبنان العروبة انتصرت المقاومة وانتصرت معها الأمة وانتصرت قيم التضحية والفداء. وها هو الشهيد يعود من جديد بعطره الفواح يملا الدنيا نورا يضيء به الطريق على درب الحرية والتحرير حرية الإنسان والأرض . في حفل بهيج أقيم يوم 16 جويلية 2008 لاستقبال الأسرى المحررين وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار أعلن عن تبادل لجثث الشهداء العرب وكان من بينهم 6 تونسيين قاتلوا في فلسطين من سنة 1988 إلى سنة 2006جنبا إلى جنب مع إخوتهم الفلسطينيين إيمانا منهم بان القضية واحدة والمصير واحد . وهكذا بعد مرور ستين سنة على النكبة يمتزج دم التونسيين والفلسطينيين ليلقن الإقليميين درسا في الانخراط الطوعي والتلقائي في معارك الأمة ويؤكد لهم وللعالم اجمع بان الشعب العربي واحد وان قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية الشعب العربي كله من المحيط إلى الخليج .وهكذا يلقن شعبنا العربي المستسلمين الذين ما زالوا يبكون على موائد السلام الاستراتيجي والمهرولين للتطبيع مع العدو أن خيار المقاومة هو العنوان وهو القاعدة في تحرير الأرض والعرض .لقد نالنا شرف عظيم كتونسيين بهذه القافلة من الشهداء فتوجونا بأبهى الأوسمة . فلنحتفل بشهدائنا على طريقتنا . ولنقدم لهم التحية . ولنطالب بصوت عال ومدو السلطة بتسلم الجثث . ونقيم لهم المهرجان الذي يليق بمقام الشهداء الذين قدموا أرواحهم قربانا في سبيل تحرير الأمة وتقدمها . فلنكرم الشهيد وعائلة الشهيد كاعتراف بسيط منا بما قدمه هؤلاء الإبطال الأمجاد . ولنحيي عرسهم عرس الحرية والشهادة .