انتقد تقرير للرابطة الدولية للاجئين "ريفيوجيز إنترناشونال" زيادة الطابع العسكري للمساعدات الأمريكية الخارجية في إفريقيا، حيث أوصى التقرير قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" بالمحافظة على تركيزها في مهامها الأمنية ومهام حفظ السلام، بدلاً من الاهتمام بتعقب المشتبه بهم في تهم مزعومة بدعوى ما يسمى الإرهاب تحت عباءة مساعدة الأفارقة إنسانيًا. وقد صدر التقرير عن الرابطة الدولية للاجئين، بعنوان: عدم التوازن المدني في الإشراك العالمي .. دروس من المستوى العملياتي في إفريقيا". وقال التقرير: إن أفريكوم تفضل الاهتمام بحربها المزعومة ضد ما يسمى بالإرهاب على حساب أهم احتياجات أفريقيا للأمان والاستقرار، وهو ما اعتبره يمثل مؤشرًا مقلقًا بشأن المساعدات والمعونات العسكرية الأمريكية الخارجية في جميع أنحاء العالم. ورغم ذلك فقد دافع التقرير عن قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا، مؤكدًا أن باستطاعتها أن تترك أثرًا إيجابيًّا طويل المدى على عملية التطوير والنمو في القارة "إذا التزمت بمهمتها الأساسية المكلفة بها والمتمثلة في تدريب وتجهيز الجيوش الإفريقية والوكالات الأمنية"، وهو ما من شأنه أن يساهم في خلق حالة من الاستقرار طويل المدى. وفي بيان قال مارك مالان، مدير برنامج بناء السلام في الرابطة الدولية للاجئين: "أفريكوم ستسيطر على السياسة الخارجية الأمريكية في إفريقيا في المستقبل المنظور، وعلينا التأكد من أنها تقف على الأرضية المناسبة". وأضاف مالان أنه "إذا تعاونت (أفريكوم) بشكل مثمر مع الدول والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والعديد من المنظمات الإنسانية، فإنها ستتمتع بقدرة هائلة على توفير وتقديم استقرار طويل تحتاجه القارة الأفريقية بشدة". وبحسب وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، يشير التقرير إلى أن البنتاجون أصبح مسئولاً عن حصة متزايدة من المساعدات الخارجية التي كان من المعتاد أن يتم توجيهها وإدارتها من قِبل الوكالات المدنية. ولفت التقرير النظر إلى أن حصة المساعدات الإنمائية الرسمية التي يتحكم فيها البنتاجون ارتفعت بشكل كبير من 3.5 بالمائة إلى 22 بالمائة خلال السنوات العشر الماضية، في حين تقلصت الحصة التي تتحكم فيها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بشكل كبير من 65 بالمائة إلى تبلغ 40 بالمائة. واعتبر التقرير أن هذا يساهم في زيادة إضفاء الطابع العسكري على المساعدات الخارجية الأمريكية. وقالت الرابطة الدولية للاجئين، وهي منظمة دولية مقرها واشنطن: إن المعونة الأمريكية لبناء قدرات قطاع الأمن في إفريقيا يتم توجيهها بالشكل الخطأ، حيث أشارت الرابطة إلى أن أكثر من نصف طلب موازنة السنة المالية 2009 الموجهة لتمويل القوات المسلحة الأجنبية تم توجيهها إلى دولتين فقط وهما جيبوتي و إثيوبيا واللتين تعدان من أهم شركاء واشنطن في حربها المزعومة ضد ما يسمى بالإرهاب. وبالمثل طلبت الإدارة الأمريكية 49.65 مليون دولار للانتهاء من تجهيز جيش ليبيري قوامه ألفي شخص للدفاع عن الشعب الليبيري الذي يناهز الأربعة ملايين نسمة، في حين طلبت الإدارة نحو 5.5 مليون دولار فقط في 2009 لإعادة بناء وتجهيز جيش قوامه 164 ألف شخص في الكونغو الديمقراطية المضطربة، التي يبلغ عدد سكانها 65 مليون شخص، والتي شهدت ما يسمى "أول حرب عالمية" في أفريقيا، حصدت أرواح أكثر من خمسة ملايين فرد. وأوصى تقرير الرابطة الدولية للاجئين الحكومة الأمريكية على الانتباه إلى مشكلة عدم التوازن في الإنفاق الذي تبلغ نسبته 17 إلى 1 بين كل من وزارة الدفاع والوكالات الإنمائية والدبلوماسية. ومن بين التوصيات الرئيسية التي قدمها التقرير ألا تنخرط أفريكوم في الحرب على ما يسمى الإرهاب، وأن تركز جهودها على مهمتين رئيسيتين، هما مساعدة الدول الأفريقية في إصلاح قدرات جيوشها وقدراتها الدفاعية بشكل عام، ومساعدة المنظمات الإقليمية الأفريقية في عملية بناء القدرات لمعالجة الأزمات. كما طالب التقرير الكونجرس بالاستجابة للطلب المتعلق بالزيادة الأساسية في التمويل من 300 مليون إلى 750 مليون دولار.