مقال مهدى الى النقابيين/نور الدين الورتتاني ،محسن الحجلاوي،رشيد الشملي لقد اعتقد الجامعيون خطا بأن بمجرّد أن تتخطى الجامعة العامة للتعيم العالي والبحث العلمي عقبة التشكيك في تمثيليتها النقابية لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الحريصة على اغتيال حقوق الجامعيين التونسيين المادية والمهنية والمعنوية جملة وتفصيلا،اعتقدوا بأن الجامعة العامة خصوصا بعد نجاح اضراب يومي19 و20 أكتوبر2007 بأنها ستشمّر على ساعد الجدّ،وتحدد خريطة طريق أو خطة عمل دقيقة مرتبطة بحيّز السنة الجامعية ككل عمل نقابي في قطاع التربية والتعليم وصولا لتحقيق مختلف المطالب والانتظارات المادية والمعنوية للجامعيين بعد تحدي سلطة الاشراف لهم بتمرير وفرض القانون التوجيهي للتعليم العالي خصوصا وأن هذه السنة الجامعية اكتسبت أهمية خاصة من خلال تصادف أو اقتران الاحتفال بالخمسينية مع مباشرة المفاوضات الاجتماعية في شقيها الخصوصي والعام؟؟؟ ولكن خيبة الجامعيين التونسيين كانت كبيرة في المكتب الحالي للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الذي التزم الجمود وانعدام المبادرة ومقاطعة القواعد النقابية لا سيما في كلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة حيث وعدنا الكاتب العام للجامعة بالقدوم والحوار في أكثر من مناسبة،ولكنه لم يبرّ بوعده خشية احراجه ووضعه أمام مسؤولياته؟؟؟ان الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي التزمت خاصة بعد صدور المنشوربالتزام الصمت الكامل وبتنفيذ بنود هذا "المنشور البوليسي الماسخ"الذي حوّل الاتحاد العام بقيادة"كرزاي التونسي" الى وزارة داخلية موازية ذات اختصاصات ومهام عمّالية؟؟؟ ويعتبر الترفيع في الخصم من الأجر لفائدة الاتحاد العام المتضرر من تقلبات سوق النفط والغذاءالمكسب الوحيد الذي تحقق للجامعيين التونسيين بعد فشل الجامعة العامة في تحقيق الزيادات الخصوصية للقطاع قياسا على الزيادات غير المعلن عنها لفائدةقطاعات أخرى ذات صبغة أمنية،أو رقابية،أو قضائية،وفشلها كذلك مع الاتحاد العام ككل في المطالبة بزيادات في الأجور تتناسب مع النسق الجنوني لارتفاع الأسعارولعل الشرف الوحيد الذي تحظى به الجامعيون حاليا هو أن الكاتب العام للجامعة العامة هوعضو في الوفد النقابي الذي فوض له الاتحاد العام التفاوض بخصوص الزيادات ،أ, قل الترقيعات الماسخة في الأجور والمرتبات؟؟؟ ان العمل النقابي للجامعة العامة للتعليم العالي أصبح عملا هزيلا،ماسخا،موسميا،يقتصر على التلويح بالشعارات والدعوة الى امضاء بعض العرائض الاستعراضية لكسب المشروعية الغائبة مثل تلك الخاصة بمساندة متضرري أحداث الحوض المنجمي على قدم المساواة مع أحزاب المعارضة الممثلة في مجلس النواب وغير الممثلة حفاظا على بعض ماء الوجه ورفعا للعتب لا غير،فهل أصيبت الجامعة العامة بذات"فيروس المعارضة التونسية" من خلال تحولها الى "دكان مرخص له"يرفع الشعارات ويمضي العرائض دون تحقيق أي نوع من المكاسب الكبرى والصغرى في ماعدا الترفيع في الخصم؟؟؟ ولعل حادثة مثول الجامعيين نور الدين الورتتاني ومحسن الحجلاوي ورشيد الشملي أمام مجالس التأديب جاءت في وقتها المناسب لترفع "ورقة التوت" عن الجامعة العامة للتعليم العالي الملتزمة بالطاعة لكرزاي التونسي بموجب المنشور83،وفي تحد كامل للاتفاقية الدولية عدد135 الضامنة لحرية وحصانة العمل النقابي،فطالما أن الجامعة العامة تقوقعت ودخلت في غيبوبة مفروضة عليها من قبل سلطة الانتداب العمالي،فهل يجب على الجامعيين التونسيين التفكير بصفة جدية في فك الارتباط مع وزارة اتلداخلية العمالية ومع فروعها المدينةلها بالولاء ،وفي تأسيس هيكل نقابي مستقل عن المنشور83 المكرّس لطغيان "الغيبوبة النقابية" وسيطرة البوليس العمالي مدفوع الأجر من الشغالين بالفكر والساعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ المصدر بريد الفجرنيوز