كوالالمبور - رويترز -الفجرنيوز: فشلت المحادثات بين الحكومة الفلبينية وجبهة مورو الإسلامية للتحرير في التوصل إلى اتفاق بشأن توسيع رقعة المنطقة المشمولة بالحكم الذاتي للمسلمين في إقليم مينداناو جنوبي الفلبين. وكان ينظر إلى هذا الاتفاق باعتباره حيويا للجهود الرامية لإبرام اتفاق سلام شامل مع الانفصاليين الإسلاميين رغم أنه ما كان ليضمن نهاية للصراع الدائر منذ نحو 40 عاما، وقتل فيه 120 ألف شخص، وتسبب في تشريد مليوني شخص في جزيرة مينداناو الغنية بالموارد الطبيعية، بحسب رويترز. وبعد محادثات في كوالالمبور بوساطة الحكومة الماليزية قال محق إقبال كبير المفاوضين لجبهة مورو الإسلامية للتحرير: "فشلنا في تسوية قضايا قديمة بعد يومين من المساومات الصعبة". وأضاف لرويترز: "انهارت المحادثات؛ لأن الحكومة تعيد فتح قضايا تمت تسويتها بالفعل". وجاء انهيار المحادثات الجمعة 25-7-2008 بعد أسبوع من إعلان الجانبين عن انفراج بشأن القضية، والتوصل لاتفاق وشيك بعد محادثات استمرت عدة أيام. وألغيت مراسم التوقيع التي كانت مقررة في الخامس من أغسطس الجاري على هذا الاتفاق؛ والذي كان من المقرر أن يشهد التوقيع عليه وزيرا الخارجية الماليزي والفلبيني، كما لم يتم الترتيب لجولة محادثات أخرى، وغادر الجانبان مقر المحادثات اليوم السبت. طريق مسدود وقال مصدر حكومي ماليزي إن الجانبين وصلا إلى طريق مسدود بشأن "قضية الحقوق الإقليمية"، وأضاف: "لدهشة الجميع أعادت الحكومة الفلبينية فتح القضايا الإقليمية التي استغرق حلها منا 14 شهرا، وتسببت في مأزق، وأدت إلى الانهيار". وكانت مانيلا وجبهة مورو الإسلامية للتحرير تجريان محادثات منذ أكثر من 10 سنوات بشأن كيفية إعطاء المسلمين في الجنوب مزيدا من الحكم الذاتي، واستغرق الأمر نحو 4 سنوات من أجل التفاوض فقط على توسيع منطقة الحكم الذاتي القائمة. وقال الجنرال المتقاعد رودولفو جارسيا، ورئيس لجنة السلام الحكومية لرويترز: "دارت بعض الخلافات عندما راجعنا المسودة النهائية للاتفاقية بشأن أرض الأجداد". غير أنه استدرك مضيفا: "ولكني لا أعتقد أنه يوجد انهيار كامل للمحادثات، وما زلت متفائلا بأننا يمكن أن ننقذ المفاوضات". وقالت الرئيسة الفلبينية جلوريا ماكاباجال أرويو مرارا إنها تريد السلام، ولكن الصقور في حكومتها يعارضون إعطاء مساحات شاسعة من الأرض للمسلمين، كما أن العشائر المسيحية القوية سياسيا في الجنوب ستعارض أي اتفاق نهائي. عقود من القتال وفي مانيلا أقر المشرعون المؤيدون للحكومة مشروع قانون في مجلس النواب الخميس 24-7-2008 لتأجيل الانتخابات التي ستجرى في 11 أغسطس الجاري في المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي حاليا في مينداناو. وأقر الشعب الفلبيني -الذي يدين معظمه بالكاثوليكية- في استفتاء عام 1987 بالسماح لأقاليم عدة في ميندناو بالتمتع بحكم ذاتي. وبعد 9 سنوات من الاستفتاء وقعت الحكومة اتفاق سلام مع جبهة مورو للتحرير الوطني، والتي استمرت في حكم ما عرف ب"إقليم ميندناو المسلم". وبرغم ذلك رفضت جبهة تحرير مورو (وريثة جبهة التحرير الوطني) وضعية الحكم الذاتي وطالبت بسلطة في مناطق أوسع. وخلفت عقود من القتال بين الجبهة والحكومة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، كما أثر ذلك على اقتصاد ميندناو الغنية بالموارد الطبيعية والتي ضربها الفقر بسبب النزاعات. ويبغ عدد المسلمين في الفلبين نحو 8 ملايين، وهو ما يعادل نحو 10% من إجمالي عدد سكان البلد الآسيوي الذي وصله الإسلام في القرن الثالث عشر بواسطة التجار، وذلك قبل وصول المسيحية له بقرنين. ويصل عدد السكان المسلمين في جزيرة مينداناو إلى 5 ملايين نسمة، وبحسب منظمات حقوقية مسيحية، فإن المسلمين يعانون من التمييز والتهميش من قبل الغالبية الكاثوليكية.