رحبت الحكومة السودانية بالمبادرة التي أطلقها مسلمو بريطانيا بقيادة عضو مجلس اللوردات أحمد نذير، لإنهاء أزمة دارفور إحلال السلام في هذا الإقليم الذي يعاني ويلات الحرب الأهلية منذ حوالي خمس سنوات. وجاء الترحيب السوداني على لسان عثمان محمد يوسف كبر والى ولاية شمال دارفور، خلال ملتقى المصالحات القبيلة لزعماء دارفور الذي نظمه مجتمع مسلمي بريطانيا بالتعاون مع جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا والمكتب التنفيذى للإدارات الأهلية بالولاية والطرق الصوفية تحت شعار (المسلمون يد واحدة من أجل السلام بدارفور) بمدينة الفاشر، وذلك بحضور أعضاء حكومة الوحدة الوطنية وقيادات الأجهزة و العدلية والعسكرية والشرطية والأمنية والفعاليات المختلفة بالولاية. وأعلن كبر تبنى حكومة الولاية لكافة المقررات والتوصيات التي سيخرج بها الملتقى الذي قال أن كافة الأسباب قد تهيأت لنجاحه، مشيرا إلى أن مبادرة مسلمي بريطانيا جاءت متزامنة مع المبادرة التي أطلقتها رئاسة الجمهورية مؤخرا لمعالجة الأوضاع بدارفور. وأكد كبر دعم حكومته واستعدادها لتقديم كلما ما هو مطلوب لإنجاح هذه المبادرة من أجل تعزيز وتقوية جهود إحلال السلام بدارفور، مشيدا في هذا الصدد بدور مسلمي بريطانيا وجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا من أجل دفع السلام بدارفور. وأضاف، أنه بفضل حصافة وحرص رجالات الادارت الأهلية لم تشهد الولاية طوال الفترة الماضية أية حروب أهلية برغم الأسباب التي هيأتها ظروف الحرب بدارفور. وتحدث في الجلسة الافتتاحية للملتقى النور محمد إبراهيم رئيس المجلس التشريعي بولاية دارفور والذي أشار إلى أن دعاوى التطهير العرقي والإبادة الجماعية والاغتصاب من قبل الغرب قد قصد بها زعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد عامة وبدارفور بصفة خاصة. واكد إبراهيم، أن ملتقى المصالحات القبلية يجئ كإضافة جديدة لوسائل تقريب وجهات النظر للمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار بدارفور، مؤكدا أن اتفاقية أبوجا للسلام قد ساهمت بصورة كبيرة في تثبيت دعائم الأمن بدارفور داعيا إلى أهمية مواصلة ذات المساعي من اجل تحقيق السلام الشامل. ومن جهته، أوضح اللورد أحمد نذير رئيس وفد مسلمي مجتمع بريطانيا لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للملتقى أن تبنى مسلمي بريطانيا لهذه المبادرة يجئ استشعارا من مسلمي المملكة المتحدة لمسئولياتهم تجاه أخوتهم بدارفور، مشيدا بالدعم الذي وجدتها المبادرة من الحكومة السودانية والأحزاب السياسية المعارضة والحركات المسلحة. وأشاد نذير بالدور التاريخي الرائد لدارفور في خدمة الإسلام والمسلمين من خلال نشر الدعوة الإسلامية وكسوة الكعبة وإرسال المحمل ومساعدة الحجاج الأفارقة المتوجهين إلى بيت الله الحرام. تهديد بطرد قوة السلام من دارفور
كان السودان حذر أمس من أنه "يمكن" أن يطلب رحيل قوة السلام المشتركة الدولية الأفريقية المنتشرة في دارفور في حال أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة إبادة في دارفور. وقال بونا مالوال مستشار الرئيس السوداني للصحفيين في أديس أبابا "نقول للمجتمع الدولي إنه في حال توجيه الاتهام إلى رئيسنا، فإنه لن يعود بإمكاننا أن نكون مسؤولين عن وضع القوات الأجنبية في دارفور". وأضاف "يمكن أن نطلب من القوات الانسحاب من أراضينا". إلى ذلك اتهم فصيل مسلح في دارفور الجيش السوداني أمس بقصف قرية هذا الأسبوع في الوقت الذي كان فيه الرئيس عمر حسن البشير يزور الإقليم ويدعو للسلام. وقال زعيم حركة تحرير السودان ميني أركوا ميناوي إن الطائرات السودانية قصفت إحدى القرى أثناء زيارة البشير. وأضاف رئيس الفصيل وهو الوحيد الذي وقع اتفاقا للسلام مع الخرطوم عام 2006 أن الهجمات وقعت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين. وقال إن قرية واحدة هوجمت يوم الأربعاء بينما كان البشير يلقي خطابا أمام حشد في مدينة الفاشر. في هذه الأثناء اتفق حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي والحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يترأسه عمر البشير على تحديد آليات مبادرة أهل السودان لحل قضية دارفور خلال مهلة لا تتجاوز الأسبوع. وتضمن الاتفاق تكوين لجنة تسيير للترتيب لعقد الملتقى الجامع المقرر تشكيله من قبل اللجنة القومية لحل قضية دارفور. وأبدت الحكومة السودانية استعدادها لوقف إطلاق نار في دارفور من جانب واحد، وإطلاق سراح أي معتقل من أبناء دارفور.