شن سوني لاندهام، المرشح لمجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري بولاية كنتاكي، هجوما عنيفا وغير مسبوق ضد العرب ووصفهم بالإرهابيين وطالب بطردهم من الولاياتالمتحدة وحظر دخولهم بغض النظر عن ديانتهم، متهما الدول العربية المصدرة للنفط، بتدمير الاقتصاد الأمريكي والعالمي من خلال رفع أسعاره. وقال لاندهام في لقاء مع برنامج "وييكلي فيليبستر" الإذاعي، إن العرب "جارفو روث وسائقو الجمال" كلهم إرهابيون، داعيا إلى أخذ نصف إنتاج العراق من النفط لتعويض ما أنفقته الولاياتالمتحدة في "إعادة الحرية لهذا البلد". وأضاف لاندهام: "إن العرب يقومون بعمل إرهابي ضد هذا البلد بأسعار البنزين المرتفعة، وهم على وشك تدمير هذا الاقتصاد، ليس فقط اقتصادنا، ولكن الاقتصاد العالمي". واتهم لاندهام الدول العربية المصدرة للنفط، مشيرا بشكل خاص للمملكة العربية السعودية، بأنها "تعوق إنتاج القدر الكافي من النفط، وهو ما يرفع الأسعار". وقال إن العرب هم الذين يحددون أسعار النفط، مضيفا أن انخفاض الدولار يرجع إلى استهلاك النفط والحرب في العراق. ونقلت وكالة "أمريكا ان ارابيك" عن لاندهام قوله: "ينبغي أن نأخذ نصف ما تنتجه العراق، وهو مليون ونصف مليون برميل يوميا، أي أننا ينبغي أن نأخذ 750 ألف برميل من النفط يوميا منهم، بسعر 45 دولارا للبرميل، وذلك لتعويض تريليون (دولار) هي مقدار الدين الإضافي الذي يدينون به لنا بسبب الحرب وإعادة بناء البنية التحتية في حين تتدهور بنيتنا التحتية بشكل سيء". ووعد لاندهام في حال نجاحه في الوصول إلى عضوية مجلس الشيوخ في ولاية كنتاكي بإيقاف "دخول العرب" إلى الولاياتالمتحدة، وفحص خلفية جميع الأشخاص غير الأمريكيين قبل دخولهم البلاد.
إساءات أخرى كانت المحكمة الأمريكية الاتحادية في واشنطن قضت منذ حوالي اسبوعين بالسجن لمدة عام وغرامة قدرها عشرة آلاف دولار على الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد، باتريك سيرينج، لإرساله رسائل عنصرية تتضمن تهديدا لجماعات عربية أمريكية، وفقا لما أعلنته وزارة العدل الأمريكية. وأقر سيرينج بأنه مذنب إزاء الاتهامات الموجهة إليه ذات الصلة بالحقوق المدنية، وجاءت رسائل سيرينج الإلكترونية إلى سامي الزغبي، رئيس المعهد الأمريكي العربي في العاصمة الأمريكية، متضمنة بذاءات وعبارات ترهيب. ومن بين تعليقاته في سلسلة من رسائله عبر البريد الإلكتروني، قال سيرينج، 50 عاما، إن "العربي الطيب الوحيد هو عربي ميت"، ووصف زملاء زغبي في المعهد بأنهم "أشقاؤه الأشرار في حزب الله"، وكتب أنهم "سيحترقون في نار جهنم على هذه الأرض وبعد الموت". وعمل سيرينج دبلوماسيا أمريكيا في الشرق الأوسط، وشغل في الآونة الأخيرة موقعا بقسم الموارد البشرية في وزارة الخارجية الأمريكية. وقالت وزارة العدل إن سيرينج الذي تقاعد من وزارة الخارجية العام الماضي، صدرت له أوامر بالعمل في خدمة المجتمع 100 ساعة، وستتم مراقبته لمدة ثلاث سنوات بعد الإفراج عنه. وفي نفس السياق، اتهمت منظمةٌ عربيةٌ أمريكيةٌ في وقت سابق صحفا أمريكية بشنِّ حملةٍ عنصريةٍ مناهضةٍ للعرب في الولاياتالمتحدة، على خلفيةِ الجدلِ الدائرِ بشأن أول مدرسة أمريكية حكومية لتعليم اللغة العربية في نيويورك. وقالت اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز في بيانٍ لها: إنَّها تشعر بقلق عميق بسبب الانتقادات الحادَّة التي يشنُّها صحف نيويورك فيما يتعلق بأكاديمية خليل جبران الدولية، وهي أول مدرسة عربية عامة في مدينة نيويورك. وأضافت ماري روز أوكار- رئيسة اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز-: إنَّ لجنتها تشعر بقلق شديد بسبب "التوصيف المستمر للعرب الأمريكيين والمسلمين الأمريكيين بأنهم إرهابيون أو متعاطفون مع الإرهابيين"، وهو نمط عكسته بعض التعليقات بشأن المدرسة، ووصفت أوكار هذه التعليقات بأنَّها "تحريض غير مسئول"، بل و"خطير"، ويقود إلى تنميط المسلمين والعرب في الولاياتالمتحدة. وكانت صحيفة (نيويورك بوست)- المعروفة بتوجهاتها اليمينية المتشددة ضد العرب والمسلمين وعدد من المنظمات المناهضة للعرب- قد حاولت ربط ناشطات في المنظمة المعروفة باسم "عربيات ناشطات في الفن والإعلام"، بما وصفته "بالإرهاب"؛ بسبب وجود كلمة "انتفاضة" على قمصان رياضية وزَّعتها المنظمة. وذهبت الصحيفة- المملوكة لإمبراطور الإعلام الصهيوني المتشدد روبرت ميردوخ الموالي للسياسات الصهيونية- إلى القول بأنَّ العبارة تمثل "دعوةً إلى انتفاضة على غرار ما حدث في غزة في (التفاحة الكبيرة)"، وهو تعبيرٌ شعبيٌّ مشهورٌ في الولاياتالمتحدة يشير إلى مدينة نيويورك. كما شنَّ كتَّاب وناشطون مناهضون للعرب والمسلمين حملةً على المدرسة، ومن بينهم الكاتب الصهيوني المعروف دانييل بايبس، المعروف بتأييده للاحتلال الصهيوني، الذي قال عن فكرة المدرسة: "إنَّها فكرة عظيمة من حيث المبدأ؛ فالولاياتالمتحدة تحتاج المزيد من المتحدثين باللغة العربية، ولكن عند الممارسة نجد أنَّ التعليم العربي مليء بالمطالب والمعاني الضمنية الإسلامية والعربية المتشددة"، بحسب زعمه. وقد انتهت حملة هذه المنظمات باستقالة مديرة المدرسة ديبي المنتصر - وهي ناشطة أمريكية من أصل يمني- وتعيين مديرة جديدة للمدرسة هي دانييل سالزبيرج، وهي يهودية أرثوذكسية، والتي أثار اختيارها استهجان الكثيرين؛ لكونها لا تجيد العربية. وقال بيانُ اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز: "إنَّ جهود نزع الشرعية عن أكاديمية خليل جبران الدولية بدأت مع الإعلان عن المدرسة، لا لشيء سوى تقديم المدرسة لفصولٍ عربيةٍ، بدأ المناهضون للعرب حملتهم بشعارات مثل (مدرسة الجهاد) وحملة بعنوان (أوقفوا المدرسة)".