حي عزيز ،و التيميري،و الزغادية ،و الملجة الكحلة ،و رأس الكاف ،وحي السعايدية، وحي ينقز (2 مارس) ،وحي التطور...كلها أحياء تحيط بقلب مدينة جندوبة إحدى اعرق "مدن"الشمال الغربي مشتَركها (بفتح الراء) الفقر والتهميش والفوضى والأوساخ والغبار وانتشار الروائح الكريهة : أطنان من الحشرات وكتل من الروائح الكريهة ، تنبعث إما من تلك الأوساخ التي رماها المواطن على حافة طريق ولم يجد حاوية ، رائحتها يتقيأ من يقترب منها أو من تلك التي تركتها البلدية في احد أركان نهج ما تغافلت وتناستها إدارتها المناضلة من اجل جمع الإتاوات والضرائب حتى من متسول خصص جزء له من رصيف فرش فوقه قطعة من الكرتون ووضع فيها طفلا يتلهف على جسده الذباب والى جانبه قنينة ماء تلتصق يداك بها من كثرة الأوساخ العالقة بها، وإما من تلك البالوعات المكشوفة لإهمال أو لقرار يقضي بضرورة الطفح فوق سطح الأرض وفي الطريق العام. ضجيج طال المساكن والمؤسسات ،وأكداس من الفضلات ينبعث منها دخان وشظايا تتطاير في السماء فتزيد المتساكنين إصرار على السعال والاختناق. انتصابا فوضويا بلغ حد غلق الطريق أو تضييقه. حفر بلغ إنهاكها المشاة وحول مزاج مستعملي الطريق إلى لعنة البلدية النائمة وما يتبعها من عبارات الاستنكار بل حولت بعض الانهج إلى ما يشبه المسالك الفلاحيّة شكلا وإفرازا (الغبار). رصيف يكاد يختفي ويدفع بالمارة إلى ضرورة استعمال الطريق والاحتكاك مع السيارات وعربات "الكرارتية" وما أكثرها في مدينة يدعي مسؤوليها أن التغيير شملها وأشبعها انجازات ومساعدات . مناطق خضراء وعلى محدوديتها الكبيرة جدا جدا جدا تحول بعضها إلى مصبات للفضلات يتسارع لها الفقراء والجياع باحثين عن فواضل تأكل أو مواد تباع؟ . "حدائق"عمومية يبدو فراشها مثل قطعة ارض زرعت حبوب تم حصدها وتبين أن أجزاء منها قتلت بسبب مرض ما ، كراسيها هدمت أجزاء منها وبين هذا وذاك فضلات البشر الذين بحثوا عن بيت راحة عمومية ولم يجدوا سوى الاضطرار إلى الجلوس تحت كرسي أو شجرة أو حائط وإفراغ ما حمله بطنه من مأكولات عفنها سرّع بخروجها بدون سابق إنذار !!. محلات الألعاب والمطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية وبيع الخضر واللحوم بجميع أنواعها والمقاهي في تلك الأحياء ليس في أجندة عملها أن هناك مراقبة وعدد كبير من أصحابها علقت له جوائز صادرة عن بلدية المكان ومدعمة بشهادة شكر وتشجيع من إحدى ابرز هياكل الحزب الحاكم؟ ديوان التطهير لا وجود له في بعض أجزاء حي عزيز والسعايدية ،مظاهر الريف والترييف في تلك المدينة لا تستحق تحليل أو تركيب فالأمر جدا عادي طالما وان العمل البلدي لا يهتم إلا برفع الشعارات ذات الطابع "الشعوذي" قد تترجل في طريق تنعدم فيه أدنى شروط الطريق من التعبيد إلى الإنارة إلى التجهيز المروري. هي أحياء لم يبلغها بعد أن المجلس البلدي لا يخصص جلساته إلا للتثمين والتصفيق كغيره من مجالس بقية بلديات الجهة وتقسيم الغنائم والصراع على مصالح خاصة. قراءة سريعة في منشورات البلدية والتي عادة ما تفتتح بمقال لرئيس الإدارة الجهوية يعيدك إلى إحدى مدن غرب أوروبا تنظيما وتجهيزا ومنجزات وتجميل. الحمامة وما أدراك ما الحمامة التي كانت تقف بشموخها في مدخل المدينة كما تاريخ سوق الأربعاء في فترة الاستعمار سرقت واختفى الجزء المتبقي منها في المستودع البلدي بعد أن كانت تختزل طموح وإصرار أبناء الجهة على أن تكون الحرية أولا وثانيا وثالثا فلا مدخل للإصلاح والحوار والبناء والتغيير ما لم يتحرر المواطن في هذه الجهة من الظلم والقهر والهرسلة والتهميش والإقصاء والتغييب. فهل سيدرك المجلس البلدي أهمية العمل البلدي المسؤول لاسيما وان المعيار العلني للعمل البلدي هو الضمير والتطوع ،وهل ستدرك الإدارة الجهوية اهمية دورها في جهة نهش الفقر والجوع والثلوث والعراء عددا من مواطنيها اما ان رفاهية المكيف و"المسخنات" تغمض الأعين وتميت الإحساس؟ رابح الخرايفي المصدر:بريد الفجرنيوز